تقديم مفهوم اللغة – مجزوءة ما الإنسان؟
مادة الفلسفة – الأولى باكالوريا آداب وعلوم إنسانية – مجزوءة ما الإنسان – مفهوم اللغة
المفهوم الثالث مفهوم اللغة
-
تقديم المفهوم
تحضر اللغة في دلاتها العامة باعتبارها كلاما، وباعتبارها تلك “القدرة الخاصة بالنوع البشري، على التواصل بواسطة نسق من العلامات الصوتية (اللسان)، وهي قدرة تستخدم تقنية جسدية معقدة، وتفترض وظيفة رمزية، ومراكز عصبية متخصصة وراثيا“. وهو نفس التعريف الذي نجده في موسوعة لالاند الفلسفة، حيث تشير اللغة: “وظيفة التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا”. لكن اللغة لا تنحصر في الكلام، بل تشمل كل الأنظمة الرمزية التي يستعملها الإنسان من أجل التواصل والتعبير عن الفكر داخليا وخارجيا، وبتعبير آخر، وكما ورد في موسوعة لالاند، فاللغة هي : “كل نسق من العلامات يمكن أن يتخذ وسيلة للتواصل”.
لكن اللغة لا تؤدي وظيفة التواصل والتعبير فقط، فهي وكما عبر عن ذلك الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر: “مسكن الوجود”، ومضمون هذا القول أن اللغة هي التي تحمل الوجود، وفي غيابها ينعدم الوجود، إنها أساس وجود الفكر والثقافة والدين والسياسة والأخلاق…
إن هذه المعطيات هي ما قد يدفعنا إلى القول أن اللغة خاصية إنسانية، أي أنها من اختصاص الإنسان دون غيره من الموجودات. لكن الحيوانات تستعمل هي الأخرى أنظمة في التواصل، ولذلك يمكن أن نتساءل في هذا السياق: هل اللغة خاصية إنسانية؟ وما الذي يجعل الإنسان كائنا لغويا دون غيره؟ وإن كانت اللغة خاصية مشتركة بين الإنسان والحيوان، فهل لهما نفس اللغة أم أن لغة الحيوان لا ترقى إلى مستوى لغة الإنسان؟
وفي ارتباط اللغة بالفكر، باعتبار أن اللغة هي أداة التعبير عنه، يمكن أن نتساءل عن حقيقة العلاقة القائمة بينهما، وبشكل خاص عن الأسبق منهما، وإن كانت اللغة هي شرط الفكر وأساسه أم أن الفكر هو شرط وأساس اللغة. فما طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر؟ وأيهما أساس الآخر، هل اللغة هي أساس الفكر أم العكس؟ وهل يمكن التفكير بدون لغة؟ أليست اللغة عاجزة عن التعبير عن الفكر؟
وتزداد قضية اللغة تعقيدا حين يتعلق الأمر بأدوار اللغة السياسية والاجتماعية والطبقية، فاللغة قد تؤدي وظائف غير وظيفة التواصل والتعبير، والحديث هنا بشكل خاص عن وظيفة السلطة. فبما أن الوجود الإنساني هو وجود يطبعه الصراع والرغبة في السيطرة والهيمنة، وجود تتصارع فيه الذوات والثقافات، فلابد من التساؤل عن موقع اللغة من الصراع وعن دورها وعلاقتها بالسلطة. فما تجليات سلطة اللغة؟ هل تتلخص سلطة اللغة في قواعدها وضوابطها الملزمة أم أن سلطتها تتجاوز ذلك؟ أليست اللغة هي وعاء يحمل ويحمي السلطة سواء كانت سياسية أو دينية أو عرقية..؟
محاور درس مفهوم اللغة
- المحور الأول: اللخة خاصية إنسانية (الدرس)
- المحورالثاني: اللغة والفكر (الدرس)
- المحور الثالث: اللغة والسلطة (الدرس)