مجزوءة الفلسفة المحور الأول: نشأة الفلسفة – نصوص وأنشطة
مجزوءة الفلسفة
المحور الأول: نشأة الفلسفة
نصوص وأنشطة
إعداد الأستاذ: محمد المغراوي
في هذه الورقة قمنا بإعداد مجموعة من النصوص التي عالجت إشكال نشأة الفلسفة معتمدين على الكتابين المدرسيين منار الفلسفة ورحاب الفلسفة. آخذين بعين الإعتبار التوجيهات التربوية، وأيضا الحيز الزمني.
نص الانطلاق:
الفلسفة (أو فيلوسوفيا)… أين ظهرت؟ ومتى ظهرت؟ إننا نتساءل هنا عن المكان والزمان: لماذا ظهرت في هذا البلد وليس في ذاك؟ لماذا في هذا الزمان دون غيره من الأزمنة؟ ما الشروط التي ساهمت في بروز هذا النمط من التفكير وانتشاره؟ وكيف تم الانتقال من التفكير الأسطوري إلى التفكير الفلسفي؟ ثم ما هو الجديد الذي حملته الفلسفة بصفة عامة معها بالقياس إلى أنواع التفكير التي كانت سائدة آنذاك؟
كيف نفسر فعل نشأة الفلسفة وانتشارها؟ هل بالحروب أم بالهجرات؟ أم بالثقافة السائدة آنذاك؟ أم بشكل النظام السياسي والإقتصادي؟ أم ببنية المدينة اليونانية وخصوصيات تركيبتها؟ أم بماذا؟
(ورد هذا النص في الكتاب المدرسي منار الفلسفة)
· انطلاقا من النص حدد ما ينبغي البحث فيه بخصوص نشأة الفلسفة
أولا: مكان نشأة الفلسفة
الخريطة:
النص رقم 1
إذا نظرت إلى خريطة أوربا، فإنك تلاحظ أن بلاد اليونان تشبه اليد التي تمتد أصابعها الملتوية إلى داخل البحر الأبيض المتوسط، والتي تقع في جنوبها جزيرة كريت العظيمة التي استولت هذه الأصابع المنقبضة منها في الألف سنة الثانية قبل المسيح، على بداية المدنية والحضارة، وإلى الشرق عبر البحر الإيجي تقع آسيا الصغرى التي يسودها الهدوء الآن، والتي كانت تخفق في الأيام السابقة لأفلاطون بالصناعة والتجارة والفكر. وإلى الغرب عبر أيونيا تقع إيطاليا التي تقف كبرج مائل نحو البح ، وصقلية وإسبانيا، التي نجحت كل منهما في استعمار جزء من بلاد اليونان في تلك الأيام. وفي النهاية تقع أعمدة هرقل (التي نسميها اليوم جبل طارق) تلك البوبة (…) التي لم يجرؤ الكثير من البحارة والملاحين على اجتيازها في تلك الأيام. وفي الشمال تقع تلك البلاد التي كانت في تلك الأيام ما تزال غير متحضرة والتي سميت بعد ذلك مقدونيا.
ول ديورانت، قصة الفلسفة، مكتبة المعارف ، بيروت ، ط 3، 1975، ص: 5.
النص رقم 2
أنظر إلى الخريطة مرة ثانية ، وسترى تضاريس لا تبعد من السواحل ، ومرتفعات من الأراضي إلى جبال وهضاب . لقد فصلت هذه الحواجز الطبيعية من الأرض والبحار بلاد اليونان وقسمتها إلى أجزاء منعزلة ، حيث كان السفر والمواصلات في تلك الأيام أكثر صعوبة ، وأشد خطورة منه في هذه الأيام ، لذلك فقد تطور كل وادي في بلاد اليونان إلى اكتفاء اقتصادي ذاتي ، وكانت له حكومته المستقلة ونظمه وأسلوبه ودينه وحضارته . وفي كل حالة كانت تقوم مدينة أو مدينتان تمتد حولهما سفوح الجبال والأراضي الزراعية ، وعلى هذا النمط كانت مدن الولايات اليونانية التي تشمل إسبارطة وأثينا وغيرهما
ول ديورانت، قصة الفلسفة، مكتبة المعارف ، بيروت ، ط 3، 1975، ص:5-6.
