التقويم التربوي أنواعه وأساليبه – يوسف اليوسفي

يوسف اليوسفي أستاذ و باحث في الفلسفة وعلوم التربية

أولا: مفهوم التقويم التربوي.

يشكل التقويم إلى جانب كل من التخطيط والتدبير التربوي إن صح التعبير مكونا أو عنصرا من عناصر العملية التعلمية التعليمية،
 كل حصة أو درس أو نشاط تربوي نهدف من خلاله إلى بلوغ غايات وتحقيق أهداف العملية التعلمية التعليمية المنشودة. نحتاج خلالها إلى تخطيط وتدبير وتقويم يمكننا من تتبع ومعاينة الأهداف والكفايات ومدى تحققها من عدمه. فما هو التقويم إذن ؟ وما هي أبرز أنواعه ؟ وما هي أهم طرقه وأساليب إنجازه؟ ما هي الوظائف والأدوار التي يقوم بها التقويم في العملية التعلمية التعليمية؟ 

مفهوم التقويم التربوي:

اختلف العديد من التربويين سواء على المستوى الوطني وكذا الدولي حول تعريف وتحديد مفهوم التقويم التربوي، وكذا وظائفه الأساس، ولسنا هنا للحديث عن هذه الاختلافات، والتباينات بقدر ما يهمنا  بحث مفهوم التقويم وأهم وظائفه ولهذا سنعتمد تعريفا مبسطا لعبد الكريم غريب يقول فيه:” التقييم هو مجموعة من الإجراءات والعمليات المستعملة لأدوات من طرف شخص تكلف بتعليم فئات معينة أو بشخص آخر أو للمتعلم ذاته، والتي تكون مبنية بكيفية تمكن المستهدف من أداء مهام أو الجواب عن أسئلة أو تنفيذ إنجازات يمكن فحصها من قياس درجة تنفيذها وإصدار الحكم عليها، وعلى منفذها واتخاذ قرار يخص العملية التعليمية ذاتها”
في مفهوم عام يقول الكاتب:” الفعل الذي نقوم به للحكم على حدث أو شخص أو موضوع، وذلك بالرجوع الى معيار معين أو عدة معايير” كما يعرفه العربي السليماني بكونه:” عملية قياس درجة الجودة  والنجاعة في المنظومة التربوية، وهو في علاقته بالمتعلم فحص درجة الملاءمة بين انتاج المتعلم والمعايير المحددة لأجل اتخاذ القرار. هو أيضا سيرورة تهدف إلى تقدير المردودية والتحصيل الدراسي وصعوبات التعلم بكيفية موضوعية من أجل اتخاذ القرارات المناسبة”. وهو بهذا المعنى فحص درجة الملائمة بين مجموعة من المعايير الملائمة للهدف المحدد، أي أن المدرس أو المقوم في أي عملية كانت لا بد وأن يقارن الأهداف المنشودة ودرجة التحقق منها لأجل اتخاذ قرار في هذا الصدد إما بتغيير الآليات أو طرائق الاشتغال التي ستمكنه من بلوغ الأهداف أو المواصلة بذات المنوال والطريقة في حال ثبوت نجاعتها، وللقيام بتقويم ما لابد لنا من اتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات التالية:
-تحديد موضوع التقويم وأهدافه.
-البحث عن الآداة اللازمة له وبنائها.
-استعمال الأداة وإجراء التقويم.
-تصحيح الإنجازات واستخراج المعطيات.
-معالجة المعلومات المحصل عليها واتخاذ القرارات التصحيحية.
تخضع عملية التقويم الى مجموعة من الضوابط التي من دونها لن يستقيم التقويم، ولن يكون له دور أو وظيفة يؤديها ومن أبرزها- الضوابط-:
-تحديد الغرض المراد من الدرس أو الحصة.
-تحديد الغرض المراد من المنهاج الدراسي والكفايات الأساس له.
-تحديد الغرض من الوحدة التعليمية.
وتتم مقاربة التقويم وفق ثلاث مقاربات أساسية يحددها السليماني في:
-مقاربة بالقياس: وتقيس المخرجات لمعرفة مدى تحقق الكفايات المستهدفة من الدرس أو الوحدة.
-مقاربة بالبحث: تقيس المدخلات والمخرجات لمعرفة الفارق من خلال مقارنة نتيجتين حول الموضوع نفسه.
المقاربة النسقية: وتهتم بالمدخلات والمخرجات وكذلك العمليات والسيرورات.
من خلال مقارنة هذه المقاربات يتضح لنا أن التقويم التربوي عرف تطورا في مراحله، وأدواره. فالتقويم الأول- بالقياس- كان يعتمد على بحث مخرجات العملية التعليمية فقط دون غيرها، وكان بالتالي اللّوم يقع كله على المتعلم ولا يتعداه، فكان التقويم يهتم بالنتائج دون غيرها ويسمى هذا النوع بالديسمولوجيا. أما بالنسبة للمقاربة الثانية فالأمر تعداها لدراسة المدخلات والمخرجات ومقارنتها وهذا ما يوافق الأهداف، أي أن التقويم كان ينصب بالأساس ويتمحور حول النتائج والأهداف دون غيرها، فكان اللّوم هذه المرّة مشتركا بين المتعلم من جهة والمدرس من جهة أخرى، ورغم هذا التّحول إلا أن الأمر ظل بحاجة الى مراجعة وتمحيص الشيء الذي أفرز المقاربة النسقية التي تعنى بالنسق التربوي  ككل، بمجموع المتدخلين فيه من مدرس إلى متعلم، وكذا تقويم المناهج والمقاربات والطرائق وغيرها من العوامل الفاعلة في العملية التعليمية التعلمية، وأزيلت بذلك القداسة عن المادة المعرفية وأضحت مؤثرا في العملية وجب تقويمه.


