إبستمولوجيا توماس كون بين التصور التراكمي للعلم السوي و التصور الثوري للباراديغم
الكاتب : ابراهيم ماين
إن معرفة الفكر البشري تقتضي تجاوز الروح النسقية التي طغت على أنظمة التفكير سواء في العصر الكلاسيكي أو في العصور الحديثة ، و رصد نشاط العقل من خلال التأمل في نتاجاته المتتالية عبر الزمن ، ما معناه أن الفكر ال يمكن أن ينفصل عن ماضيه ، و إن حدث و انسلخ ، فهذا يؤدي الى خلع سمة الوعي الذاتي عنه كما يسميها فيلسوف العلم بيرنشيفيك ، و بما أن العلم ال يمكنه أن يلتفت لماضيه استجابة لرغبته الجامحة و طموحه الى بلوغ مستويات أعلى في سلم التقدم و التطور تذلل كل ما سبقها ، فإن الفلسفة تتكفل بذلك في مسار مراقبتها للتقدم العلمي و منجزاته ، فتضع الوصاية على رقبة العلم ، و هنا برزت الإبستمولوجيا كمبحث جديد في الفلسفة ، و يمكن أن نقول أنها خرجت من رحم تاريخ العلم ، بحيث ال يمكن تصور إبستمولوجيا ممكنة إلا في ارتباطها بتاريخ محدد للعلوم ، و بالمثل ال يمكن تصور تاريخ حقيقي للعلوم إلا في علاقته الصميمية بالإبستيمولوجيا ، فتاريخ العلوم هنا و كما يعتبره “جورج سارتون ” ليس فقط ذاكرة العلم ، بل هو أيضا مختبر لالبستيمولوجيا . و إذا جرى الاعتماد على تاريخ العلم فإن ذلك ال يستهدف جردا لمختلف الإحداث العلمية الكبرى و الشخصيات التي كانت سببا في حصولها ، ألن الاقتصار على هذا النظرة الأحادية سيسقطنا فيما سقط فيه هيجل من إضفاء طابع شخصاني على الإحداث التاريخية ، بل يستهدف تتبع الفكر في نشاطه الدائب الساعي الى الحقيقة ، و ما يساور هذا الفكر من تذبذبات و انقلابات و صراعات ، و كذا ما يطبعه في داخله من قابلية للزوال و الاندحار في مسار التاريخ ، فالأخير يشهد على انجلاء مجموعة من النظريات العلمية التي اعتبرت الى وقت قريب مسلمات ال يمكن المساس بها ، لدرجة أن النفاذ خارج هذه النظريات يعتبر ضربا من ضروب الخيال و الجنون ، إضافة الى كون هذه المسلمات قد خدمت المعتقدات الدينية في فترات متفرقة من تاريخ الفكر البشري حتى تحولت الى أنساق فكرية عظيمة معصومة عن الخطأ و الزلل ، و هو ما أكسبها ثقة في الأوساط العلمية و تم الاستناد إليها لحل العديد من المشاكل و الألغاز العلمية ، و إزاء ذلك يمكن قراءة تاريخ العلم من هذه الزاوية قراءة اتصالية تقوم على استرجاع الماضي من أجل إثراء الحاضر ، و هذا التداخل بين الماضي و الحاضر يؤدي في نهاية المطاف الى بسط الجمود و الاستواء ، و تقويض الإبداع و الابتكار ، الشيء الذي يعيق هذا العلم من الإتيان بالجديد و الثورة على السالف ، و لكي يتحقق له التقدم ، وجب أن يتخلى عن ماضيه و ينقلب عليه و يحل محله نمطا جديدا من التفكير و منهجا و عقلية مختلفة تتوافق مع خصوصية الحاضر . و في هذا الاتجاه الثوري سار مجموعة من فالسفة العلم في خضم تعقبهم لتطور العلم و كذا لنكوصه ، و من بينهم غاستون باشلار و كارل بوبر و برنشفيك و توماس كون، و