محور العنف في التاريخ من مفهوم العنف

موضوع الدرس

  • الفئة المستهدفة:
الثانية بكالوريا
  • المجزوءة:
مجزوءة السياسة
  • المفهوم:
مفهوم العنف
  • المحور:
العنف في التاريخ
  • إعداد:
الأستاذ عادل بن ملوك
  • ملاحظة: هذه الدروس هي للإستئناس فقط وليست تعويضا لدروس ألاستاذ
محاور الدرس
  1. إشكال المحور
  2. الموقف الأول: العنف متجذر في الطبيعة البشرية (طوماس هوبز)
  3. الموقف الثاني: العنف نتيجة ظهور الملكية الفردية (كارل ماركس)

إشكال المحور

كيف يتولد العنف في تاريخ البشرية؟ هل من الطبيعة الفطرية للبشرية أم من الثقافة المكتسبة؟

الموقف الأول: العنف متجذر في الطبيعة البشرية (توماس هوبز)

يقول توماس هوبز“نستطيع أن نعثر في الطبيعة الإنسانية على أسباب ثلاثة أساسية، هي مصدر النزاع، أولها التنافس، ثانيها الحذر، وثالثها الكبرياء، وأولى هذه العلل تجعل الناس يتخذون الهجوم سبيلا لأجل منفعتهم ومصلحتهم، ويتخذون الثانية سبيلا لأمنهم، والثالثة سبيلا إلى سمعتهم” إذن يتولد العنف حسب توماس هوبز من خلال ثلاثة أسباب أولها التنافس؛ في هذه الحالة يتم اللجوء إلى العنف من أجل إقرار السلطة وحتى يصبح أشخاص سادة على أشخاص آخرين؛ ثانيها الحذر يلجأ الناس إلى هذا النوع من العنف للدفاع عن بقائهم وممتلكاتهم ومصالحهم، ثالثها الكبرياء وفي هذه الحالة يكون العنف لأسباب تافهة كالاحتقار والاستخفاف والاستفزاز وكل ما يحفظ السمعة. إن تصور توماس هوبز لا يخرج عن المنطلق التعاقدي لنشأة الدولة، والذي سطره في كتابه “التنين”، إذ يعتبر أن حالة الطبيعة حالة صراع، وبالتالي فالإنسان شرير بطبعه.( في نفس السياق نجد موقف سيغموند فرويد الذي يقر على أن العنف يحضر كسلوك إنساني يتجلى في رغبة تدميرية أي كسلوك عدواني أو غريزة حيوانية طبيعية في الإنسان، والتي تتوزع بين غريزة الايروس (الحب) وغريزة التاناتوس (الموت)؛ حيث يلجأ إليهما للحفاظ على البقاء).

الموقف الثاني: العنف نتيجة ظهور الملكية الفردية (كارل ماركس)

يرى ماركس أن الإنتاج هو الذي يحكم حركة تاريخ المجتمعات التي يرجعها ماركس إلى الصراع الطبقي الذي ساد في المجتمع العبودي مرورا بالمجتمع الإقطاعي وصولا إلى المجتمع الرأسمالي هذا الأخير الذي تجلى فيه الصراع في أقوى مظاهره بين طبقة مالكة لوسائل الإنتاج وهي البرجوازية وطبقة عاملة وهي البروليتاريا، هذا الصراع وهو ما يجعل التاريخ كصيرورة محكومة بالتناقض بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج. إذن هنا يكون التناقض بما هو صراع طبقي محركا للتاريخ. “فليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم. وفي مرحلة معينة من تطور قوى الإنتاج المادية للمجتمع تدخل هذه الأخيرة في تناقض مع علاقات الإنتاج لتبدأ مرحلة الثورات الاجتماعية.” إن العنف نتاج لظهور الملكية الفردية كعلامة مميزة للصراع الطبقي، هذا العنف الذي يميز فيه “فريدريك انجلز” بين نوعين أساسين؛ عنف اقتصادي ظهر كنتيجة لتطور الصراعات بين وسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج. وخاصة ضمن المجتمع الرأسمالي، وعنف سياسي كان نتيجة للعنف الأول، إذ أن التناقض على مستوى الواقع ينتج التناقض على مستوى الأفكار. مع العلم أنه من الصعب الفصل بين البنيات المادية للمجتمعات و ومستوى وعيها لأن العلاقة هي علاقة جدلية.

إغلاق