إرنست كاسيرر: الإنسان كائن رامز

محاور الموضوع:

أولا: تعريف إرنست كاسيرر

ثانيا: التأطير النظري للنص

ثانيا : نص الإنسان كائن رامز لإرنست كاسيرر

تعريف إرنست كاسيرر

إرنست كاسيرر فيلسوف ألماني عاش بين سنتي 1874 و1945 اهتم بالبحث في مشكلات الفن والتاريخ. من مؤلفاته إرنست كاسيرر نذكر:

 

التأطير النظري للنص:

يعود النص للفيلسوف الألماني إرنست كاسيرر، ومن ثمة فهو نص فلسفي. أما بخوص موضوعه، فهو يعالج مسألة الرمز، باعتباره ميزة إنسانية، ومن خلال يصبح الإنسان كائن رامزا، ومن خلاله أيضا يخلق الإنسان عالما رمزيا لا ماديا، ومن أجزاء هذا العالم الرمزي يذكر كاسيرر: اللغة، الأسطورة، الفن.

 

نص إرنست كاسيرر: الإنسان كائن رامز

من الواضح أن الإنسان لا يشذ عن القواعد البيولوجية التي تحكم حياة كل الكائنات العضوية الأخرى؛ إلا أننا، في العالم الإنساني نجد تمييزا جديدا يبدو أنه علامة تفرق الحياة الإنساية عما عداها. فالدائرة الوظيفية لدى الإنسان لم تكبر كمًا فحسب، وإنما تعرضت أيضا لتغير نوعي، فقد استكشف الإنسان منهجا جديداً يمكنه من أن يكيف نفسه حسب مقتضيات بيئته. وبين الجهاز المستقبل والجهاز المؤثر –وهما اللذان يوجدان في كل الأنواع الحيوانية- نجد لدى الإنسان حلقة ثالثة هي التي يمكن أن نسميها “الجهاز الرمزي”، وهذه الأداة الجديدة التي  يملكها الإنسان وحده تحول الحياة الإنسانية كلها. فإذا قارنت الإنسان بالحيوانات الأخرى وجدته لا يعيش فحسب في عالم مادي أوسع وإنما يعيش أيضا، إن صح القول، في بعد “جديد” من أبعاد هذا العالم المادي. وهناك اختلاف لا يخطئه المتأمل بين ردود الفعل العضوية والأرجاع الإنسانية، ففي رد الفعل يجيء الجواب على المحرك الخارجي مباشر سريعا، أما في حال الرَّجْعِ، فإن الجواب يتأخر لأن عملية فكرية بطيئة معقدة تؤخره…
ومادام الإنسان قد خرج من العالم المادي فإنه يعيش في عالم رمزي. وما اللغة والأسطورة  والفن إلا أجزاء من هذا العالم، فهذه هي الخيوط المتنوعة التي تحاك منها الشبكة الرمزية أعني النسيج المعقد للتجارب الإنسانية. وكل التقدم الإنساني في الفكر والتجربة يرهف من هذه الشبكة ويقويها…
إذن ، فلِنَحَدّ الإنسان بأنه حيوان ذو رموز بدلا من أن نَحُدّه بالعقل والنطق. فإذا فعلنا ذلك ميزنا اختلافه الخاص عما سواه . 
 
إرنست كاسيرر، مدخل إلى فلسفة الحضارة الإنسانية، أو مقال في الإنسان. ترجمة إحسان عباس، دار الأندلس ، بيروت 1961 ص : 66-69.

 

إغلاق