ميز المربون بين ثلاث أنواع من التقويم هي: 

أنواع التقويم التربوي:

ينقسم التقويم بحسب المربين إلى ثلاثة أنواع أساسية في بناء الكفايات وتحقيقها، وهي بحسب الخمار العلمي ثلاثة أيضا يحدها في الكتاب الذي بين أيدينا ” مستقبل التربية و الثقافة في المغرب: مدرسة الكفايات و كفايات المدرسة السياق والتحولات” في:
أولا: التقويم التشخيصي: وهو نشاط تقويمي يقوم به المدرس لتشخيص مستوى التحصيل القبلي عند المتعلمين في بداية السنة ، أو بداية حصة تعلمية ، أو بداية وحدة أو مجزوءة لمعرفة المكتسبات السابقة واتخاذ القرار الملائم على مستوى أنشطة التعلم وطرق التدريس . واستكشاف وتشخيص الصعوبات التي قد تواجه فئة من المتعلمين لتجاوزها ومن وظائفه التشخيص”. وهي بالتالي عن عملية أو سيرورة من العمليات المترابطة والمتناسقة التي ترتبط بوضعيات الانطلاق في بداية السنة، وكذا بداية الحصة أو الدرس. يمكننا هذا النوع من التقويم من الحصول على معلومات وبيانات مهمة تمكننا من اتخاذ قرارات حول التعلمات اللاحقة ونوع الأنشطة التي قد توظفها في بناء الدرس أو إرساء المورد وذلك من خلال تحديد مستوى المتعلمين كل واحد منهم على حدة، وتعرف مستوى جماعة القسم أيضا وهذا التقويم بطبيعة الحال إن تم توظيفه سيكون له إنعكاس إيجابي على العملية التعليمة التعلمية، بحيث يمكننا من تشخيص الصعوبات، وبالتالي تسهيل إيجاد مخرج لها وتصحيحها في بناء الدرس، وذلك من أجل تعرف مستوى تحصيل المتعلمين لتعلماتهم السابقة حتى يتمكن الأستاذ من تحديد المنطلقات الأساس في بناء المفاهيم. ومن خلالها أيضا يستطيع المدرس أن يكتشف مدى حافزية المتعلمين لهذا الدرس أو ذاك واستعدادهم للانخراط في بنائه، والمساهمة فيه. ويكون هذا التقويم في بداية السنة التكوينية، وكذا الحصة الدراسية أو بداية الدرس أو بداية الوحدة وذلك من خلال:
-اختبار سريع يكون عن طريق طرح أسئلة شفوية.
-حوار مفتوح بين المتعلمين والمدرس وفيما بينهم حول الدرس الذي سينجزونه.
-استعمال شبكات مقننة وروائز.
كل هذا من أجل التعرف على مدى قدرة التلاميذ على متابعة مستوى الوحدة الجديدة أو الدرس الجديد والتمكن من اكتساب الكفاية المستهدفة.
ويلعب التقويم التشخيصي دورا مهما في :
-تقييم الوضعية، لفرز المعيقات والموارد وتمثلات الأشخاص المعنيين.
-الصياغة والتنبؤ بمظاهر وسمات الوضعية التعليمية التعلمية، في شكل صعوبات محددة ورغبات وتوقعات.
