مختصر حول مدرسة الوضعية المنطقية
تسمى الوضعية المنطقية Logical positivism أيضا بالوضعية المحدثة أو حلقة فيينا، وهي حركة فكرية ظهرت سنة 1929 في فيينا عاصمة النمسا. و ترجع الوضعية المنطقية في أصولها التاريخية إلى وإلى” الوضعية الكلاسيكية” التي أسسها مؤسس علم الإجتماع الفرنسي أوغست كونتAuguste Comte، وإلى تجريبية الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت ميل John Stuart Mill والفيلسوف الاسكتلندي دافيد
هيوم David Hume والفيلسوف الإنجليزي وجون لوكJohn Locke ، لكنها تختلف عن تلك الأصول بكونها أدمجت الرياضيات والمنطق في دراستها للقضايا الفلسفية العلمية على السواء.
نقط التقاء الوضعية الكلاسيكية والوضعية المنطقية:
1) رفضهما لكل أشكال الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة)
2) تأكيدهما أهمية التجريب في بناء المعرفة العلمية وفي التحقق منها كذلك.
3) رفضهما بناء مذهب فلسفي يحاول الحديث عن طبيعة الواقع.
مقومات الوضعية المنطقية المعاصرة:
1) اعتمادها مبدأ التحقق التجريبي كمعيار للقول بأن نظرية علمية أو غير علمية، بتعبير آخر فالنظرية إما أن تقبل التحقق التجريبي فتكون نظرية علمية، أو لا تقبل التحقق التجريبي فتكون ميتافيزيقا أو حقيقة فارغة..
2) رفض الميتافيزيقا: تأتي هذا الرفض من عدم قدرة القضايا الميتافيزيقية على الصمود أمام مبدأ التحقيق التجريبي.
3) أصناف القضايا:
– قضايا تحليلية: أي القضايا التي تدخل ضمن الرياضيات والمنطق، وموضوعها الأوليات والمبادئ، وتعتبر تحصيل حصل، كأن نقول واحد ضرب واحد تساوي وحد، فهذا تحصيل حاصل.
– قضايا تركيبية: أي القضايا التي تدخل ضمن الواقع التجريبي كالفيزياء والبيولوجيا مثلا. وموضوعها الواقع الخارجي من ظواهر (كالوقائع الطبيعية)، وتعتبر هذه القضايا واقعية لارتباطها بالواقع
– اشباه القضايا: التي موضوعها التحليل المنطقي للغة العلوم، ومجال البحث هنا ليس الرياضايات ولا العلوم الطبيعة وإنما الفلسفة، وتعتبر هذه القضايا فارغة من المعنى ومجرد لغو.