الخوف والتوتر يضعفان جهاز المناعة في ظل “الإمبراطور كوفيد19” بقلم التريوي يوسف

[author title=”نبذة عن الكاتب” image=”https://wp.me/abSyCR-14g”]التريوي يوسف: طالب باحث في علم النفس[/author]

 

نلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار مظاهر الخوف والتوتر الشديدين بين فئة كبيرة من الناس حول العالم عامة والمغرب خاصة ؛ وذلك استجابة لتفشي “الإمبراطور كوفيد19”

عالميا ؛ وبالتزامن مع نزوع العديد من الدول إلى إجراء الحجر الصحي القسري وتركيز وسائل الإعلام بشكل كبير على هذا الوباء ؛ نلاحظ انعكاسات جلية على الجانب النفسي للإنسان ؛ لكن الخطير في الأمر  نجد العديد من الأشخاص ذكورا وإناثا يستسلمون للتوتر والخوف دون أن يدركوا أنهم بهذا يعرضنا أنفسهم لخطر مضاعف للإصابة بهذا الوباء “الإمبراطور كوفيد19″؛ وإذا ما عدنا إلى ابن سينا وخصوصا في كتابه الشهير ( الشفاء )؛ نلاحظ أنه من الأوائل الذين ركزوا على أهمية الجانب النفسي وعلاقته بالجانب الفيزيولوجي لدى الإنسان  وهو أمر أثبتته الدراسات الغربية لاحقا بشكل تجريبي مخبري صرف ؛ ولعل القصة التالية التي وردت في أحد أعمال ابن سينا تصلح كمدخل لما سنأتي عليه فيما بعد .

يدكر أبن سينا أن وباءا ما كان ذاهبا إلى إحدى المدن فشاهده رجل وسأله :إلى اين انت ذاهب ايها الوباء؟ فرد الوباء أمرت أن أذهب إلى هذه المدينة لأقتل ألفا من أهلها ؛ وعندما خرج الوباء من المدينة شاهده الرجل فقال له ما أقساك لقد قتلت عشرين ألفا من أهل المدينة فرد الوباء إن الوهم نصف الداء ؛ فقد قتلهم الوهم “وليس أنا الوباء”   والصبر أول خطوات الشفاء .

في بدايات ثمانينات القرن الماضي لاحظ العالمان “جانكي جلاسر ورولاند جلاتر ” أن الطلاب الذين يتوترون أثناء فترة الإمتحانات النهائية تقل لديهم المناعة الجسمية بشكل ملحوظ وقد تأكدوا من ذلك مخبريا ؛ إذ لاحظوا أن أجسام الطلاب المتوترين توقفت تقريبا عن إفراز العناصر المساهمة في المناعة ؛ ومند ذلك الحين توالت الدراسات في هذا المضمار خارجة باستنتاجات تجريبية دامغة على العلاقة السببية بين منسوب التوتر والخوف لدى الأفراد وأداء جهاز المناعة بشكل عام .

واليوم هناك فرع خاص ضمن علم النفس العصبي يدعى psychoneurammunodogy الذي يختص بدراسة العلاقة ما بين الجوانب النفس_عصبية وجهاز المناعة عند الإنسان ؛ ومن جانب أخر تركز دراسات أخرى على أن الأشخاص الأكبر سنا هم الأكثر عرضة لاضطرابات المناعة المرتبطة بأعراض سيكولوجية المنشأ .على سبيل المثال أظهرت دراسة بريطانية سنة 2002 أن المناعة الجسمية للمتقدمين بالعمر قد تتأثر حتى بسبب عوارض إكتئابية بسيطة وخلصت ذات الدراسة التي شملت عينتها أفراداً في السبعينات من عمرهم وتبين أن غالبية الذين يعانون من أعراض اكتئابية كونت أجسامهم استجابات مناعية ضعيفة للبكتيريا والفيروسات  ؛ ومن جانب أخر تركز دراسات أخرى على أن التوتر مرتبط بزيادة “الكورتيزول” والذي بدوره يؤدي إلى إضعاف الاستجابات المناعية في جسم الإنسان أثناء فترات التوتر القصيرة المدى ؛ ومن هنا فإن الدراسات تثبت أنه إذا ما تعرض جيم الإنسان إلى فيروسات معدية أثناء الشعور بالتوتر فإن الجسم لن يتمكن من محاربة الأجسام الدخيلة مثلا “الإمبراطور كوفيد19” بسبب نقص الخلايا والإفرازات المسؤولة عن تنظيم جهاز المناعة بشكل عام .  ومن هنا أعتبر المدرسة الفلسفية الرواقية هي من أبرز التوجهات الفكرية التي نستفيد منها في الأزمة الحالية وخصوصا أنها تركز كثيرا على كيفية المواجهة الهادئة للأزمات الحياتية على اختلافها ومن أبرز مبادئها التي تصلح للفترة الحالية نجد ما يلي :

Premediato malorum مبدأ

أجعل لديك خطة بديلة إذا ما ساءت الأمور.

مبدأ symmun Bonum  : تصرف من أساس قيمي لا تضع راحتك فوق أمان الأخرين .

مبدأ sympatheia : نحن جميعا معا في هذه الأزمة ؛ كن لطيفا مساعدا للأخرين ولا تكن نرجسيا.

وخلاصة القول فيما يخص الإرشادات النفسية العامة التي قد تساعدنا على الحفاظ على التوازن النفسي أثناء الأزمة الحالية.

قبل من مشاهدة الأخبار

غسل اليدين ولكن ليس بشكل مبالغ فيه

حافظ على اتصالاتك مع أفراد الأسرة والمجتمع

الحفاظ على نظام صحي متوازن.

إغلاق