تقديم عام لمجزوءة الوضع البشري
نقدم لزوار موقعنا الكرام، موقع فيلوكلوب، وخاصة تلاميذ وتلميذات مادة الفلسفة الثانية بكالوريا تقديما لمجزوءة الوضع البشري قصد الاستئناس
- المادة: مادة الفلسفة
- مستوى: الثانية بكالوريا
- الدورة: الدورة الأولى
- المجزوءة : مجزوءة الوضع البشري
تقديم مجزوءة الوضع البشري
الوضع البشري هو ما يحصر الذات الإنسانية ويحددها في مختلف مستويات الوجود. ويمكن تصوير هذا الوضع في العبارة التالية: “إذا كنت لا أستطيع تذكر الصرخة الأولى التي أطلقتها حين أتيت إلى هذا العالم، فإنني أعلم علم اليقين أن شعوري منذ البداية كان شعور کائن سقط في جهة غريبة”، كما يقول برديائف. ففكرة السقوط، والوقوع في براثن الزمان، والخضوع لضرورات لا حيلة للإنسان معها، تسم الوضع البشري بالتعقيد وصعوبة إدراك كنهه، بل وباستحالة التحكم فيه. يتميز الوضع البشري بالازدواجية: فالإنسان إذ يوجد في هذا العالم، يعيش مع الآخرين ويدخل في علاقات عمل وانتماء، ويخضع لقيود يضعها المجتمع، وهو قبل كل ذلك، كائن هش ، معرض للمرض ومهدد في كل لحظة أن يفقد هذا الوجود ذاته، رغما عنه و بدون إرادته. لكن هذا الإنسان الذي لا يستطيع أن يتخلص من وضعه المشروط بسلسلة من الضرورات، هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يتباعد عن وضعه البشري وأن يختار نمط وجوده في هذا العالم، بفضل الوعي والتفكير. إن تباعد الإنسان وتعاليه على وضعه البشري لا يتم بفضل الوعي وتطوير قدراته الفكرية فقط، ولكن كذلك – وأساسا بفضل علاقاته الاجتماعية. فالإنسان ليس فردا يعيش معزولا عن الآخرين، بل على العكس من ذلك، إنه لا يدرك وجوده هذا إلا بالمشاركة والتعايش داخل المجموعة البشرية التي بفضلها يقبل وجوده النسبي وينفتح على الكون، مهما كان ثمن ذلك غاليا.
يتحدد وجود الإنسان إذن من زاويتين، الأولى موضوعية والثانية ذاتية، فالوضع البشري -لا الطبيعة الإنسانية- هو ما يشكل الكوني في الإنسان. وهذا الوضع، فيما يرى سارتر، هو مجموعة من الحدود القبلية التي ترسم الوضعية الأساسية للإنسان. فالأوضاع التاريخية تتباين، والإنسان يمكن أن يولد حرا أو مقيدا، كما في المجتمعات القديمة، عاملا أو فلاحا، لكن ما لا يتغير بالنسبة إليه هو ضرورة أن يوجد في العالم، وسط الأخرين ويكون فانيا.
أما على المستوى الذاتي، فإن كل واحد يحاول، بوصفه شخصا، و بواسطة مشروعه، وهو المشروع الذي اختاره بصفته شخصا أخلاقيا وحقوقيا، أن يتحمل الحدود المفروضة عليه، إما برفضها أو قبولها أو تجاورها، الأمر الذي يؤسس علاقة تفاعل بین الذوات، وبالتالي يكون تفهم الغير ممکنا؛ بل أكثر من ذلك يصبح الإنسان فاعلا تاريخيا، يعطي للأحداث المعنى الذي يريده
الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، ص8.
دروس ومفاهيم مجزوءة الوضع البشري
مفهوم الشخص
- المحور الأول: الشخص والهوية (رابط الدرس)
- المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة (رابط الدرس)
- المحور الثالث: الشخص بين الحرية والضرورة (رابط الدرس)
مفهوم الغير
- المحور الأول: وجود الغير (رابط الدرس)
- المحور الثاني: معرفة الغير (رابط الدرس)
- المحور الثالث: العلاقة مع الغير (رابط الدرس)
مفهوم التاريخ
- المحور الأول: المعرفة التاريخية (رابط الدرس)
- المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم (رابط الدرس)
- المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ (رابط الدرس)