ملامح الانعطافة الفلسفية المعاصرة .. الفلسفة البراغماتية انموذجا – حمزة كدة

حمزة كدة، باحث في الفلسفة.

  إن حركية الفكر البشري منذ أن حط أول بشري على هذه الأرض تسير وفق دائرة لولبية بدأت مع الوجود الإنساني، ذلك لأن متغيرات الحياة هي التي تتحكم بالمتن الفكري الذي بدوره يشكل هذه المتغيرات[1]، ولن تنتهي هذه العلاقة الهيولية بين الفكر ومتغيرات الحياة إلا بنهاية هذا الوجود. وما لبث مشرب الحياة صافيا حينما استطابه وراوده الإنسان، حتى صار سراديب متهاوية بالمعضلات والمشاكل، فكان للفلسفة فضل وارف على الإنسانية للتصدي لهذه المعضلات. فمنذ أن ولدت بوادر الحكمة بالحضارات القديمة، وهي في تطور مستمر غطى بقاع التاريخ البشري كاملا؛ مرورا بالمرحلة اليونانية ثم الوسيطة والحديثة، وصولا إلى الفترة المعاصرة التي تشكلت منذ وفاة فيلسوف المطرقة فريدريك نتشه، أي طيلة القرن 20م وبدايات القرن 21م. وقد جرى العرف بين المؤرخين على اعتبار أن الفلسفة المعاصرة هي تلك الاتجاهات والمذاهب الفلسفية التي ظهرت مع بداية القرن العشرين تقريبا، والتي ازدهرت وأينعت في أرضه وعاش أعلامها جزءاً كبيراً من حياتهم الفكرية فيه، وذلك تمييزا لها عن فلسفة القرن 19م و 18م خاصة، والفلسفة الحديثة عامة التي بدأت مع عصر النهضة الأوروبي إبان القرن 15م[2]. يقول “جون الكويت”: “الفلاسفة المعاصرون هو بالدرجة الأولى فلاسفة القرن العشرين”.

إن الفلسفة المعاصرة جديدة فقط في مناهجها وطرق معالجتها لموضوعاتها المختلفة وصياغتها في قوالب فلسفية جديدة مبتكرة، بينما معظم موضوعات هذه الفلسفة قديم تعرض لدراسته فلاسفة العصور السابقة، فيما عدا القليل من الموضوعات المرتبطة بالكشوف العلمية المعاصرة[3]. فإذا ألقينا نظرة سريعة على تاريخ الفكر الفلسفي منذ كان في صورته الروحية القديمة لدى المشرقيين ثم انتقاله إلى الغرب لدى اليونان ليأخذ صورة عقلية، وتطوره بعد ذلك إلى المباحث الدينية في العصور الوسطى المسيحية والإسلامية، سنجد أن أغلب موضوعات الفلسفة المعاصرة قد تناولها هؤلاء الفلاسفة السابقون[4].

ففي الشرق القديم سادت المباحث الخاصة بالروح والخلود وعلاقة الإنسان بالآلهة والقوى الغيبية، والضمير وعلاقة الإنسان بالإنسان والأخلاق وما يتصل بها. وفي اليونان والرومان، سادت المباحث الطبيعية الخاصة بالعلم المادي وكذلك الموضوعات التي تدور حول العقل والنفس، والبحث عن العلل الطبيعية، كما حاولوا تفسير حدوث الظواهر المادية إلى جانب تحليل العقل البشري ومبادئه الأساسية وكيفية إدراك الأشياء مع التعرض للنفس البشرية وعلاقتها بالجسد وصلتها بالعقل والطبيعة الخارجية. بينما في العصور الوسطى سادت الموضوعات الدينية والروحية التي لم يتعرض لها الفلاسفة السابقون بتوسع، فبحثوا في طبيعة الله وحقيقة النبوة وماهية الإيمان والمعرفة الصوفية. أما في العصر الحديث ظهرت الكشوف الجديدة في العلوم الطبيعية التي لم يكن السابقون قد عرفوها لقصور مناهجهم التجريبية. وبذلك استطاعت الفلسفة الحديثة أن تتعرض لموضوعات جديدة مرتبطة بالكشوف العلمية خاصة من القرن 20م، حيث ظهرت فلسفات علمية عن الزمان والمكان والسببية والحركة الحتمية وغيرها مما يتصل بكشوف العلم الطبيعي.

