المحور الأول نشأة الفلسفة ضمن مجزوءة الفلسفة
موضوع الدرس
| الفئفة المستهدفة | الجذع المشترك |
| المجزوءة الأولى | مجزوءة الفلسفة |
| المحور الأول | محور نشأة الفلسفة |
| إعداد | ذ. محمد المغرواي |
محاور الدرس:
تقديم
أولا مكان نشأة الفلسفة
الإشتغال على الخريطة ص 10 النصوص ص 11.12
بلاد نشأة الفلسفة
موقع بلاد اليونان وخصوصياته
العوامل الطبيعية-الجغرافية لبلاد اليونان
مكانة وأهمية مدينة أثينا
استنتاج
ثانيا: فعل النشأة
الإشتغال على نص فريديرك نيتشه “بداية فعل التفلسف”
الإشتغال على نص جون بيير فرنان ص 15
أنشطة وتمارين تقويمية
تقديم
إن التفكير الفلسفي ككل أنما التفكير الأخرى، لم يكون وليد الصدفة، وإنما ارتبط في نشأته بمجموعة من الشروط والعوامل، وبالتالي لابد من الكشف عن العوامل التي ساهمت في نشأة التفكير الفلسفي، ولابد من البحث الشروط التاريخية التي شكلت أرضا خصبة لبروز الفكر الفلسفي. من هنا يمكن أن نتساءل: أين نشأت الفلسفة؟ متا نشأت الفلسفة؟ لماذا نشأت في ذلك المكان دون غيره من الأمكنة؟ لماذا نشأت في ذلك المكان دون غيره من الأمكنة؟ ما هي الشروط والعوامل التي ساهمت في نشأة الفكر الفلسفي؟ كيف تم الإنتقال من التفكير الأسطوري إلى التفكير الفلسفي؟ وفيما يختلف التفكير الفلسفي عن التفكير الأسطوري؟
أولا: مكان نشأة الفلسفة
الإشتغال على الخريطة ص 10 والنصوص ص 11-12
يكاد مؤرخوا الفلسفة والغربيون منهم خاص يجمعون على أن الفلسفة نشأت ببلاد اليونان. وقولهم بذلك له ما يبرره، فهناك عدة عوامل ساهمت في ذلك من بينها:
موقع بلاد اليونان وخصوصياته
لعل أول ما يمكن أن ننتبه إليه بخصوص بلاد اليونان هو موقعها الإستراتيجي، فهي تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر مهدا للحضارات. كما أنها كانت مجاورة لبلدان عرفت بالإزدهار في عدة مجالات: فكرية، حضارية، اقتصادية…. فقد كانت تحدها جنوبا جزيرة كريت العظيمة والتي كانت حينئذ متقدمة مدنيا وحضاريا، وتحدها شرقا آسيا الصغرى التي كانت تعرف في الأيام السابق لأفلاطون ازدهارا صناعيا وتجاريا وفكريا، وتحدها غربا إيطاليا وصقلية وإسبانيا، التي نجحت كل منهما في استعمار جزء من بلاد اليونان وهو ما يفيد حدوث نوع من الإحتكاك الثقافي.
هكذا يتبين لنا أن نشأة الفلسفة ببلاد اليونان لم تكن صدفة، وإنما كانت مرتبط بشروط فكرية وثقافية واستراتيجية.
العوامل الطبيعية-الجغرافية لبلاد اليونان
إضافة إلى الشروط الفكرية والثقافية والإستراتجية التي ساهمت في نشأة الفلسفة ببلاد اليونان، هناك شروط أخرى تتمثل في الخصائص الجغرافية لبلاد اليونان. فقد كانت تضاريس بلاد اليونان تضاريسا صعبة تتشكل من الجبال والهضاب ، الشيء الذي أدى إلى انفصال مدن اليونان، وتشكيل ما يشبه دويلات صغيرة تتميز كل واحدة منها بنوع من الإستقلال الاقتصادي والسياسي والثقافي… وهذا ما أدى إلى حدوث نوع من التنوع الفكري والثقافي ببلاد اليونان. وهو ما سيشكل مناخا خصبا لظهور ثقافة الحجاج والنقاش والحوار، وبالتالي ظهور الفلسفة.
