مشروعية الدولة وغاياتها (مفهوم الدولة)
موضوع الدرس
|
الثانية بكالوريا |
|
مجزوءة السياسة |
|
مفهوم الدولة |
|
مشروعية الدولة وغاياتها |
|
الأستاذ عادل بن ملوك |
|
محاور الدرس
- إشكال المحور
- الموقف الأول: الفرد غاية والدولة مجرد وسيلة
- الموقف الثاني: الدولة غاية في ذاتها والفرد مجرد وسيلة
إشكال المحور
لم الدولة؟ ما أساسها؟ وما مشروعيتها؟ وهل الغاية من الدولة تحقيق غايات ومصالح الأفراد أم تحقيق غايتها الذاتية للحفاظ على إستمراريتها؟
الموقف الأول: فلسفة العقد الاجتماعي: الفرد غاية والدولة مجرد وسيلة تحقق غايته وتحافظ على حقوقه:
ينطلق هذا التصور من فرضية “حالة الطبيعة” حيت يتفقون جميعا على أن الأفراد كانوا يعيشون في حياة فطرية بدائية، وأنهم انتقلوا إلى حياة المجتمع المدني بواسطة عقد اجتماعي أنشئت بمقتضاه السلطة في المجتمع إلا أنهم اختلفوا حول تصورهم لهذه الحالة وما ترتب عنها:
توماس هوبز Thomas Hobbes (انجليزي ،1588-1679)كتاب التنين: حالة الطبيعة؛ حالة صراع وحرب الكل ضد الكل تسودها الحرية المطلقة(الإرادة الشريرة) لأن الإنسان شرير بطبعه. وحالة الفوضى هذه التي كان يعيشها الأفراد أدت إلى خوفهم من الموت، ولتجاوز هذه الحالة أنشأ الأفراد عقدا اضطراريا، تخلوا فيه عن جميع حقوقهم لحاكم مستبد، من أجل ضمان حق واحد وهو الحفاظ على البقاء وضمان السلم.
جان جاك روسو Jean Jacques Rousseau (فرنسي 1712-1778): في كتاب العقد الاجتماعي -خلافا لتوماس هوبز- أكد أن حالة الطبيعة، هي حالة سلم وسعادة تسودها الحرية المطلقة (الإرادة الخيرة) لأن الإنسان خير بطبعه. لكن مع تزايد التفاوت في الثروات بين الأفراد ظهرت الملكية الفردية التي نتج عنها الصراعات والنزاعات، هذا ما جعل الأفراد ينشئون عقدا إراديا تنازلوا فيه عن حقوقهم الطبيعية لصالح الإرادة العامة من أجل الحفاظ على الحقوق الطبيعية(المساواة).
الموقف الثاني: الدولة غاية في ذاتها والفرد مجرد وسيلة
فردريك فيلهام هيجل وفي كتابه “مبادئ فلسفة الحق” و”العقل في التاريخ”:
إن الدولة حسب هيجل صيرورة تاريخية يستمد الفرد من خلالها قيمته الأخلاقية؛ فالفرد يكون مجرد عضو في الأسرة حيت يهمل ذاته وقيمته في سبيل تحقيق غاية الأسرة، ثم يخرج بعد ذلك الفرد إلى المجتمع المدني حيث سيصبح فيه شخصا يصارع من أجل نزع الاعتراف لتحقيق قيمته لكن ضمن غاية مجتمعية، وأخيرا يوجد الفرد داخل الدولة كطابع كلي يجمع بين دوره في الأسرة و قيمته في المجتمع. هكذا فالفرد لا يعدو أن يكون سوى مجرد وسيلة تحقق به الدولة غايتها المتمثلة في الحفاظ على استمراريتها ويشبه هيجل ذلك بالعظماء اللذين مروا عبر تاريخ، واللذين اعتقدوا أنهم صنعوا تاريخهم الذاتي لكن هذا مجرد وهم، فالتاريخ يمكر بهم، حيث حينما حققوا غاياته وأهدافه “سقطوا مثل قشور (فاكهة)أفرغت من نواتها. يموتون سواء كانوا شباب كالإسكندر، آو يقتلون كقيصر، آو ينفون كنابليون”. إذن فغاية الدولة غاية ذاتية تتمثل في تحقيق الفكرة الأخلاقية المطلقة التي تسمو على إرادة الأفراد واختياراتهم. لكن إذا كانت غاية الدولة عند هيجل هي تحقيق الفكرة الأخلاقية المطلقة ألا يمكن أن نقول أن مثل هذا التصور لم يخرج عن التصور الأفلاطوني للمدينة الفاضلة؟ ألا يمكن أن نقول أن هذا الإغراق في التجريد ينزع عن الدولة طابعها العملي ألا وهو خدمة الفرد؟ وأخيرا ما حاجتنا للدولة كفكرة مجردة؟