مما لا شك فيه أن هناك أحداثا عديدة أثرت في نشأة الاتجاهات والمذاهب الفلسفية المعاصرة، ولعبت دورا مهما في أن يتبع الفلاسفة المعاصرون مناهجا جديدة وطرقا مغايرة للسابقين عليهم عند تناولهم موضوعات الفلسفة حاليا بما يتفق مع روح العصر. إذ تعد الثورة على فيزياء نيوتن أو الانقلاب على علم الطبيعة الكلاسيكي الذي وضع نيوتن مبادئه واكتشف قوانينه، أهم حدث من بين هذه الأحداث[5]. فقد كانت لنيوتن السيطرة التامة على الفكر الأوروبي منذ القرن 18م حتى بداية القرن 20م حيث ظهرت نظرية آينشتاين عن النسبية وما تبعها من نظريات علمية حديثة أخرى. ومن بين هذه الأحداث كذلك، التقدم العلمي والمادي الكبير الذي أحرزته العلوم الطبيعية بواسطة المنهج التجريبي الذي بلغ أعلى مراحل تطوره حاليا[6]، حيث أدى هذا التقدم العلمي والمادي في العلوم الطبيعية والإنسانية بالضرورة إلى ظهور اتجاهات فلسفية علمية مادية، وساعد على كثرة المذاهب الواقعية في الفلسفة المعاصرة. كما أن حدث الرجوع إلى التحليل الرياضي[7] الذي يمثل دقة التفكير، والإيمان بقيمة الرياضيات، بدوره يعد حدثا لا منآى عنه. فالسابقون قد عرفوا قيمة الرياضيات، لكنهم لم يدركوا خصوبتها واكتفوا بما وضعه أقليديس قديما من هندسة مستوية أقام عليها نيوتن علم الطبيعة الكلاسيكي. ومع ظهور هندسات لا إقليديه مثل هندسة ريمان وهندسة لوباتشفشكي وغيرهما، وهي الهندسات الجديدة التي أقام عليها آينشتاين علم الطبيعة الحديث، أثيرت مشكلة اليقين الرياضي والرجوع إلى منهج التحليل لفض مضمون المدلولات. على هذه الأحداث احتوت كذلك على السعي إلى رد اعتبار الإنسان لنفسه، إذ نجد عددا من المفكرين يرفضون النظر إلى الإنسان كظاهرة طبيعية مادية، لأن الإنسان في جوهره طاقة حيوية متجددة. كما حاول هؤلاء المفكرين كذلك تأكيد قيمة المثل الروحية التي تميز بها الإنسان والتي يجب أن نعطيها حقها في الحياة والنمو دون الانجراف في التيار المادي الآلي. ولا يستقيم الحديث عن الأحداث المؤثرة في نشوء الفترة المعاصرة، إلا بذكر تحليل “سيغموند فرويد”[8] الذي لم يؤثر فقط في الفلسفة وعلم النفس وإنما أيضا في الفن والأدب والفكر الإنسانة عامة. أي تحليل فرويد للعقل الإنساني، واكتشافه اللاشعور وبيان دوره في توجيه سلوك الأفراد وفي تفسير كافة أعمالهم، ثم في توضيح حقيقة أن اللاشعور بكل ما يشمل عليه من دوافع عدوانية وبدائية هو الذي يسيطر على الإنسان. وذلك بعد أن كان المفكرين والفلاسفة حتى عصر فرويد يعتقدون أن الإنسان يسير بمقتضى أحكام العقل فقط وأنه كائن ذو مرتبة سامية، تختلف جوهريا عن الحيوان وكذلك عن الإنسان البدائي القديم. وجاء فرويد ليحطم هذه الصورة الجميلة عن الإنسان ويخلع عنه الثوب المزركش.

