تحليل نص جورج غوسدورف استقلالية الذات
المفهوم: مفهوم الشخص
المحور الثاني: محور الشخص بوصفه قيمة
تحليل نص جورج غوسدورف
تعريف صاحب النص جورج غوسدورف
جورج غوسدورف فيلسوف وإبستمولوجي فرنسي معاصر، عاش بين سنة 1912 وسنة 2000. لغسدورف العديد من المؤلفات نذكر من بينها:
- مقالة في الوجود الأخلاقي؛
- اكتشاف الذات؛
- الثورة الغاليلية
إشكال النص:
يحاول غوسدورف في نصه الإجابة عن إشكال فلسفية متمحور حول قيمة الشخص وعلاقته بالغير، ويمكن صياغة الإشكال كالآتي:
- ما طبيعة الشخص الأخلاقي؟ وفيم تتحد قيمة الشخص وما طبيعة علاقته بالآخرين؟ هل تتحدد قيمته في العزلة والاستكفاء والاستقلال أم في المشاركة والانفتاح على الآخرين؟
أطروحة النص:
يؤكد غوسدورف على أن فكرة الشخص الأخلاقي لا تتحقق من خلال العزلة والاستكفاء، وإنما عبر مشاركة والتضامن مع الآخرين.
المفاهيم الأساسية للنص:
استقلال الذات: تعني في معناها العام الاستقلال عن الآخرين، والقدرة على التنظيم ووضع القواعد دون حاجة إلى الغير.
الشخص الأخلاقي: يقصد به وفق سياق النص، الشخص الممتثل للقيم الأخلاقية المنفتحة على الغير.
الاستكفاء: أي قدرة الذات على الاستكفاء بذاتها والاستغناء على الآخرين أخلاقيا واجتماعيا..
حجاج النص:
اعتمد صاحب النص بنية حجاجية تجمع بين الحجج اللغوية والحجة بالعودة إلى التاريخ والحجة بالتقابل…
وسنقف بشكل أساسي عند:
الحجة بالتاريخ: فنجد غوسدورف يستحضر التاريخ، وذلك في قوله : “لا ينبغي أن ننسى أن تجربة الاستقلال والعزلة لا تشكلان الواقعة الأولى في الوجود في الوجود”. وهو يريد أن يؤكد، أن الفكرة القائلة بقدرة الذات على الاستقلال عن الاخرين، فكرة غير مقبولة، ولو كان الحديث عن البدايات الأولى للوجود البشري.
الحجة بالتقابل: إذ حاول جورج غوسدورف أن يقيم تقابلا بين فكرتين أو مفهومين هما: الذات المستقلة (الفرد) والشخص الأخلاقي. فالإشارة إلى الفرد إشارة إلى العزلة والاستقلال والاستكفاء، أما الإشارة إلى الشخص الأخلاقي فإشارة إلى الانفتاح والتضامن والمشاركة. وهو هنا يبين واقعية وأهمية فكرة الشخص الأخلاقي.
خلاصة تركيبية لموقف جورج غوسدورف
إن جورج غوسدورف من خلال نصه هذا، يريد التأكيد على أهمية الغير، وأهمية الانفتاح عليه ومشاركته الوجود، والتضامن معه، وأيضا فهو يوجه نقدا للفردانية ومناصريها. ومنه يتبين أن قيمة الشخص حسب غوسدورف تستمد من خارج الذات، أي من الوجود المشترك، الذي هو مجال المشاركة والتفاعل … هنا يمكن العودة إلى قول أرسطو: الإنسان مدني بالطبع.