سنركز على الأخير لما له من أهمية بالغة في فلسفة العلم ، لكون نسقه الفلسفي و نظرته لتاريخ العلمي استثنائية استطاعت بأن تجمع بين التصورات السابقة عليه مع إبداع مفاهيم جديدة تماما ، أسهمت في بلورة نظرة غير مسبوقة للوعي التاريخي في قلب فلسفة العلم ، مستحضرا تجربته كمؤرخ للعلم دخل رحاب الفلسفة ، فكان فيلسوف علم يستند الى ركائز المؤرخ ، لذلك نجده يميز بين العلم العادي و العلم الثائر في إطار عرضه للمراحل التي يمر منها ابتداء من العلم العادي مرورا بالأزمة وصولا الى الثورة و ما يتخلل هذه المراحل من انبساط و انقلاب في النماذج التي يعتمدها العلم و التي سيسميها توماس كون بالباراديغمات . فما هي نظرة توماس كون لتاريخ العلم ؟ و كيف دافع عن تصوره لهذا التاريخ ؟ و ما هي المفاهيم التي استعملها ؟ و كيف ميز بين العلم العادي و العلم الثائر انطلاقا من الأزمة ؟ و كيف تساهم الباراديغمات في فتور العلم أو في انتشاءه ؟ و كيف يصبح الانقلاب عاملا للتقدم؟
للتاريخ دور
إن التأمل في التاريخ يكشف لنا عن زيف الصورة النمطية التي يغلف بها ، و التي تتمثل في أنه مجرد سرد لأحداث و وقائع متعاقبة بأعين مغمضة ، إن هذا السرد يفرغ التاريخ من وحدته و يجعله عبارة عن قصة تروى تطبعها الإثارة و التشويق ، لذلك نجد أن بعض العلماء دائما ما يتطلعون الى مستقبل زاهر إيمانا منهم أن التاريخ يتقدم بدون عنصر مفاجئات أو مباغتات ، فيحكمون على كل ما سبق أنه أخطاء وجب التخلص منها ، و من سجلات هذا التاريخ سوف تنبثق صورة مختلفة تماما لمفهوم العلم ، شريطة ألا يكون هدفنا هو تقييم الماضي بمقاييس اليوم أو أن يجيب التاريخ عن أسئلة يطرحها ذلك التصور النمطي للعلم في وضعه الراهن ، ألن ذلك كفيل بأن يهوي بنا في تمييز بين ما يساهم في تحقيق نموذج الحقيقة الموضوعية ، و بين ما يمثل آراء و قيم زائفة ينبغي نقدها و تجاوزها ، ينطوي هذا التمييز على حكم مغلوط بخصوص ما سبق بإهمال النماذج و القوالب المعتمدة في العلم السابق و التركيز فقط عن منجزاته ، مع العلم أن النموذج الذي تم اعتماده في استخلاص النتائج قد أعطى أكله من خلالها ، و لو تم اعتماد نفس النموذج اليوم لأفضى الى نفس تلك النتائج ، و هنا كانت دعوة توماس كون صريحة الى تبني ما يسميه باللامقايسة ، و سنخضعها لبحثنا في أطوار تالية من المقال . و قد ميز توماس كون في نفس السياق بين مؤرخ العلم و الإبستيمولوجي ، فالأول يقوم بتحويل الأفكار الى أحداث و يفرغها من قيمتها العلمية مصطبغا إياها بطابع الواقعة التاريخية ساهم فيها أبطال أو علماء حققوا المجد في فترة من الفترات بالتالي تؤول وظيفته الى تسجيل و رواية نتائج العلم و نموه المطرد ، أما الثاني فهو الذي يحول الإحداث الى بنية من الأفكار ، و الاستفادة مما يكتنفها من لبس و غموض ، و ذلك قصد تعديل الفكر و إغناءه ، و تجديل التفكير عبر الرفع من قدرته على إنشاء الظواهر الكاملة إنشاء علميا .