و من خلال تحويل هذه الوضعيات والمظاهر والمعيقات وفهمها وتحديدها و الاطلاع عليها ووضعها موضع المشكلة التي تحتاج الى حل، وتساعد على رسم خطة لإيجاد هذه الحلول. كما يلعب دورا أساسيا في عملية إمكانات تعلم المتعلم وإيقاع تعلمه من حيث الوقوف على :
-نقص الموارد وضعف المؤهلات التي تحول دون أداء المهام المنوطة به.
-تحديد مستوى معارفه غير المكتملة حول أساسيات المحتوى التعليمي.
-ترشيد التعلم في ضوء الإمكانات المتاحة للمتعلم مع احترام إيقاعه في التعلم.
-فحص العادات السيئة التي يكون المتعلم قد اكتسبها سابقا وأصبحت تكوّن عائقا أمام بناء تصوراته وإدراكه الموضوعي للأشياء.
-فحص ضعفه على مستوى نقل المعارف وتعميمها واستغلالها في وضعيات جديدة.
-فحص صرامة مواجهته للمشكلات بسبب فشله السابق أو غياب الرغبة أو الحافزية أو الدافعية الضرورية في التعلم، والإقبال على التعلم.
ويميز الدكتور عبد الكريم غريب بين نوعين من التشخيص:
-تشخيص وضعي يسعى الى تحديد مواطن الضعف والقوة في معارف ومهارات وقدرات المتعلم.
-تشخيص الأسباب وهدفه تشخيص أسباب التعثر إعتمادا على نمطين متميزين من المتغيرات،
– عوامل ترجع الى المتعلم
– عوامل ترجع الى العملية الديداكتيكية نفسها مثل ملائمة الأهداف للتلاميذ ونجاعة الوسائل التعليمية.
 ومن هنا إذن يمكن اعتبار التقويم التشخيصي من الأدوات الأساسية داخل استراتيجية التعلم، لأنه يجعل المدرس يقوم بفحص وضعية  الإنطلاق وتعرف خصائص المتعلمين قبل انطلاق العملية التعلمية التعليمية. وكذا كشف خصوصياتهم الذهنية والنمائية والذكائية، وكذا التعرف على مكتسباتهم ومؤهلاتهم، قبل انطلاق عملية التدريس مما يسهل عملية سد الثغرات، وتجاوزها، وتغطية النقص الحاصل أي أنه- المدرس- يقوم بتكييف العملية التعلمية وفق خصوصيات المتعلم.
وبهذا يكون التقويم التشخيصي ذو أهمية بالغة في تقديم الدرس، وبناء المفهوم وبعد هذا الإجراء يخوض المدرس في العملية التعليمية التعلمية قصد إرساء الموارد الأساس وبلوغ الأهداف وتحقيق الكفايات الأساس، وخلال انجاز المشروع لابد من حين لآخر لمراقبته، والتأكد من سريان العمل على ما يرام. وهذا ما يجب أن يقوم به الأستاذ خلال حصته أو درسه، حيث يقوم المدرس أثناء الحصة بمجموعة من الإجراءات والتقويمات تمكنه من إكتشاف مواطن الصعوبات، والتي يصادفها المتعلم خلال تعلمه. 

