26 أفريل يوم الفلسفة في الجزائر – عمر بوساحة
تحتفل الجزائر في هذا اليوم من كل سنة بالفلسفة وما أنجزه الدرس الفلسفي منذ الاستقلال إلى اليوم. وقد تمَ الاتفاق على هذا التاريخ من طرف مجموعة من مدرسي الفلسفة في الجامعات الجزائرية، بحضور ممثل عن اليونسكو في جامعة وهران في بداية الألفية الثالثة. ولا حقا جعلت منه الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية مناسبة لمؤتمرها السنوي بعد تأسيسها أواخر سنة 2012 .
..
نشطت الجمعية التي أطَرها مجموعة من الأساتذة من الجامعات والثانويات على مستوى أغلب ولايات الوطن ونظَمت عشرات الندوات والملتقيات، تعرضت فيها بالنقاش إلى الكثير من القضايا ذات الاهتمام الاجتماعي والنخبوي، نشطها العديد من الكتاب والمفكرين من مختلف المشارب والمرجعيات، وحضرها جمهور متعدد الاهتمامات والرؤى. كما أصدرت الجمعية عديد المؤلفات، ومجلة هي في عددها 14.
وجهت أسرة الجمعية كل جهودها للدفع بالفلسفة إلى الحياة الثقافية خارج أقسام التدريس لتنبه الجزائريين الى أن الفلسفة ملك للجميع طالما ان العقل موزع بين البشر جميعا، وهي وسيلتهم في تصحيح الآراء والأفكار والمواقف وليست مادة للتدريس فقط، وأن لها موضوعات خاصة بها، ولها أساتذتها وطلبتها الذين يسكنون عوالمهم المتعالية كما يظن ذلك جمهور عريض، وبالتالي فهي لي
ست متاحة للجميع كما يعتقدون…
تعمل الجمعية ولا تزال وستستمر في ذلك العمل بغرض التوضيح للناس بأن الفلسفة هي كل تفكير يجعل
من العقل محركه، والمنهج والحجة أداته لتدارس قضايا المجتمع، والحياة، وتشريحها والدفاع عنها أو دحضها. أما موضوعاتها فهي كل ما تزخر به الحياة والطبيعة في هذا العالم الواسع، وما علينا ان ابتغينا الذهاب باتجاه الفلسفة والاستفادة منها ومن مناهجها سوى امتلاك الارادة والشجاعة في استخدام عقولنا والمداومة في التمرَن على ذلك.
كانت الجمعية ستتطرق خلال هذا الشهر في مؤتمرها السنوي إلى موضوع راهن على غاية من الأهمية وهو “سؤال الحرية اليوم” وكان يفترض أن يشاركنا في البحث فيه عدد كبير من الزملاء من خارج الوطن ومن الداخل، أساتذة وطلبة، ولكن الأوضاع الصحية في البلد وفي العالم حالت دون ذلك، فأجَل المؤتمر إلى حين عودة الأمور الصحية إلى وضعها الطبيعي…
تحية فلسفية لكل الزملاء والطلبة بهذه المناسبة، ولكل أصدقائنا، ولأسرة الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية عبر جميع ولايات الوطن.