عني توماس كون في دراسته التي تتريد كتابه ” بنية الثورات العلمية ” بإبراز قصور و سلبيات المعالجة المنحصرة في الإنجاز العلمي في اكتماله الراهن ، و هذه هي صورة العلم المطروحة في المراجع العلمية و الكتب الدراسية ، و مهما استصوبتها النظرة المجردة و احتاجتها لأغراض تعليمية فإنها ال تطابق بحال المغامرة العلمية كما تدفقت و تتدفق في الواقع ، لذلك و بالنسبة لكون ال ينبغي لفيلسوف العلم أن ينفك عن تاريخ العلم نشاطه و التعامل فقط مع المعطى الراهن ، دون الالتفات بالمشروع الذي أنجزه ، ليدور فقط في فلك الصياغة المثلى للمنهج العلمي و لبنية النظرية العلمية و خصائصها و معاييرها ، فكما ال يمكن الخروج بصورة عامة عن الثقافة القومية لشعب معين انطلاقا من كتيب أو إشهار سريع للدعاية السياحية ألنها ال تسوق الصورة الحقيقية للواقع العملي ، فكذلك العلم ، ال يمكن أخذ صورة عامة عنه إلا بالتسلل داخله و سبر أغواره من أجل استخلاص التخطيط الذي قام عليه كمشروع متنامي و نشاط متدفق ، و فهم مختلف البنيات و المتغيرات التي تتداخل فيما بينها لتنتج في النهاية ذلك النسق العلمي الراهن و المنجز ، فال شيء يظهر اعتباطا ، و ال شيء ينبثق من الفراغ ن كل شيء يأتي نتيجة بناء ، و بالبناء له أساس ، فبقدر ما يهمنا ما وصل إليه البناء العلمي ، بقدر ما تسترعينا كذلك بداياته . بيد أنه ال يجذر العمل بالإساس في تقوية البناء العلمي ، ما دام الأسس قد تغيرت نتيجة ما أبانت عنه من عجز في حل المشاكل التي عرقلت سيران العلم . و هو ما سنكتشفه من خلال الباراديغمات و مرورها من المراحل الثالث و التي ارتأينا توزيع فصول كتاب ” بنية الثورات العلمية ” عليها ، و هي مرحلة العلم السوي أو العادي ثم مرحلة الأزمة ثم مرحلة الثورة .
مرحلة العلم السوي : نجاعة الباراديغم و غياب الإبداع
يسير العلم السوي في إطار النموذج الإرشادي القياسي أو الباراديغم ، و هو النظرية التي يلتزم بها المجتمع العلمي في مرحلة ما ، و بلوغ النظرية مرتبة النموذج العلمي مرتبة النموذج الإرشادي يعني أنها أفضل من كل منافساتها ، أي ثبتت و وجب التسليم بها و بكل مسلماتها و مناهجها و مفاهيمها العلمية و خلفياتها الميتافيزيقية ، فغدو النظرية تحت إمرة كل هذه الإبعاد بمنزلة نموذج إرشادي يحدد مدلول الوقائع التجريبية و يستلزم منه أن يطرح المشاكل التي يجب دراستها و أنماط الحلول المطلوبة ، و إذا حصل و توقف هذا النموذج في إذكاء مشكلات البحث و الإدلاء بالألغاز ، فإنه بذلك ال يعود برنامج بحث علمي بل يصير مجرد تقنية خاصة بمهنة معينة .