ثانيا: التقويم المرحلي.

 والذي يمكن المدرس من متابعة سيرورة التعلم في شكلها التصاعدي التدريجي ويعد هذا النوع من التقويم جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمة التعلمية خاصة خلال إجراء الحصة أو الدرس، فهي تساعد المدرس على ضبط وتحديد مؤهلات المتعلم، ومدى قدرة مواصلته للدرس، والتحكم فيه، واستيعابه. كما يمكّن من إثارة انتباه المتعلم، وتصحيح أخطائه، ويزيل عنه الشك والغموض أحيانا. وبهذا يعمل التقويم التكويني على سدّ ثغرات التدريس ومواطن النقص الملاحظة عند المتعلم، ومن خلاله يتم التعرف على :
-درجة مواكبة الدرس من طرف المتعلمين.
-نوع الصعوبات التي تعترض المتعلم وتداركها.
-تقويم مجهودات المتعلم والتعرف على إهتماماته وميولاته.
-تنظيم عمل المتعلم وترشيده .
وهو بحسب الخمّار العلمي :” نشاط تقويمي مندمج في سيرورة التعلم، يقوم به المتعلم والمدرس في جميع مراحل وفقرات التعلم بغاية التأكد من تمكن المتعلمين من إرساء الموارد وادماجها. وتهدف إجراءاته توجيه المتعلمين ومعرفة مكامن القوة لديهم لتعزيزها وتقويتها ، ومواطن الضعف أو الصعوبة لمعالجتها ودعمها. وتشكل الأخطاء التي يرتكبها المتعلمون أثناء القيام بإنجاز أنشطة التعلم والادماج،  والتقويم مرحلة مهمة جدا لمعالجة الخطأ(الغلط) .. من خلال معرفة مصدره ومجاله ونوعه وطبيعته. ومن وظائف التقويم التكويني تعديل وتصحيح مسار التعلم ، وتضبيط وعلاج التعثر، ودعم وتقوية مصادر القوة وتتبع درجة نماء الكفاية.”

ثالثا: التقويم النهائي:

 ويكون  بعد نهاية الحصة أو الدرس أو الوحدة أو المجزوءة أو حتى في نهاية السنة الدراسية أو التكوينية، يقوم المدرس والمتعلمين بإنجاز التقويم الختامي أو ما يعرف بالتقويم الإجمالي النهائي أو الإشهادي، إذ يرفق بشهادة تقدم للمتعلم ويرمي الى الحكم على درجة تحقق الأهداف والكفايات التي كان المدرس والمتعلم والمنهاج الدراسي يتوخى بلوغها لدى المتعلم، وهذا التقويم يمكننا من تحديد مدى تحقق الأهداف والكفايات الأساسية المسطرة والمعبر عنها في كتاب التلميذ، وكذا دليل الأستاذ. وبموجب هذا التقويم يستطيع المتعلم الإنتقال من فصل دراسي أو مستوى دراسي الى مستوى أعلى منه أو الحكم عليه بعدم تحقيقه هذا الانتقال والاعتراف بكفاءته في مجال الكفاية المعنية، ويعرفه صديقنا الخمّار العلمي بكونه :” نشاط تقويمي تقوم به المؤسسة على الصعيد المحلي الجهوي الوطني في نهاية دورة أو سنة أو سلك لاختبار كفايات المتعلمين ( معارف- مهارات- قدرات- القدرة على تعبئة الموارد لحل مشكلات وضعيات مركبة ). ومن وظائفه توفير معلومات واتخاذ القرار مثل الانتقال من مستوى الى آخر، ومعرفة القيمة الاجتماعية للتقويم بالنسبة للمدرسة، الاسرة والمجتمع”. كما نجد لهذا التقويم أغراض هامة منها:
-تقدير التحصيل النهائي للمتعلمين.
-تزويد المقيم بالمعلومات التي تساعده على اتخاذ القرار والحكم على المتعلمين حكما موضوعيا.
-تقدير نجاعة المنهاج الدراسي.
-التزويد ببيانات تمكن من إعادة تخطيط المنهاج الدراسي.