هكذا يتبين لنا أنه كان لبلاد اليونان خصوصيا جغرافية ساهمت في تطور بلاد اليونان من الناحية الفكرية
مكانة وأهمية مدينة أثينا
تحتل اثينا مكانة مرموقة عند اليونانيين فقد كانت تشكل موقعا استراتيجيا، حيث كانت بمثابة الباب الذي يخرج منه اليونانيون إلى مدن آسيا الصغرى، ويدخل منه سكان مدن آسيا الصغرى إلى بلاد اليونان،. كما كانت أثينا ذات ميناء كبير، ترسي على سفن المناطق المجاورة زد على ذلك أنها استفادت من نهاية حربها مع اسبارطة ضد الفرس، فبينهما سرحت اسبارطة جيوشها حولت أثينا أسطولها الحربي إلى اسطول تجاري، فأصبحت بذلك من أعظم المدن التجارية في العالم القديم. كل ذلك ساهم في ازدهارها من الناحية الفكرية والثقافية، وهو ما سيؤثر إيجابيا على بلاد اليونان ككل.
هكذا يتبين لنا أن نشأة الفلسفة ببلاد اليونان كانت بفضل مكانة وموقع أثينا التي كانت ولازالت رمزا للفكر والثقافة والتعدد والإختلاف.
استنتاج:
يتبين لنا من خلال ما سبق، أن نشأة الفلسفة كانت ببلاد اليونان، وكان ذلك مرتبطا بعوامل مرتبطة بموقع بلاد اليونان الإستراتيجي وخصائصها الطبيعية-الجغرافية. فقد تميزت بلاد اليونان بموقعها الإستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط، ومجاورتها لبلدان مزدهرة فكرا وثقافة وحضارة. كما تميز بطبيعة صعبة تتشكل من الهضاب والجبال، ما أدى إلى تجزيئ بلاد اليونان إلى ما يشبه دويلات صغيرة، لكل منها حضارتها الحاصة وثقافتها واقتصادها الخاصين. إضافة إلى ذلك كانت بلاد اليونان تحتوي إحدى أعظم المدن التجارية في العالم القديم، مدينة كانت بمثابة بوابة شرقية تصل بين اليونان وآسيا الصغرى هي مدينة أثينا.
كل ذلك جعل من بلاد اليونان تزدهر خاصة من ناحية الثقافة والحضارة والفكر، وهو ما جعل منها أرضا خصبة بنشأة الفكر الفلسفي، لكن السؤال المطروح هو متى نشأت الفلسفة؟ ومع من كانت البدايات الأولى للتفلسف؟
ثانيا: فعل النشأة
الإشتغال على نص فريديرك نيتشه “بداية فعل التفلسف”
التعريف بصاحب النص
فريدريك نيتشه F. NETZSCHE (1844-1900): فيلسوف ألماني يصنف عادة من فلاسفة ما بعد الحداثة وذلك لنقده للفلسفة الحديثة و تراثها منذ سقراط، اهتم بالبحث في أصل الأخلاق و القيم باعتبارها معطى تاريخي محكوم بإرادة القوة. من مؤلفاته: ” إرادة القوة “، ” جينيالوجيا الأخلاق “، “ما وراء الخير و الشر “.
مفاهيم وأعلام النص
- طاليس: فيلسوف عالم يوناني، وواحد من الحكماء السبعة ومن رواد المدرسة الملطية/الأيونية، عاش خلال القرن السادس قبل الميلاد بين سنتي 640 و 562 ق.م. وقد عرف بقوله : الماء أصل كل الأشياء.
- الأصل: هو أساس وجود الشيء وجوهره.
- المسلمة: قضية لا تتم البرهنة عليها بل هي الأساس الذي نبني عليه البرهان (مثال: الكل أكبر من الجزء )
- الفرضية: فكرة مؤقتة يفترضها العالم ليفسر بها حوادث الطبيعة، وتصير قانونا إذا أثبتت التجربة صدقها.
