تحليل نص باروخ اسبينوزا الرغبة والإرادة
المجزوءة: مجزوءة ما الإنسان
المفهوم: مفهوم الرغبة
المحور الثاني: محور الرغبة والإرادة
تحليل نص: باروخ اسبينوزا الرغبة والإرادة
تعريف باروخ اسبينوزا
باروخ اسبينوزا فيلسوف هولندي، من فلاسفة الحقبة الحديثة من تاريخ الفلسفة. ويصنف اسبينوزا ضمن الفلاسفة العقلانيين، وقد شملت فلسفته مجموعة من القضايا من بينها: الأخلاق، السياسة، الطبيعة البشرية، الدين…
بعض مؤلفات باروخ اسبينوزا
- علم الأخلاق
- رسالة في اللاهوت والسياسة
- رسالة في السياسة
تأطير النص
تعالج اسبينوزا في نصه قضية الإنسان، وبشكل خاص ما يتعلق به من رغبة وإرادة وشهوة.
إشكال النص:
ما طبيعة العلاقة بين النفس وكل من الشهوة والإرادة والرغبة؟ وهل تعتبر الشهوة ماهية الإنسان؟ وهل للإنسان وعي برغباته وهل ترتبط رغباته بإرادته؟
أطروحة النص:
يؤكد باروخ اسبينوزا أن الإنسان يعي رغباته، وأن الرغبة ما هي إلا شهوة مصحوبة بوعي ذاتها.
تحليل أطروحة ونص باروخ اسبينوزا
التحليل المفاهيمي:
يتشكل النص من بينية مفاهيمية تتشكل من مجموعة من المفاهيم الفلسفة التي وجب الوقوف عندها وتحليلها لمفهوم مضمون النص، وهذه المفاهيم هي:
ماهية النفس: يقصد بالماهية الجوهر والخصائص الثابتة التي تجعل شيئا ما هو نفسه. أما النفس فهي إشارة النفس الإنسانية والتي هي نفس واعية من خلال الأفكار من جهة ومن خلال انفعالات الجسم من جهة ثانية.
الإرادة: تعني الإرادة حسب النص، ذلك الجهد الذي تبذله النفس للاستمرار في الوجود
الشهوة: تني الشهوة حسب النص، ذلك الجهد الذي يبذله كل من الجسم والنفس للاستمرار في الوجود
الرغبة: الرغبة حسب اسبينوزا هي شهوة مصحوبة بوعي ذاتها.
العلة الغائية: هي العلل والسبب الذي يكون غاية للفعل، كأن نقول الغاية من المنزل هي المنزل هي السكن، إذن فالسكن علة غائية.
العلة الفاعلة: يقصد بالعلة الفاعلة، السبب في وجود الشيء، كأن نقول أن سبب وجود المنزل هو الإنسان، إذن فالإنسان هو العلة الفاعلة.
التحليل الحجاجي للنص
يذهب اسبينوزا في بداية نصه إلى القول بأن ماهية النفس تتألف من أفكار تامة وأخرى غير تامة، وأن النفس تبذل الجهد من الاستمرار في الوجود بشكل مستمر، وأن تلك الأفكار هي التي تجعلها تعي ذاتها، وبالتالي فهي تعي أيضا ذلك الجهد الذي تبذله من أجل الاستمرار، وهنا تظهر لنا عقلانية اسبينوزا، من حيث ربطه بين الفكر والوعي.
إضافة إلى ذلك، يميز اسبينوزا بين الإرادة والشهوة، حيث يرى أن الإرادة تعني ارتباط الجهد الذي تبذله النفس من أجل الاستمرار بالنفس، وأن الشهوة تعني ارتباط ذلك الجهد بالنفس والجسم معا. لينتهي إلا أن الشهوة هي ماهية الإنسان.
في نفس السياق، سياق حديثه عن أفعال النفس من شهوة وإرادة، يؤكد اسبينوزا أن الشهوة هي نفسها الرغبة، مع اختلاف بسيط، هو أن الرغبة تتعلق بعموم أفراد الإنسان حيث أنهم يعون شهواتهم، من خلال ما في النفس من أفكار، ليخلص إلى تعريف الرغبة بقوله: “الرغبة هي الشهوة المصحوبة بوعي ذاتها”.
إضافة إلى ما سبق، يؤكد اسبينوزا انطلاقا مما سبق، أن الإنسان حين يسعى إلى شيء أو يريده أو يشتهيه أو يرغب فيه، فهو لا يفعل ذلك لأن ذلك الشيء شيء طيب، وإنما الإنسان من يعتبره كذلك، فيسعى إليه ويريده ويشتهيه ويرغب فيه.
ولتوضيح الفكرة السابقة، قدم مثالا، وهو مثال السكن. فالإنسان حين يسعى لبناء منزل أو يريده أو يشتهيه أو يرغب فيه، ليس لأن له مزايا، بل لأن الإنسان تصور مزايا الحياة المنزلية ورغب في منزل. وهنا يميز اسبينوزا بين العلة الغائية والعلة الفاعلة، ليؤكد أن الرغبة في السكن، والتي هي مجرد رغبة جزئية، ما هي في حقيقة الأمر إلا علة فاعلة.
استنتاج عام حول النص
بعد تحليل نص اسبينوزا، والذي تناول فيه علاقة النفس بكل من الرغبة والشهوة والإرادة، تبين لنا أن اسبينوزا يرى أن الرغبة هي شهوة مصحوبة بوعي ذاتها، وأن الشهوة هي ماهية الإنسان. كما أن الإرادة والشهوة والرغبة بما هي أفعال للنفس، ما هي إلا أفعال تعبير عن الجهد التي تبذله النفس من أجل الاستمرار في الوجود. من جهة أخرى، فالرغبة رغبة بما هي شهوة، تعبر عن الجهد الذي تبذله النفس والجسم للاستمرار في الوجود، وهو تأكيد على أن الرغبة هي رغبة الإنسان، ومرتبطة بطبيعته.