نص ابن رشد “الفلسفة والدين”

تعريف بن رشد

 ابن رشد (1126_1198)، فيلسوف عربي مسلم. وجد في مذهب أرسطو إمكانية لتأسيس فلسفة عقلانية، قادته إلى الفصل بين الدين والفلسفة على مستوى المنهج دون أن يضاد أحدها الآخر على مستوى الغاية. من مؤلفاته: “تهافت التهافت”، “فصل المقال”، “الكشف عن مناهج الأدلة”، بداية المجتهد ونهاية المقتصد”.

 

معاينة تحليل النص

نص الفلسفة والدين لابن رشد

إن كان فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر في الموجوداته ، واعتبارها من حيث دلالتها على الصانع ، أعني من جهة ماهي مصنوعات ، فإن الموجودات إنما تدل على الصانع بمعرفة صنعتها ، وأنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم .
 – وكان الشرع قد ندبه إلى اعتبار الموجودات وحث على ذلك،
– فبين أن ما يدل على هذا الاسم: إما واجب بالشرع، وإما مندوب إليه .
فأما أن الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل ، وتطلب معرفتها به ، فذلك بين في غير ما آية من كتاب الله تبارك وتعالى :
 – مثل قوله: ﴿فاعتبروا يا أولي الأبصار﴾، وهذا نص على وجوب استعمال القياس العقلي، أو العقلي الشرعي معا.
– ومثل قوله تعالى: ﴿أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء﴾، وهذا نص على النظر في جميع الموجودات …
 وإذا تقرر أن الشرع قد أوجب النظر بالعقل في الموجودات و اعتبارها، وكان الاعتبار ليس شيئا أكثر من استنباط المجهول من المعلوم، واستخراجه منه وهذا هو القياس، فواجب أن نجعل نظرنا في الموجودات بالقياس…
وإذا كانت هذه الشريعة حقا وداعية إلى النظر المؤدي إلى معرفة الحق، فإنا معشر المسلمين نعلم على القطع أنه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع: فإن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له.
ابن رشد ، فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من اتصال ، مركز دراسات الوحدة العربية ، سلسلة التراث الفلسفي العربي ، مؤلفات ابن رشد ، الطبعة 3 . بيروت 2002 ص 85 – 96 .
هذا النص مأخوذ من الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة الخاص بتلاميذ الجذع مشترك، ص 26، ويمكن توظيفه بخصوص  المحور الثاني: محطات من تاريخ تطور الفلسفة – لحظة الفلسفة الإسلامية

 

إغلاق