إن العلم في حالته العادية أو السوية ، ينمو و يتقدم من خلال فك الألغاز التي يثيرها النموذج لإرشادي المسلم به ، و ال يقوم هذا النموذج باختبار نفسه أو محاولة تكذيب ذاته كما ذهب كارل بوبر ، ألنه و ما دام يقوم بوظيفته ، فإنه لا يوجد بد من تنحيته أو تغييره ، لكن ، و مهما بلغت المعرفة العلمية من دقة و اتساع و إحراز للأهداف بشكل يثير الانبهار و الإعجاب ، فإنه و في حالة العلم السوي هذه ، يخمد الإبداع و تقوض الابتكارات ، لما لهذه الأخير من وقع مزلزل للمجتمع العلمي ، باعتبارها عنصرا جديدا دخيلا ، تولد من خلال الثورة على التقاليد النموذجية في النظريات العلمية ، و بما أن عنصر الإبداع و الابتكار غائب ، فإن ما يحضر هي الصورة المطردة و النمطية المعهودة عن العلم ، و الناجمة عن الخضوع لنفس الباراديغم ، و بالتالي الوصول الى نفس النتائج ، لذلك صح اعتبار مرحلة العلم السوي عند توماس كون مرحلة خمول و فتور و استواء يطبعها التراكم و الإطراد ، لكن هل يستمر هذا التراكم ؟
مرحلة الأزمة : حالة الشذوذ و استنفار العلماء
تتزعزع حالة العلم السوي القائم على خاصية الحفاظ على بارديغمه لمجرد أنه يحل الألغاز ، بظهور شذوذ ال يوقعها النموذج الإرشادي أو الباراديغم المعمول به ، ال يتنبأ بها و ال يستعد العالم لمواجهتها و التعامل معها ، فيبدأ الخروج عن أطر النموذج الإرشادي و محاولات تعديله ، و هذا عادة ما يلقى مقاومة في البداية تستهدف الإبقاء على الباراديغم في منأى عن رياح التغير حماية من أن تعصف به أقل هبة ، و ضمانا للمشتغلين في أبحاثهم بحيث ال يتشوش نظام سيرها بدون سبب ، و الأوان الشذوذ و الخروج عن القاعدة ، و التي تفضي الى تغيير الباراديغمات و الإحاطة بها ، بيد أن هذه المقاومة سرعان ما تخور ، لتتوالى سلسلة الإخفاقات التي تطعن في العلم السوي و تحط من قيمته جراء عجزه في حل المشكلات العلمية ، و تنضب من معين هذه الأوضاع نظرية جديدة لتكون جوابا مباشرا للأزمة ، غير أن ما يجب الإشارة إليه كذلك، و إن كان هذا الإمر من الممكن ألا يكون خاصية نموذجية ، هو أن المشاكل التي كانت مصدر إخفاق ، كانت من نوع و طراز معروفين ، ذلك أن الممارسة العلمية السوية السابقة زودت كل عالم بكل المبررات التي تسمح له باعتبارها كما و لو كانت مشاكل حلت أو أوشكت على الحل ، في حين أن الإخفاق أمام مشكل من طراز جديد ، رغم أنه يكون مخيبا للآمال إلا أنه ال يكون البتة مفاجئة ، سيما أن المشاكل و الألغاز ال تطاوع على الحل . و نتخذ هنا كمثال، الثورة الكوبرنيكية التي قلبت موازين علم الفلك و زحزحت المعتقدات الدينية في تلك الفترة ، و التي نادت بمركزية الشمس ، و هذا باراديغم جديد تماما انسلخ عن الباراديغم الذي كان سائدا في فترة ما قبل الثورة و هو لباطليموس و نظريته في مركزية الأرض ، إن هذا الباراديغم قد أصابه الوهن و لم يقتنع به و حاول إجراء تنقيحات و تحويرات و تعديلات نخرت فيه أكثر مما أصلحته ، لذلك و بعد سلسلة من الإصلاحات التي طالت تمت الاستعاضة عنه بباراديغم جديد . لذا نجد كوبرنيكوس يقول في مقدمة كتابه ” دورة الإفالك السماوية ” ، يقول : ” إن التقليد الفلكي البطليموسي انتهى به الإمر الى إفراز صورة ال صلة لها بالوقائع و الإحداث ، و منذ مطلع القرن السادس عشر ، كان عدد كبير من خيرة علماء الفلك بأوروبا يعترفون بأن الباراديغم الفلكي أصبح عاجزا على إيجاد حلول صحيحة لمشاكله التقليدية ” ، و كان هذه سببا كافيا دفع كوبرنيكوس الى التخلي عن الباراديغم الباطلموسي و اعتماد باراديغم جديد ، و ما حصل ؟ لقد حصلت الثورة بالفعل .