النص رقم 3
انظر إلى الخريطة للمرة الأخيرة ، ولاحظ موقع أثينا : إنها أبعد مدينة شرقية من المدن اليونانية وكان موقعها متميزا ، حيث كانت الباب الذي يخرج منه اليونانيون إلى مدن آسيا الصغرى . . . التي عن طريقها كانت تلك المدن الكبرى ترسل حضارتها وترفها إلى بلاد اليونان اليافعة . وكانت أثينا ذات ميناء كبير تجد فيه الكثير من السفن مأوى لها من أمواج البحر الهائجة ، ولها أسطول بحري كبير . وبين عامي 490 – 470 ق . م تناست أثينا واسبارطة المنافسة . . . التي كانت بينهما ووحد تا قواتهما وجيوشهما في محاربة الفرس تحت حكم داريوس الذي أراد تحويل اليونان إلى مستعمرة لأمبراطورية أسيوية . وفي هذا الكفاح والصراع بين أوربا الفتية والشرق الهرم ، قدمت اسبارطة الجيش بينما قدمت أثينا الأسطول البحري الحربي . وعندما انتهت الحرب سرحت اسبارطة جيوشها . . . بينما حولت أثينا أسطولها الحربي إلى أسطول تجاري ، وأصبحت إحدى المدن التجارية العظيمة في العالم القديم .
ول ديورانت ، قصة الفلسفة ، مكتبة المعارف ، بيروت ، ط 3، 1975، ص : 5 – 6 .
الأنشطة:
1) انطلاقا من الخريطة والنصوص الثلاثة حدد ما يلي:
· مكان نشأة الفلسفة.
· ما الذي يميز بلاد نشأة الفلسفة
· كيف ساهمت الخصائص الطبيعية لبلاد اليونان في نشأة الفلسفة.
· حدد دور مدينة أثينا في نشأة الفلسفة ببلاد اليونان
2) أجب أنت وأعضاء مجموعتك عن السؤال التالي في فقرة مركزة: هل كانت نشأة الفلسفة ببلاد اليونان معجزة، أم كانت نتيجة لتظافر مجموعة من الشروط خلقت أرضا خصبة لميلاد الفلسفة ببلاد اليونان؟
ثانيا: بداية فعل التفلسف
النص رقم 1
يبدو أن الفلسفة اليونانية تبدأ بفكرة غريبة، وهي أن الماء أصل كل الأشياء. هل من الضروري حقا أن نتوقف عند هذه الفكرة، وأن نأخذها على محمل الجد؟ نعم. وذلك لثلاثة أسباب:
أولا، لأن هذه المسلمة، تتناول بطريقة ما أصل الأشياء، والسبب الثاني، لأنها تتناوله بدون صور وبمعزل عن السرد الخيالي، وأخيرا، السبب الثالث، لأن هذه العبارة تتضمن ولو بشكل أولي، فكرة “أن الكل واحد”. حسب السبب الأول، ما زال طاليس ينتمي إلى طائفة المفكرين الدينيين والخرافيين، ولكنه يخرج عن هذه الطائفة السبب الثاني، ويظهر لنا كواحد من علماء الطبيعة. أما السبب الثالث فيجعل منه أول فيلسوف يوناني.
لو قال إن: “الماء يتحول إلى تراب” لكان لدينا مجرد فرضية علمية خاطئة، على الرغم من صعوبة تفنيدها، لكنه يتخطى الإطار العلمي المحض. لا يمكننا القول أن طاليس، من خلال عرضه لفرضية وحدة الكون القائمة على حضور الماء، تجاوز المستوى الأدنى للنظريات الفيزيائية في عصره، ولكنه خطا خطوة واحدة. إن الملاحظات المبتذلة، وغير المتماسكة والاختبارية، التي كونها طاليس حول حضور عنصر الماء و تحولاته الفيزيائية، وبالتحديد الرطوبة؛ هذه الملاحظات لم تكن لتسمح، أو حتى لتوحي بهذا التعميم الواسع. إن ما دفعه إلى ذلك، مسلمة فلسفية صادرة عن حدس فلسفي، والذي نصادفه في جميع الفلسفات، التي حاولت مع مجهودات متجددة باستمرار، التعبير عن هذه المسلمة، بشكل أفضل، إنه مبدأ: “الكل واحد”.