أشكال التقويم:

 يميز عبد الكريم غريب بين أشكال وأصناف التقويم من حيث الكيفية، بحسب خصوصيات وغايات كل شكل من هذه الأشكال فنجده يميز بينها كالآتي:
1- التقويم الذاتي: أي أن المتعلم يقوّم نفسه بنفسه ويقوم بما يسمى النقد الذاتي بالوقوف على مكامن الضعف، ويحاول تجاوزها ويقف عند مواطن القوة ويدعمها. فإن كان صائبا واصل سيره وإن أحس بالخلل عدّله وصحّحه بنفسه وتجاوزه .
2- التقايم: وهو تقويم يقوم على تبادل الآراء بين طرفين أو متعلمين أي أن المتعلم (أ) يقوم المتعلم (ب) والمتعلم (ب) يقوم بدوره المتعلم (أ)ويوجهه ويصحح أخطائه ويرشده أو يساعده إلى تجاوز تعثراته، وهذا ما يمكن اعتماده في تصحيح الأخطاء بشكل جماعي أثناء القراءة مثلا.
3-التقويم العادي: السائد الذي نجده في جل مدارسنا ومؤسساتنا التربوية حيث يقوم المدرس أعمال المتعلمين بشكل موضوعي باعتماد معيار أو معايير معينة تمكنه من اصدار الأحكام فيما تحقق من أهداف تربوية منشودة.


-معايير التقويم وأساليبه: 

-أساليب التقويم:

كيف نقوّم المتعلمين ونقف على تعثراتهم ونصدر فيهم وفي أعمالهم أحكاما؟ هذا السؤال يظل شائكا إذ مهما حاولنا الإجابة عليه إلا ونغفل أو نتناسى شرطا أو معيارا من المعايير التي تحدد وتنظم مصداقية الحكم الذي تم إصداره ولأجل تجاوز هذا الإشكال حاولنا رصد مجموعة من الأساليب والطرائق الممعيرة التي يمكن إتباعها من تحقيق التقويم المنشود الهادف، وهي متعددة وكثيرة يصعب حدها أو حصرها، نقدم منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
-إختبار القدرة: والهدف منه قياس مدى تحقق القدرة على القراءة أو الكتابة أو القدرة على الحفظ وغيرها من القدرات الضرورية التي بدونها لن تستقيم العملية التعليمية التعلمية. والقدرة هنا تحيل على عملية الإنجاز الحقيقي والواقعي.
– إختبار الحد الأدنى من الكفايات.
– إختبار الأداءالإنجاز .
-إختبار الإهتمامات: وتكون على شكل استبيانات تقوم بقياس مدى اهتمام وميول المتعلم لهذه الحصة أو المادة من عدمه.
وتعمد كل هذه الأساليب والطرائق إلى طرح مجموعة من الأسئلة من بينها:
-سؤال متعدد الإختيارات.
– سؤال الصواب والخطأ.
– سؤال مفتوح.
سؤال مغلق ويتطلب جوابا واحدا.
يمكن إنجاز التقويم باعتماد ما يسمى شبكات التقويم التي تمكننا من تجميع المعطيات والنتائج بسهولة وبساطة ومنها ما يتعلق بالمتعلم وما يخص المدرس وكذا التفاعلات والعلاقات القائمة فيما بينهم سنحاول أن نبسطها ما أمكننا ذلك في أشكالها المختلفة:
1- شبكة الملاحظة: وتقوم على ملاحظة ورصد الأفعال والسلوكيات في وضعية تعليمية تعلمية.
2- شبكة تقويم السلطوية: وتخص شخصية المدرس وكيفية تدبيره للقسم بين الديموقراطي والفوضوي والديكتاتوري الذي يفرض نفسه وأسلوبه وتدخل تحتها شبكة التقويم الذاتي للمدرس. 