- الحدس: معرفة يقينية مباشرة دون وسائط.
سؤال النص:
لماذا يعتبر طاليس أول فيلسوف حسب نيتشه؟
كيف يمكن اعتبار فكرة الماء أصل كل شيء بدابة لفعل التفلسف؟
الفكرة العامة للنص:
يعتبر نيتشه أن فكرة طاليس “الماء أصل كل الأشياء” جعلت منه أول فيلسوف، لأن فكرة الماء أصل كل الأشياء، عبارة عن مسلمة تناولت اصل الأشياء، بدون صور وبمعزل عن السرد الخيالي، ولأنها تتضمن “فكرة الكل واحد”، وبهذا تكون الفلسفة قد نشأة مع طاليس خلال القرن السادس قبل الميلاد.
تحليل النص من خلال أفكاره الأساسية:
|
وضع طاليس
|
السبب
|
التعليل
|
|
واحد من المفكرين الدينيين والخرافيين
|
لأن مستلمته تتناول بطريقة ما أصل الأشياء
|
لأن التفكير الديني والخرافي يتناول أصل الأشياء
|
|
واحد من علماء الطبيعة
|
لأن مسلمته تتناول أصل الأشياء بدون صور وبمعزل عن السرد الخيالي
|
لأن العلم يتناول أصل الأشياء بدون صور بمعزل عن السرد الخيالي
|
|
أول فيلسوف يوناني
|
لأن مسلمته تتضمن ولو بشكل أولي فكرة أن الكل واحد
|
لأن التفكير الفلسفي يتناول أصل الأشياء اعتمادا على مبدأ الكل واحد
|
استنتاج
بعد تحليلنا للنص، يتبين لنا أن طاليس يعتبر أول فيلسوف يوناني من وجهة نظر الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. والذي جعل نيتشه يعتبر طاليس أول فيلسوف؛ هو مسلمة طاليس القائلة بأن: “الماء أصل كل الأشياء”، فهذه المسلمة تتناول أصل الأشياء انطلاقا من مبدأ الكل الواحد، وبالتالي فالذي جعله أول فيلسوف ليس هو قوله بعنصر الماء، وإنما إرجاعه الكثرة والتعدد الموجود في الكون إلى مبدأ واحد. وبهذا تكون نشأة الفلسفة الزمانية قد ارتبط بالقرن السادس قبل الميلاد
الإشتغال على نص جون بيير فرنان ص 15
التعريف بصاحب النص:
جون بيير فرنان J.P.VERNANT ( (1914-2007: كاتب و مؤرخ فرنسي معاصر اهتم بالفكر الفلسفي الإغريقي و أصوله، له عديد من المؤلفات منها: “أصول الفكر اليوناني”، “الكون و الله و الإنسان”، “حيل الذكاء“.
مفاهيم وأعلام النص:
هرقليط: فيلسوف يوناني عاش ما بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، عرف بقوله أنه لا وجود للثبات فالعالم خاضع للتغير والسيرورة.
أفلاطون: فيلسوف يوناني عاش خلال القرن الخامس قبل الميلاد، وهو تلميذ لسقراط ومدون أفكاره في شكل محاورات من بينها : الجمهورية
أرسطو: فيلسوف يوناني، عاش بين سنتي 384 و322 ق.م، (القرن الرابع قبل الميلاد) وهو تلميذ أفلاطون. وقد عرف أرسطو بموسوعيته حيث كتب في الأخلاق والسياسة والمنطق، كما اشتهر بتأسيس لقواعد المنطق
الطبيعة: يقصد بها في النص الطبيعة الخارجية للإنسان من كواكب ونجوم وأجرام…
أصحاب ملطية: هم أنصار المدرسة الملطية/الأيونية : طاليس، أنكسمانس، أنكسماندر…
السفسطائيين: جماعة من المعلمين عاشوا خلال القرن الخامس قبل الميلاد، كانوا يعلمون الناس الحكمة والبيان مقابل أجر، وقد انتقدهم أفلاطون واعتبرهم أعداء الفيلسوف الأصيل، لأن همهم لم يكن هو الحقيقة، أبرزهم: جورجياس وبروتاجوراس.
