تحليل نص غاستون باشلار حوار العقل والتجربة (العقلانية العلمية)
المجزوءة الثانية: مجزوءة المعرفة
المفهوم الأول: مفهوم النظرية والتجربة
المحور الثاني: العلانية العلمية
نص الاشتغال: نص غاستون باشلار
تحليل نص غاستون باشلار حوار العقل والتجربة (العقلانية العلمية)
تعريف غاستون باشلار
غاستون باشلار فيلسوف وإبستمولوجي فرنسي معاصر، عاش بين سنة 1884 وسنة 1962م. اهتم باشلار بالإبستمولوجيا، وخاصة إبستمولوجيا الفيزياء الرياضية والكيمياء. تميز في كتاباته بنقده للنزعة التجريبية كما نقد النزعة المثالية. قدم برنامج عمل فلسفي وعلمي أطلق عليه تسمية “الفلسفة المفتوحة”، أو “العقلانية التطبيقية”.
تأطير النص:
ينتقد “غاستون باشـلار ” في كتابه العقلانية المطبقة (1949)، النزعات التجريبية والعقلانية السـاذجة . فهو يرفـض اعتبار الواقع هو المصدر الوحيد للمعرفـة ، كما يرفـض اعتبار العقل مكتفيا بذاته في بناء العلم . في هذا النص يؤكد على أهمية الحـوار الجدلي بين العقل والتجربة في بناء المعرفة العلمية
إشكال النص:
ما طبيعة العقلانية العلمية؟ وما دور كل من العقل والتجربة في بناء المعرفية العلمية؟ وهل يمكن أن نستغني عن أحدهما؟
أطروحة النص:
يؤكد غاستون باشلار أن المعرفة العلمية نتيجة حوار بين معطيات التجربة وللواقع من جهة أولى، وبين العقل من جهة ثانية.
تحليل النص:
التحليل المفاهيمي للنص:
العقلانية العلمية: مفهوم إبستمولوجي يسلط الضوء على دور وأهمية والعقل في العلم، وعلاقته بكل من التجربة والواقع التجريبي، وحسب غاستون باشلار فهي علانية منفتحة على الواقع التجريبي.
العالم العقلاني: مجال اشتغال العقل في العلم
العالم التجريبي: مجال اشتغال التجربة في العلم، وهو إحالة على الواقع التجريبي.
العقلانية المطبقة: يشير المفهوم حسب النص إلى استخدام العقل مطبقا على الواقع التجريبي
يمكن أن نقول أن غاستون باشلار استعان في نصه بحقلين معجميين، أحدهما يرتبط بالعقل والعقلانية والآخر يرتبط بالتجربة والواقع التجريبي:
العالم العقلاني | العالم التجريبي |
العقل – العقلي
العقلانية الرياضيات العقلانية المطبقة |
التجربة
الواقع الاختبار المادية |
التحليل المضاميني والحجاجي للنص:
حاول غاستون باشلار في مجمل نص أن يؤكد موقفه، وهو ما دفعه إلى نقد مجموعة التصورات الفلسفية والعلمية، وهو ما سيتضح من خلال أفكار النص الأساسية:
الإثبات | الدحض والنقد |
التأكيد على تأسيس العلوم الفيزيائية على الحوار بين العالم العقلاني والعالم التجريبي | نقد التصورات التي أقصت دور العقل أو دور التجربة في بناء المعرفة العلمية |
التأكيد أن الفيزياء المعاصرة تقوم على يقين بوجود الواقع التجريبي في قبضة العقل، وعلى يقين أن الحجج العقلية المرتبطة بالتجربة مبنية من خلال لحظات التجربة | رفض القول بإمكانية بناء المعرفة العلمية اعتمادا على العقل دون التجربة أو العكس |
التأكيد أن العلانية العلمية حوار فلسفي بين بين العقل والواقع | نقد الثنائية القديمة التي كان بعض الفلاسفة يؤمنون بها، حيث كانت فئة تعتقد بقدرة العقل على إنتاج المعرفة دون حاجة إلى التجربة وهم العقلانيون، وكانت فئة تؤمن أن التجربة هي أساس بناء المعرفة العلمية وأن دور العقل يبقى دورا ثانويا ولاحقا بالتجربة وهو التجريبيون |
إذن فالعقلانية تتشكل داخل وعي مرتبط بالواقع، كما أن المادية التقنية عبارة عن واقعية مؤمنة بأهمية العقل. | إذن فالعقلانية لا تتشكل داخل وعي معزول عن الواقع، كما أن التقنية ليس واقعية فلسفية. |
خلاصة تحليل نص غاستون باشلار
بعد تحليل نص غاستون باشلار، يتضح أن هذا الأخير يؤكد أن العقلانية العلمية هي عقلانية منفتحة على العالم التجريبي، وأن المعرفة العلمية لا تنبني إلا من خلال حوار جدلي بين العقل والتجربة. ويمكن أن نلخص موقف غاستون باشلار في قولته:
” لا توجد عقلانية فارغة ، كما لا توجد اختبارية عمياء”