–معايير التقويم:

لابد للتقويم حتى يكتسي طابع الموضوعية والمصداقية أن يخضع لضوابط ومعايير أهمها:
1- معيار الملاءمة:
 يقصد به ملاءمة عمل المدرس  أو انتاج المتعلم للوضعية المعطاة والتعلمات بصفة عامة، ويقتضي هذا المعيار الإجابة عن سؤالين هما:
1-1 هل فعل المتعلم ما كان يجب عليه أن يفعل ؟
1-2 هل هو خارج الموضوع أو داخله؟
2- معيار الصحة: يقصد به الإستعمال الصحيح لمفاهيم وأدوات ومصطلحات المادة. ويقتضي هذا المعيار الإجابة عن سؤال: هل المتعلم فعل بطريقة صحيحة ما فعل رغم كونه خارج الموضوع؟ وهذا المعيار يتداخل أحيانا في الأدبيات التربوية مع معيار الدقة، وهذا الأخير يعتمد في المقاربة بالأهداف أي تقييم الموارد والمضامين المحصلة.
معيار التماسك أو الاتساق: يقصد به استعمال طريقة الاستدلال المنطقي وتوخي الوضوح والتمفصل والتنظيم ووحدة الاتجاه وعدم وجود تناقضات داخلية.
3-معيار التمام: يقصد به مدى كمال الأجوبة.
4-معيار اللغة:
وغيرها من المعايير التي لا يسعنا الوقت لذكرها والتفصيل فيها.

وظائف التقويم:

يلعب التقويم التربوي جملة من الوظائف الهامة والأساسية في بناء العملية التعلمية، فما هي أبرز هذه الوظائف؟
للتقويم عدة وظائف نذكر منها:
1- وظيفة توجيهية: ويتعلق الأمر بالتقويم التشخيصي الذي يسبق العملية التعليمية التعلمية ويمهد من خلاله الأستاذ لدرسه إذ يشهد تقويم الموارد والكفايات التي يفترض في المتعلم أنه قد حصّلها واكتسبها في السنوات السابقة من عمره وكذا باعتماد التعرف على التمثلات المعارف السابقة، ويهدف هذا التقويم الى تشخيص الصعوبات ومعالجتها بكيفية تحول دون بناء الكفايات الجديدة فوق رمال متحركة.
2- وظيفة تعديلية: ويتعلق الأمر هنا بالتقويم المرحلي الذي يتخلل العملية التعليمية التعلمية ويهدف الى تحسين التعلمات وفي هذه المرحلة على الأستاذ أن يكون حذرا في تقويمه فلا يقتصر على فرد أو أكثر، بل أن تكون العملية عامة تشمل جميع المتعلمين وقياس مدى انتباههم للدرس ومسايرتهم له، حتى لا نهمل متعلما أو متعلمة ونحترم بذلك الفوارق الفردية الموجودة بين المتعلمين.
3-وظيفة إشهادية: وهي الحالة التي يقوم فيها المتعلم بهدف معرفة مدى اكتسابه للكفايات الأساس للإنتقال الى السنة الموالية.