وقد تميزت الفلسفة المعاصرة عن الفلسفات السابقة بالغزارة والتعدد، عبر ظهور هذا العدد الكبير من الاتجاهات والمذاهب الفلسفية في العالم الغربي. وهذا راجع لعدة أسباب؛ إذ إن الفلسفة المعاصرة هي حصيلة تجميع لشتى الفلسفات السابقة عليها مع إعادة صياغتها في أسلوب جديد وطريقة مبتكرة. بالإضافة إلى أن الفلسفة أصبحت حاليا جهدا عقليا مفتوحا غير مقيد بموضوع محدد ولا مرتبط بمنهج معين كما كان الحال في عصور الفلسفة القديمة. هذا وعلاوة أننا نعيش في حياة متطورة ونرتبط باكتشافات حضارية متجددة تدفع الفرد لأن يفكر في جذورها وثمارها، وتجعل الفلاسفة يحاولون اللحاق بها لتفسيرها.

ومن أجل كل هذا تعددت المذاهب والاتجاهات المعاصرة التي أحدثت انعطافا كبيرا في الفلسفة المعاصرة، من بين أبرز هذه التيارات. البراغماتية. وعليه، ماهي الفلسفة البراغماتية؟ وما طبيعتها وظروف نشأتها؟ وماهي أهم ملامحها للانعطافة الفلسفية المعاصرة؟

تعد البراغماتية تيارا معاصرا هاما، أحدث انعطافة كبرى في تاريخ الفلسفة المعاصرة، ويسمى أيضا الذرائعية. إن البراغماتية اسم مشتق من الاسم اليوناني “براغما” ومعناه العمل النافع أو المزاولة المجدية ويصبح المقصود منها هو المذهب العملي أو النفعي. ويعتبر الأمريكي تشارلز ساندرز بيرس أول من استخدم هذا المصطلح في مقال فلسفي عام 1878م بعد دراسته لأفكار الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، واعتبر فيه أن بلوغ الوضوح التام اتجاه موضوع ما يتطلب النظر إلى الأثار ذات الطابع العملي التي يمكن تصورها. ولا جرم أن البراغماتيون يؤمنون بالنتائج العلمية المثمرة التي قد تؤدي إليها قراراتهم، إذ إنهم لا يتخذون القرارات إلا من منطلق النتيجة المتوقعة.

إن الفلسفة البراغماتية باعتبارها مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة، وطريقة للعمل والممارسة، وليست نسقا عقليا مجردا. تتميز بعدة ملامح تجعلها متميزة في عصرها وتعطيها طبيعتها ولونها. إذ تعد فلسفة علمية انبثقت من الروح المادية للقرن العشرين، وارتبطت بتطور مناهج البحث العلمية والاتجاهات الواقعية المعاصرة. وهي أمريكية النشأة ورأسمالية الاتجاه، على أنها تتفق مع الماركسية في الارتداد إلى المادة والواقع وفي استخدام الأسلوب العلمي[9]. لكنها تختلف عنها جوهريا في مدلولها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لأنها تمثل فلسفة المجتمع الرأسمالي. كما أنها تحارب المذاهب المثالية في نزعتها مع الواقعية، وترفض بحث مشكلة أسبقية الفكر على الواقع والعكس. على أن فلاسفتها يريدون أن يجعلوا نظرية المعرفة أداة للعمل ووسيلة للاستفادة من الواقع والسيطرة عليه بدلا من النزاع حوله، لهذا فالبراغماتية تعد منهجا علميا قبل أن تكون فلسفة ميتافيزيقية، وتعتبر أن قيمة الأفكار ليست كامنة في طبيعتها، وإنما فيما ينتج عنها من آثار عملية تفيدنا في حياتنا. وقد أصبحت الحقيقة معها تقاس ليس بمدى تناسقها في عقولنا (المثاليون)، ولا بمدى تطابقها مع الواقع الخارجي (الواقعيون)، وإنما حقيقة الفكرة تتمثل في الممارسة العملية التي تدفعنا للقيام بها وبمدى النفع الذي سيعود علينا منها.