و حينما يبدو الشذوذ أكثر من مجرد لغز من ألغاز العلم السوي فإن ذلك يعني أن الأزمة حلت و أن التحول الى علم آخر غيره قد بدأ ، بل إن هذا الشذوذ ن يحظى باعتراف مختلف الإختصاصيين الذين يقرون بأنه يعكس ثغرة يجب ملؤها ، و شيئا فشيئا يكبر عدد ذوي الاختصاص البارزين الذين يكرسون كل اهتمامهم له ، و إذا ما تعذر عليهم تذليله ، و هو امر نادر ، فإن العديد منهم قد يعتبر حله أمرا ملقى على عاتقه فيكرس له كل أبحاثه . و بالتالي فرجل العلم في تصديه لشاذة ما تعتبر جوهرية يلجأ في الغالب الى حصرها حصرا دقيقا و تأطيرها تأطيرا بنيويا ، و من تيقنه أن قواعد العلم السوي ال تتحلى ، كل التحلي بالدقة و الضبط ، الإ أنه يواصل الاعتماد عليها و اختبارها لأقصى حد ليهتدي الى مكمن الخلل و الصعوبة فيها . و في مقابل العلم نجد بعض الاختصاصيين الذين يخامرهم نوع من الاستياء تجاه ما يصيب باراديغماتهم و يرهفون إرهاف الضعيف المتمسك بحبل هش .
و ما يهمنا في هذه المرحلة حقيقة هو التعديل الذاتي الذي يجريه الباراديغم على ذاته ، و إذا أسرف في هذا التعديل ، تقع أزمة ، و الأزمة تعني أنه قد آن الإوان للخروج من سياق العلم العادي و تعديل النموذج ، فتصبح المعرفة هنا ثورية ال تراكمية .
مرحلة الثورة : اللامقايسة كامتداد للقطيعة
و ما ينتج عن الأزمة من انتقال الى نموذج إرشادي جديد هو الثورة العلمية ، التي تعني تغييرا جذريا في النظرة الى العالم ، و هذا التغيير يبلغ حد اللامقايسة ، أي عدم قابلية النظريات العلمية للقياس المتكافئ للحكم عليها بالمقاييس نفسها و تقييمها بالمعايير ذاتها ، لكل نظرية إطارها و مفاهيمها و عالمها ، حتى أن الحوار بين نظريتين في مرحلتين مختلفتين ، أي نموذجين إرشاديين متعاقبين ، هو بمنزلة حوار بين الصم ، لن يسمع أحدهما الآخر ، مفهوم الكتلة أو مفهوم الجاذبية عند نيوتن مختلف تماما عن مفهوم الكتلة أو الجاذبية عند اينشتين ، فكيف يتحاور الإثنان؟ الحكم على نظرية علمية و تقييمها ال يكون البتة بالقياس الى نظرية سابقة عليها أو تالية في صيرورة التقدم العلمي ، بل فقط في إطار عصرها و تحدياتها و ظروفها العلمية ، مما يجعل لكل نظرية مقاييسها الخاصة في ضوء نموذجها الإرشادي الذي تعمل وفقه .
و انطلاقا من مفهوم اللامقايسة ، و بتماهيه مع مفهوم القطيعة عند غاستون باشلار ، نستطيع تكوين نظرة الى تاريخ العلم ، باعتبار هذه المفاهيم تعبر عن فواصل و انفصالات في التقدم العلمي تنقض الاستمرارية الإلية و الاتصال التراكمي الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر و سايرته الوضعية المنطقية .