مفهوم الوعي واللاوعي: التعريف والإشكالات

  • المجزوءة الأولى: مجزوءة ما الإنسان
  • المفهوم الأول: مفهوم الوعي واللاوعي

 

مفهوم الوعي: من التمثلات المشتركة إلى الدلالة الفلسفية:

دلالة مفهوم الوعي في التمثلات المشتركة:

التفكير، العقل، اليقظة، الثقافة، ….

ومنه نستنتج أن مفهوم الوعي في التمثل المشترك غير محدد بدقة، وغالبا ما يتم الخلط بينه وبين مفاهيم أخرى…

دلالة مفهوم الوعي من الناحية الطبية:

يقترن الوعي طبيا بحالة اليقظة، ولذلك فهو يأتي في مقابلا الغيبوبة، وفقدان الوعي…

الدلالة الفلسفية لمفهوم الوعي:

في موسوعة لالاند الفلسفية نجد من بين تعاريف مفهوم الوعي التعريف التالي: “الوعي حدس (تام نسبيا، واضح نسبيا) يكونه العقل عن أحواله و أفعاله”. ومنه فالوعي يشكل الخاصية الجوهرية التي تميز الإنسان باعتباره ذاتا مفكرة، تعي أحوالها، وتدرك تصرفاتها وأفعالها بقدر من الوضوح. ومنه، فقولنا الإنسان كائن واعي، معناه أو يعي ذاته وتصرفاته وأفعاله، ويعي العالم الخارجي عامة من ذوات أخرى وأشياء…

أبعاد الوعي:

  • البعد السيكولوجي: وعي الفرد بحياته الباطنية
  • البعد المعرفي: تعقل الفرد لذاته وللعالم الخارجي
  • البعد الأخلاقي: قدرة الفرد على إصدار أحكام قيمية على السلوك.

إشكالات مفهوم الوعي:

الوضعية المشكلة:

تحكي رواية «المسخ» لكافكا عن حياة كريكوار زامزا -الشاب الفقير العامل في مجال النجارة، الذي استقتل ذات صباح، فاكتشف أنه تحول إلى حشرة مقززة، لها ظهر كبير وصلب، وأرجل نحيفة، وبطن مخيف، اعتقد أن الأمر يتعلق فقط بحلم أو بتخيل، أو بوهم ناتجين عن التعب والحاجة إلى النوم، ولكنه بعد حين تأكد من يقظته ومن وعيه التام؛ ذلك لأن غرفته هي نفسها لازالت تحمل آثاره كإنسان يزاول مهنة النجارة، ولأنه يسمع كل ما يدور خارج غرفته، ويميز بين صوت المطر وبين الحديث الذي يدور بين أعضاء الأسرة. ثم لأنه يتبين بوضوح مظهره الخارجي وجميع حركاته الجسدية التي تدل على أنه حشرة، لقد أصبح من اللازم على زامزا، الحشرة الإنسائية، أن يواجه مختلف الصعوبات التي جلبتها عليه وضعيته الجديدة من بينها العزلة والرتابة والشعور بالذنب لعدم تمكنه من الذهاب إلى عمله الذي يمثل مصدر عيشه وعيش أسرته (أمه وأبيه وأخته)

أسئلة الاشتغال على الوضعية المشكلة

  • على ماذا بني زامزا اعتقاده بأنه حشرة؟
  • إذا كان قد اعتمد على وعيه، فهل الوعي لوحده قادر على جعله يعي ذاته؟
  • إذا قلنا أن اعتقاد زامزا بأنه تحول إلى حشرة له علاقة بماضيه، ما الذي قد يكون سببا في هذا الإعتقاد؟
  • هل يمكن أن نقول أن هناك ما يحكم حياتنا إلى جانب الوعي؟
  • هل يمكن أن نقول انطلاقا من وضعية زامزا أن وعينا بدل أن يمنحنا إمكانية وعي الذات بشكل حق، قد يسقطنا أيضا في الوهم؟ إذا كان الجواب بنعم هل من مثال على ذلك؟

إغلاق