لقد نشأت البراغماتية كمذهب عملي نفعي في أمريكا مع بداية القرن العشرين ميلادي، إذ ساعد على نشأتها انتشار استخدام الطريقة العلمية وما ترتب عليها من نفع عملي وتقدم صناعي راجع إلى قدرة الإنسان على فهم الطبيعة والسيطرة عليها والاستفادة منها. فوجدت في النظام الرأسمالي الأمريكي خير تربة للنمو والازدهار، ذلك لأن الرأسمالية عامة تقوم على مبدأ المنافسة الفردية الحرة التي يرتبط بها العمل المنتج النافع، وهذا النظام الرأسمالي لا يؤكد إلى فهم الواقع لذاته أو بحث مدى أسبقية الفكر على الواقع، وإنما الاتجاه إلى فهم الواقع لاستغلاله والسيطرة عليه سعيا إلى المنافع التي ستعود عليهم من ذلك. لهذا كان المؤسسون لهذا المذهب وأغلب فلاسفته من الأمريكيين الذين انتشرت أفكارهم بعد ذلك في بقية أنحاء العالم. إذ يعد “بيرس” المؤسس الأول لهذا المذهب الذي وضع الأفكار الأولى فقط للمذهب حيث قرر أن كل فكرة لابد أن تكون تمهيدا لعمل ما. ثم جاء بعده “وليام جيمس” ليقيم بناء المذهب ويؤكد أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة ودليل صدقها. ثم ظهر بعد ذلك “جون ديوي” ليتم بناء المذهب ويقرر أن العقل هو أداة العمل ووسيلة المنفعة.

وإذ نحاول من خلال هاته الورقة إبراز ملامح الانعطافة الفلسفية المعاصرة التي أحدثتها الفلسفة البراغماتية، فإننا سنقف وقفة مع مؤسسي هاته الفلسفة، وبالضبط مع بيرس ووليام جيمس.

يعد بيرس (1839 – 1917) المؤسس الأول لهذه الفلسفة كما سبق الذكر، إذ كان محاضرا للفلسفة في جامعة هارفارد الأمريكية، وكان متأثرا بكانط، مع اهتمامات عميقة بعلم الأخلاق والمنطق. وهو أول من ابتكر كلمة “براغماتية” في الفلسفة المعاصرة وذلك عندما تعرض لبحث مشكلة المعرفة. وقد اعتبر أنه يوجد في عقولنا أفكار متعددة لها مقابلات مادية في العالم الخارجي، ومعيار صدق أو كذب هذه الأفكار يكون في مدى تطابقها وعدم تطابقها مع مقابلاتها الخارجية. ثم اعتبر أنه يوجد نوع آخر من الأفكار داخل عقولنا ليس لها مقابل مادي خارجي، حيث معيار الحكم عليها هو ما تحمله من سلوك عملي وإلى أي مدى تهدف إلى تحقيق منفعة فعلية، بمعنى إذا كانت تحقق منفعة فهي صادقة والعكس. مثلا فكرة وجود الله التي لا يمكن أن نبحث لها عن مدلول مادي خارجي يمكننا بواسطته الحكم على مدى مطابقتها لنتأكد من صدقها، إذ يكون الحكم على صدقها من كذبها انطلاقا من الأثار المترتبة عنها، ومما يمكن أن تؤدي إليه من سلوك عملي نافع لدى الأفراد والمجتمع. وبما أن الإيمان بفكرة وجود الله يدفعهم للإصلاح والتقوى والمعاملة الحسنة وعمل الخير والتعاون التي تعد من أنماط السلوك العملي النافع، فإن فكرة وجود الله صحيحة. وهكذا فقد جعل بيرس الأفكار دليلا للعمل وتوجيه السلوك وحفز النشاط، إذ أضحت الفكرة عنده ليست صحيحة ولا كاذبة في حد ذاتها، وإنما الفكرة مجرد مشروع وخطة عمل، فإذا نجح المشروع في تحقيق كافة أهدافه عمليا، كانت الفكرة صحيحة والعكس.

