تقديم مجزوءة السياسة

نقدم لتلاميذ الثانية باك هذا التقديم وهو تقديم مجزوءة السياسة ، وللتذكير فمجزوءة السياسة هي المجزوءة الثالثة ضمن مقرر الفلسفة للثانية من يلك الباكالوريا.

  • المادة: مادة الفلسفة
  • السنة: السنة الأولى من سلك الباكالوريا
  • المجزوءة: مجزوءة السياسة

تقديم مجزوءة السياسة

تشير السياسة بشكل عام إلى فن تدبير الشأن عام، أي تدبير الشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لأفراد المجتمع. وهي نفس الدلالة التي تحملها السياسة في دلالتها اللغوية العربية، السياسة مشتقة من فعل ساس يسوس. يقال  سَوَّسَهُ القوم : جعلوه يَسُوسُهم . ويقال : سُوِسَ فلان أمر بني فلان ، أي كُلِّف سياستهم. وسُوِسَ الرجل أمور الناس ، إذا ملك أمرهم. ومن حيث أصلها الاشتقاقي اللاتيني، فالسياسة Politic مشتقة في أصلها  من اللفظة اليونانية polis  والتي تعني المدينة، هذه الأخير تدل على ذلك الكيان الاجتماعي المنظم الذي تتكامل وظائف أعضائه من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، هؤلاء الأعضاء الذين ينبغي أن تتأسس علاقاتهم على فضيلة العدالة، وأن تتوجه حياتهم صوب تحقيق مثال الخير الأسمى، والسعادة الأكمل.

والذي جعل السياسة ضرورة ملحة، هو تضارب آراء الأفراد وتقاطع مصالحهم. فلا يختلف اثنان حول حب الإنسان للتملك والسيطرة، كما لا يمكن أن نختلف في مسألة اختلاف الأفراد في رؤاهم وميولاتهم وأهوائهم. هذا التقاطع في المصالح والاختلاف في الرؤى والآراء قد يؤدي إلى الصراع، فكان من الضروري تنظيم المجتمع الإنساني بشكل يسمح بتدبير الاختلاف والصراع تدبيرا عقلانيا، وهو ما سيسمح باستمرار الجنس البشري، وبتنظيم الحياة الاجتماعية….

غير أن السياسة تحتاج أجهزة يمكن من خلالها تدبير الشأن العام، وهي الأجهزة التي نصطلح عليها بالأجهزة السياسية.  ولعل أبرز جهاز سياسي على مر التاريخ الإنساني، هو جهاز الدولة. هذه الأخيرة تعتبر كوسيلة لتدبير الشأن العام عبر مجموعة من الآليات والمؤسسات الأخرى. ولا يمكن الحديث عن الدولة إلا بالوقوف عند العنف، كآلية رافقت العملية السياسية، سواء كآلية للتدبير أو كظاهرة لازمت التاريخ الإنساني. زيادة على ذلك، فالحديث عن السياسة  لا يستقيم إلا من خلال الوقوف عند كل من الحق والعدالة، فلا يمكن للسياسة أن تفلح في غاياتها إلا إذا كانت سياسة عادلة، والسياسة العادية هي التي تأخذ بعين الاعتبار حقوق الأفراد .

كل ذلك يفتحنا على مجموعة من التساؤلات من بينها: كيف يتم تدبير الشأن العام؟  هل تتم الممارسة السياسية عبر مبدأ الحق والقانون والعدالة أم عبر مبدأ العنف والقوة؟….