سؤال النص:
متى كانت النشأة الفعلية للفلسفة ؟
الفكرة العامة للنص:
يؤكد صاحب النص أن نشأة الفلسفة قد ارتبطت بالقرن الخامس قبل الميلاد مع أفلاطون وأرسطو، حيث أصبح للفلسفة معنى دقيقا وتقنيا وجداليا، وحيث لم تعد حبيست تقصي الطبيعة.
إشرح مضمون القول التالية:
يقول شيشرون وهو رجل دولة وخطيب يوناني: سقراط هو من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض
مضمون قولة شيشرون “سقراط هو الذي أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض” أن الفلسفة قبل سقراط كانت تعنى بدراسة الطبيعة ومحاولة فهم الوجود والمثال على ذلك فلسفة طاليس، الذي بحث في أصل الوجود وقال أن الماء هو الأصل، لكنها مع سقراط انتقلت من تقصي الطبيعة إلى البحث في القضايا الأخلاقية والسياسية والإجتماعية المرتبطة بالإنسان”
استنتاج
يتبين لنا أن الموقف الثاني بخصوص نشأة الفلسفة يؤكد أن ميلاد الفلسفية، وبداية فعل التفلسف لم يكن مع طاليس وبالتالي لم يكن خلال القرن السادس قبل الميلاد، وإنما كان مع سقراط وأفلاطون وأرسطو ابتداء من القرن الخامس قبل الميلاد، فلكي يكون المرء فيلسوف عليه أن يبتعد عن تقصي الطبيعة ويبحث في القضايا الأخلاقية السياسية والاجتماعية المرتبطة بالإنسان، وأن لا يكون واحدا من السفسطائيين الذي كانوا يتاجرون في المعرفة والذين دعاهم أفلاطون بأعداء الفيلسوف الأصيل.
أنشطة وتمارين تقويمية
قم بملأ الجدولين التاليين أنت وأعضاء مجموعتك، وقم بتحريره على دفتر الدروس:
| بداية فعل التفلسف | الموقف الأول | الموقف الثاني |
| الزمن | ||
| الحجج | ||
| الفلاسفة |
| الفيلسوف | القرن | الإنتماء | بعض أفكاره |
عناصر الإجابة المقترحة:
|
بداية فعل التفلسف
|
الموقف الأول
|
الموقف الثاني
|
|
الزمن
|
القرن السادس قبل الميلاد
|
القرن الخامس قبل الميلاد
|
|
الحجج
|
التساؤل عن أصل الكون
الابتعاد عن التفكير الأسطوري والخرافي
اعتماد مبدأ الكل واحد
|
ضرورة الابتعاد عن تقصي الطبيعة
ضرورة البحث في قضايا الإنسان الأخلاقية والإجتماعية والسياسية
|
|
الفلاسفة
|
طاليس-أنكسمانس-أنكسماندر
|
سقراط – أفلاطون
|
|
الفيلسوف
|
القرن
|
الإنتماء
|
بعض أفكاره
|
|
طاليس
|
القرن السادس قبل الميلاد
|
الحكماء السبعة والفلاسفة الطبيعيين
|
عرف بقوله الماء أصل الوجود
|
|
بروتاجوراس
|
القرن الخامس قبل الميلاد
|
السفسطائيين
|
اعتبر الانسان مقياس كل شيء
|
|
سقراط
|
القرن الخامس قبل الميلاد
|
أثينا
|
عرف بالحوار الجدل
|
|
أفلاطون
|
القرن الخامس قبل الميلاد
|
أثينا
|
اشتهر بنظرية المثل
|
|
أرسطو
|
القرن الرابع قبل الميلاد
|
أثينا
|
أسس قواعد المنطق
|
دروس أخرى ضمن مجزوءة الفلسفة
- دروس المحور الثاني لحظات أساسية من تاريخ الفلسفة
- معالم التفكير الفلسفي ونمط اشتغاله. إنجاز ذ. محمد المغراوي
- محور الفلسفة و القيم – مجزوءة الفلسفة – ذ. مراد الكديوى