وبهذا يكون بيرس قد غير مفهوم الصدق والكذب الذي سار عليه الفلاسفة والمناطقة التقليديون، حيث ربط الصدق والكذب بالنتائج العملية المترتبة على الأفكار نفسها. وبالتالي رفض كل اتجاه ميتافيزيقي أو مثالي، واختار لنفسه اتجاه عملي النافع الذي أثر على وليام جيمس والذي طور هذا الاتجاه وعمق مفاهيمه بواسطة نظريته المشهورة عن الحقيقة، ثم جاء جون ديوي وأكمل البناء الفلسفي والتربوي لهذا المذهب.

ولد وليام جيمس سنة 1842م في أسرة أمريكية ثرية متدينة، إذ أكمل دراسته الفلسفية والعلمية حتى حصل على الدكتوراه في الطب من جامعة هارفارد، فأصبح أستاذا للفيسيولوجيا والتشريح في نفس الجامعة. هذه الدراسة كانت السبب الرئيسي في إيمان جيمس بقيمة المنهج التجريبي وضرورة اتباع الأسلوب العلمي. وقد دفعه تخصصه السابق إلى دراسة علم النفس دراسة تجريبية، حتى أصبح بعد ذلك أستاذاً لتلك المادة أيضا. وتحول بعد ذلك إلى دراسة الفلسفة وتبحر فيها حتى أصبح أشهر فيلسوف أمريكي في القرن العشرين ميلادي، حيث أكمل تأسيس المذهب البراغماتي الذي بدأه بيرس.

لقد كان جيمس ميسور الحال غزير العلم، إذ انتقل بكثرة بين بلدان أوروبا ليتقابل مع أعلام الفكر ويلقي المحاضرات في جامعتها، حتى حاز على تلك المكانة العلمية المشهورة بين أهل عصره. وتوفي عام 1910م مخلفا إرثا غزيرا كان له تأثيره العميق في الاتجاهات الفلسفية المعاصرة. ومن أشهر مؤلفاته “أصول علم النفس” في جزئيين كبيرين، إذ خالف فيه نظرية القدماء إلى العقل الذين جعلوه سلبيا يتلقى المؤثرات فقط وجعلوا الأفكار تترابط فيه آليا. في حين نظر جيمس للعقل باعتباره أداة إيجابية للنشاط الفعال الذي يقوم به الإنسان للتكيف مع بيئته. وأصبح العقل معه مرتبط بالسلوك العملي النافع. من أشهر مؤلفاته كذلك “البراغماتية” الي حدد فيه فلسفته الخاصة في صورتها النهائية، حيث عرض نظريته عن المعنى والحقيقة التي ربط فيها الفكرة بالسلوك العملي النفعي.

يمكن أن نخلص انطلاقا من الرحلة التي مررنا بها في ورقتنا هاته بخصوص الفلسفة البراغماتية والتأثير الدي أحدثته في الفلسفة المعاصرة، أن هذه الفلسفة اعتمدت على التيار التجريبي باعتبارها شكلا من أشكال الفلسفة التجريبية. إذ أصبح لها تأثير عميق على المسار اللاحق لها، ليس فقط على الفلسفة التكنولوجية، بل أيضا على ازدهار نظم معرفية لم تكن مستقلة بنفسها تمام الاستقلال مثل علم الدلالة، وعلم النفس، والسيسيولوجيا، والتشريع والتعليم. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتبر البراغماتية بمثابة حركة انتقالية أو الحلقة المفقودة بين عصر الأيديولوجيا وعصر التحليل.

راجع:

  • – زكريا إبراهيم – كتاب “دراسات في الفلسفة المعاصرة – دار مصر للطباعة.
  • [1]: إبراهيم هبة – مقالة “الأنطولوجيا الطبيعية” – مجلة الملتقى – 2011.
  • [2]: سماح رافع محمد – كتاب “المذاهب الفلسفية المعاصرة” – مكتبة مدبولي – ص: 11.
  • [3]: نفسه، ص: 11 و 12.
  • [4]: نفسه، ص: 12.
  • [5]: نفسه، ص: 16.
  • [6]: نفسه، ص: 18.
  • [7]: نفسه، ص: 21.
  • [8]: نفسه، ص: 25.
  • [9]: نفسه، ص: 49.

إغلاق