ف. نيتشه، نشأة الفلسفة في فترة المأساة الإغريقية، دار النشر غاليمار 1977. صفحات 34 – 35
|
فريدريك نيتشه: (1844_1900)، فيلسوف ألماني، من مؤلفاته “هكذا تكلم زرادشت”، “العلم المرح”.
|
أنشطة الإشتغال:
1) بعد قراءتك لنص فريدريك نيتشه قم بما يلي:
· تعريف: المسلمة، الحدس،
· تحديد زمن نشأة الفلسفة حسب النص.
· تحديد أول فيلسوف حسب فريدريك نيتشه مع تعريفه.
· وقف نيتشه عند مسلمة طاليس: الماء أصل كل الأشياء” وحدد لطاليس ثلاث وضعيات، بين ذلك مستعينا بالجدول التالي:
|
وضع طاليس
|
السبب
|
التعليل
|
· قم بصياغة استنتاج حول نشأة الفلسفة حسب نيتشه
النص رقم 2
في القرن السادس قبل الميلاد لم يكن لكلمتي ” فلسفة ” و ” فيلسوف وجود بعد ، ولعل استخدام لفظ ” فيلوسوفوس ” قد ظهر في إحدى الشذرات المنسوبة لهيراقليط عند بداية القرن الخامس قبل الميلاد ، وفي الحقيقة إن هذه الكلمات لم تفرض نفسها فتتخذ معني دقيقا وتقنيا وجداليا من بعض الأوجه إلا مع أفلاطون وأرسطو ، فلكي يصبح المرء فيلسوفا لم يكن عليه أن يتعلق بمن تقدموه ، وإنما أن يبتعد عنهم ، وإلا سيكون طبيعيا ” مثل أصحاب ملطية ، مقتصرا على تقصي الطبيعة ، كما ا كان عليه ألا يكون مثل أولئك الذين كانوا ينعتون خلال القرنين السادس والخامس قبل الميلاد باسم الحكماء شأن الحكماء السبعة الذين كان طاليس يعد واحدا منهم ، أو أولئك الذين كانوا يسمون سوفسطائيين وأصحاب الحذق والمهارة المعرفية ، شأن أولئك الخبراء في فن القول ومعلمي فن الإقناع وأصحاب الكفاءات الواسعة الذين سيبرزون خلال القرن الخامس قبل الميلاد ، والذين سيجعل منهم أفلاطون أعداء الفيلسوف الأصيل .
جون بيير فرنان ، عن دفاتر فلسفية ، عدد التفكير الفلسفي ، ص : 15 – 14 .
|
¨ جون بيير فرنان مؤرخ فرنسي معاصر، اهتم بالفكر الفلسفي اليونان بوأصوله. من مؤلفاته: “أصول الفلسفة الإغريقية”، “الأسطورة والفكر هند الإغريق”.
|
انطلاقا من النص رقم 2 حدد ما يلي:
· فيم يختلف النص الأول عن النص الثاني؟
· يتبنى النص الثاني موقفا ثانيا مخالفا للنص الأول بخصوص زمن نشأة وبداية فعل التفلسف؛ حدد بما يمكن أن ندعم الموقف الثاني.
· ماذا تفهم من قول شيشرون: سقراط هو من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض
· قم أنت وأعضاء مجموعتك بصياغة استنتاج بخصوص بداية فعل التفلسف
· قم بملأ الجدول التالي أنت وأعضاء مجموعتك، وقم بتحريره على دفتر الدروس:
|
بداية فعل التفلسف
|
الموقف الأول
|
الموقف الثاني
|
|
الزمن
|
||
|
الحجج
|
||
|
الفلاسفة
|
تمرين منزلي: قم بتعريف الفلاسفة التالية أسماءهم:
|
الفيلسوف
|
سنة الميلاد/الوفاة
|
الإنتماء
|
أفكاره
|
|
طاليس
|
|||
|
بروتاجوراس
|
|||
|
سقراط
|
|||
|
أفلاطون
|
|||
|
أرسطو
|