تقديم مجزوءة السياسة – الكتاب المدرسي مباهج الفلسفة

تناولت المجزوءة الأولى (مجزوءة الوضع البشري) البعد الفردي للإنسان المتمثل في كونه شخصا يتمتع بوحدة وهوية واستقلالية نسبية وفي ارتباطه بالغير بوصفه شرطا تأطيريا لوجوده الاجتماعي مع الآخرين، في سياق أعم هو التاريخ كشرط وجودي أشمل. ثم تطرقت المجزوءة الثانية (مجزوءة المعرفة) لعلاقة الإنسان بالطبيعة في بعدها المعرفي المتمثل في تحديد طبيعة النظريات العلمية وحدود علميتها وصلاحيتها سواء تعلق الأمر بعلوم الطبيعة أو علوم الإنسان.
أما المجزوءة الثالثة فموضوعها السياسية كمجال أعلى للممارسة الجماعية الإنسانية ، حيث ينتقل المجتمع من الاجتماع التلقائي إلى التنظيم السياسي المتمثل في إقامة الدولة على أساس نظام تعاقدي يتنازل فيه الأفراد عن جزء من حرياتهم الفردية الطبيعية ويمتثلوا، بشكل طوعي ، لسلطة لها حق السيادة من حيث إنها تمثل المجتمع عبر الأساليب الديمقراطية والانتخاب الحر.
ومن ثمة ستطرح مسألة معنى وشروط مشروعية الدولة، أي مدى أحقيتها في ممارسة سلطتها، وكذا مدى شرعيتها أي مدى التزامها بالقوانين السائدة. كما تطرح مسألة الغايات القصوى للدولة، مثلما طرحتها الفلسفة السياسية الحديثة في صيغتها الكلاسيكية والتي تدور حول ضمان الأمن، وضمان وحدة الجماعة، والتعبير عن إرادتها الجماعية وعن وعيها أو عقلها الكلي أو الجماعي. ثم تتطرق إلى طبيعة السلطة، وهل هي متمركزة في أجهزة سياسية أم تتمثل في أدوار و استراتيجيات وخطط؟ وهل تتركز في أجهزة سياسية وإدارية محدودة وتراتبية ؟ أم هي طاقة واستراتيجيات أفقية وعمودية تطال الجسم الاجتماعي كله؟
في دراستنا لمفهوم العنف نحاول أن نعرف العنف ونتعرف على أشكاله المختلفة ابتداء من العنف الجسدي إلى العنف المعنوي، وأسبابه ووسائل انتشاره وذيوعه. متسائلين، في محور ثان عن حضور العنف في التاريخ ودوره في تاريخ المجتمعات، ومدى ضرورة العنف في التطور وكذا الدعوى المضادة للعنف، ثم نختم بالتساؤل عن مدى مشروعية العنف، ومن له الحق في استعمال العنف ومشروعية وأحقية احتكاره واستعماله نيابة عن الجماعة البشرية كما سنتناول مسألة العدالة في بعدها القيمي وفي ارتباطها بالحق والواجب.
أما فيما يخص الحق والعدالة فنتعرف على مفهوم العدالة بمدلوليه القانوني و الأخلاقي حيث يتمثل الأول في التشريع القانوني للحقوق و الجزاءات بينما يتمثل الثاني في استلهام البعد الأخلاقي والتطلع إلى استيفاء قسط أكبر من العدالة. وكذا التساؤل عن معنى الحق وهل هو طبيعي أم اجتماعي ؟ و مدى ضمان القانون للحقوق والحريات وإلى أي حد يعتبر القانون ضامنا للعدالة؟

دروس ومفاهيم مجزوءة السياسة

  1. المفهوم الأول: مفهوم الدولة
  2. المفهوم الثاني: مفهوم العنف
  3. المفهوم الثالث: الحق والعدالة

مفهوم الدولة

  • المحور الأول: مشروعية الدولة وغاياتها
  • المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسة
  • المحور الثالث: الدولة بين الحق والعنف

مفهوم العنف (خاص بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية)

  • المحور الأول: أشكال العنف
  • المحور الثاني: العنف في التاريخ
  • المحور الثالث: العنف والمشروعية

مفهوم  الحق والعدالة

  • المحور الأول: الحق بين الطبيعي والوضعي
  • المحور الثاني: الحق كأساس للعدالة
  • المحور الثالث: العدالة بين المساواة والإنصاف

إغلاق