-التقويم التربوي أداة لتطوير مهنة التدريس:

كما سبق أن قلنا فالتقويم التربوي أصبح يلعب دورا أساس في تطوير العملية وتحسين جودتها، ولا سيما تطوير مهنة التدريس. إذ أضحى له ارتباط وثيق بالمدرس كما الطرائق التعليمية المعتمدة وذلك واضح من خلال تطوير :
1- مهارات التخطيط للأنشطة التعليمية التعلمية: وذلك عن طريق تقويم مدى وضوح أهداف التعلم، فالتقويم يقدم معطيات حقيقية تساعد المدرس في فهم مدى وضوح الأهداف التعليمية التي سبق تحديدها في بداية الأنشطة الصفية ومدى استجابتها للحاجيات الحقيقية للمتعلمين.
وكذا تمكن المدرس من إعادة النظر في مدى ملاءمة الدعامات الديداكتيكية والوسائل التعليمية المتاحة فالتقويم التربوي يمكن في هذا الصدد المدرس من كشف مواطن الضعف والصعوبات التي قد تتخلل عملية التفاعل بين المتعلمين والوسائط  الديداكتيكية المختلفة مما يدفعه الى بحث أدوات ووسائل تعليمية جديدة ومتنوعة تغني خبرات المتعلمين وترفع درجة التحصيل لديهم.
2-مهارة التنفيذ: ويمكّن التقويم في هذا الباب المدرس من قياس مدى فعاّلية الأسلوب التدريسي الذي نهجه، فعلى ضوء هذا التقويم يستطيع المدرس تقويم الطرائق البيداغوجية المعتمدة داخل الفصل وتغييرها إن تطلب الأمر ذلك.

-سلبيات التقويم التربوي وإيجابياته:

–إيجابيات التقويم: 

للتقويم إيجابيات كثيرة نذكر منها:
-مراعاة الفروق الفردية واحترام مبدأ الإنصاف “إعطاء كل ذي حق حقه”
– تحديد درجة النجاح في صفوف المتعلمين.
– يجنب المدرس الوقوع في الارتجال إذ يمكنه التقويم التشخيصي من الوقوف على أرضية صلبة لبناء الدرس.
– تقوية روح المنافسة بين المتعلمين في جو من الصراع العقلاني بعيدا عن العنف.
-تحفيز المتعلمين على البحث والمثابرة والاجتهاد.
ولابد للتقويم من سلبياته فما هي إذن؟

–سلبيات التقويم:

-يقتصر على التمييز بين الافراد ولا يتجاوز ذلك إلى معرفة ما تحقق من أهداف العملية التعليمية التعلمية.
-الاقتصار على اتخاذ جماعة القسم كمحك لتفسير النقط ما يحول دون تقويم التعلمات والأهداف والطرائق الديداكتيكية. 
– الأثار السيكولوجية على المتعلم المتعثر.
– التعثرات المدرسية وبالتالي تنامي ظاهرة الهدر المدرسي.
-خلق جو من الصراع والمنافسة داخل الفصل.
هذه كلها وغيرها من السلبيات التي للتقويم على منظومتنا التربوية.
وبعد القيام بكل أنواع التقويم هذه لن تستقيم العملية التربوية إلا إذا وضعنا خطة متكاملة وشاملة لدعم التعثرات والوقوف عندها والحد منها لما لها من تداعيات خطيرة على تعليمنا. ومن ثمة على مستقبل بلادنا وهذا ما يتطلب دعما، ودعما خاصا بالفئات المتعثرة لتخليق دور هذا الفضاء وجعله فضاء منتج فكيف نقوم هذا الاعوجاج؟ وما هي أساليب الدعم الممكنة؟
المراجع: 
الخمّار العلمي، مرجع سابق.
عبد الكريم غريب، مرجع سابق.

إغلاق