حوار الفلسفة والعلم بقلم هبا عبد الاله يونس

العلاقة بين الفلسفة والعلم قديمة … منذ نشوء الفلسفة اليونانية ، فهذا طاليس كان فيلسوفا وعالما، وفيثاغورس كان رياضيا وفيلسوفا، وأفلاطون يطلب دراسة علم الرياضيات فضلا عن الفلسفة ، وعلى عهد ديكارت ، جعل من الفلسفة العلم الكلي وشبهها التشبيه الشهير بشجرة جذرها الميتافيزيقا وجذعها علم الطبيعة وفروعها هي كل العلوم الأخرى التي ترجع الى ثلاثة علوم أساسية الطب،  الميكانيكا، الأخلاق.
وإذ استعرضنا آراء أعظم المبدعين في علوم القرن العشرين وجدنا أنهم يؤكدون على حتمية وجود رابطة وثيقة بين العلم والفلسفة يقول الأمير لويس دي برولويه منشئ النظرية الموجبة للمادة أمواج دي برولويه:
وفي القرن التاسع عشر  نشأ حاجز بين العلماء والفلاسفة فالفلاسفة ينظرون نظرة شك الى تأملات الفلاسفة التي كثيرا مابدت لهم وقد أعوزتها الدقة في الصياغة كما أنها تدور حول قضايا عديمة الجدوى ولا حل لها، أما الفلاسفة فلم يعودوا بدورهم مهتمين بالعلوم الخاصة لأن نتائجها كانت تبدو محدودة  ولقد كان هذا التباعد ضارا بكل من الفلاسفة والعلماء
وان كان هناك الاعتقاد  بوجود الفارق بين الفلسفة والعلم  في كون أن  الفلسفة لا تعدو كونها دراسة نظرية غير مرتبطة بالواقع  في حين أننا نرى ان العلم سلسلة من المعارف التجريبية ،  فلجهود المبذولة  في تفسير ظواهر العالم وأصله ووجوده للفلاسفة منذو القدم كان لابد لها من أسس  وقواعد   للبحث عن الأجوبة ، لذا لا يمكن الفصل بين العلم والفلسفة فالنظريات العلمية هي حجر الأساس الذي يعتمد عليه الفلاسفة لتفسير وإجابة تساؤلاتهم ، وان كنا هناك من يجيز الفرق بينهما من ناحية موضوعية لما حملته الموضوعات  العلمية  من موضوعات  حسية تجاه الأشياء ( الفيزيقا  ) مثل الذرة، الجماد  ، وموضوعات الفلسفة القائمة على عدد من المفاهيم  ( الميتافيزيقا)  ما بعد الطبيعة ، موضوعات مجردة وخاضعة للتأمل  كالروحانيات ، والقضاء والقدر ،   وأختلافهما من حيث المنهج والغاية   العلم  في اعتماده المنهج التجريبي الذي يتشكل من الملاحظة والفرضية والتجريب ، والفلسفة واعتمادها المنهج التأملي العقلي ، اذ يعتمد الفيلسوف الاستنتاج الذي هو عملية عقلية ينتقل فيها الفكر من العام الى الخاص وفضلا عن النتائج المتمايزة بينهما الفلسفة ونتائجها الغير يقينية والعلم و حقائقه اليقينية  الإ أن متشابهان في الهدف  فكلاهما يلتقيان في مسألة الأسس المعرفية و النتائج  التي لا يمكن استخلاصها تحت تأثير الأهواء والغرائز وإنما تستخلص بطرق معقولة وفقا لقواعد المنطق، الى جانب الخصال الذهنية والأخلاقية (الروح العلمية )وبالرغم مما هو ظاهر بينهما من اختلاف وبرغم انفصال جميع العلوم عن الفلسفة واختلافهما الإ أن بينهم  صلة حميمة وعلاقة وطيدة جعلت كل منهما يكمل الآخر بالرغم من حجم التباعد بينهما.

 

إغلاق