مجزوءة الطبيعة والثقافة: التمييز بين الطبيعة والثقافة مفهوميا

موضوع الدرس

المجزوءة  الطبيعة والثقافة
المحور الأول التمييز بين الطبيعة والثقافة
الفئة  الجذوع المشتركة

استثمار النصين ص 73-74 من الكتاب المدرسي منار الفلسفة

 النص الأول:

تعني كلمتاPhysis الإغريقية، وNatura اللاتينية، القدرة على النمو الكامنة في كل الأشياء، أي القوة الحاضرة حضورا شموليا، وهي قدرة مسيطرة يجد الإنسان نفسه بداخلها على دوما. فالسماء والأرض والكواكب والحيوانات والإنسان نفسه، كلها توجد ضمن الطبيعية
لكن ابتداء من أفلاطون سيظهر بجانب هذا المعنى الأول للطبيعة معنى ثان، وهو المعنىالذي يشير إليه أرسطو عندما يقول بأن طبيعة شيء ما هو فكرته أو شكله، وكل ماهية يقال عنها طبيعة، والطبيعة الأولى هي الماهية.
 Jean Wall, Traité de métaphysique. Payot, pp 650…656.

النص الثاني:

إن تعاريف الثقافة كثير، وهي تتفق عامة في القول بأن الثقافة تُعَّلم، وبأنها تسمح للإنسان بالتكيف مع وسطه الطبيعي… وبأنها تتجسد في المؤسسات وفي طرق التفكير وفي الأشياء العادية
ومن بين أفضل التعاريف التي قُدمت للثقافة نجد تعريف تايلور Taylor  الذي يشير إلى أن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعارف والمعتقدات والفن والأخلاق والقوانين والتقاليد وكل الأعراف الأخرى والعادات المكتسبة من طرف الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع.
M .J. Herskovits, Les bases de l’anthropologie culturelle, Paris, Payot 1967, pp 5.6

تحليل النصين من خلال الجدول التالي:

مفهوم الطبيعة
مفهوم الثقافة
في الدلالة اللغوية: نجد في لسان العرب أن كلمتي “طبع” و “طبيعة” تشيران إلى الخليقة و السجية التي جبل عليها الإنسان وفطر.
في الدلالة اللاتينية: تشير الطبيعة إلى القدرة على النمو الكامنة في كل الأشياء.
حسب أفلاطون وأرسطو: الطبيعة هي جوهر الشيء، أي مجموع الخصائص الثابتة التي يتميز بها الشيء
حسب تايلور: هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعارف والمعتقدات والفن والأخلاق والقوانين والتقاليد وكل الأعراف الأخرى والعادات المكتسبة من طرف الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع.
إذن الثقافة تشمل ما أنتجه الإنسان،  سواء كان  ماديا (مثال الآلات)، أو روحيا (كالأخلاق). كما أن الثقافة تعلم وتكتسب

تركيب واستنتاج: 

يتبين من خلال النصين، أن الطبيعة تختلف مفهوميا عن الثقافة، فإذا كانت الطبيعة عموما تدل على ما لم يتدخل فيه الإنسان، فالثقافة تدل على ما تدخل فيه الإنسان، وتجمع بين ما هو مادي وما هو مجرد. لكن دلالة  مفهوم الطبيعة ليس واحدة، فهو يدل من جهة على طبيعة الإنسان وفطرته وسجيته، لكنه يدل من جهة أخرى على الطبيعة الخارجية (الأشجار، الجبال، الأنهار…)، لكنها تدل أيضا على الجوهر والماهية، فحين نقول طبيعة الشيء نقصد حقيقته وجوهره وماهيته. لكن في بعض الأحيان لا نستطيع أن نميز بين ما إن كان الشيء طبيعيا أم ثقافيا؟ إن كان فطريا أم مكتسبا؟ ولذلك سننتقل للدرس الآخر: معيار التمييز بين الطبيعة والثقافة .

إغلاق