أدوات الاستفهام الواردة في السؤال الفلسفي

الأستاذ: علي سكاك

أدوات الاستفهام  الواردة في السؤال الفلسفي(1):

أداة الاستفهام  “هل” اداة مختصة بطلب التصديق ، فيراد بها معرفة وقوع أو عدم وقوع النسبة بين شيئين
مثــــــال (1) هل يمكن تأسيس الحق على القوة؟(2) هل أعتبر  مسؤولا عما لا أعيه؟
هل يتبنى السائل اطروحة؟ لا يتبنى طارح هذا السؤال أي من القضية المستفهم عنها، بل هو يزل نفسه منزلة من لا يعلم مستفسرا في (1) عما إذا كان ممكنا تأسيس الحق على القوة وفي(2) عما إذا كنت مسؤولا عما يصدر عن لا وعيي
    جوهر المطلوب بتبسيط شديد نفحص في العرض الإجابات المحتملة على السؤال، وغالبا ما تتحدد في جوابين:

نعم، أنا مسؤول عما لا أعيه، لأن……

لا، لست مسؤولا عما لا أعيه لأن…

كيفية إنجاز المطلوب خلال العرض( التحليل والمناقشة) تحليل كل جواب، بمعنى تفسيره، تقديم الحجج والإستشهادات  والأمثلة الداعمة له، وغالبا ما تكون  مساءلة الجواب الأول، نقطة انتقال للجوال التاني، مع إمكانية تجاوزهما في موقف ثالث  جديد أو توافقي.

 

أداة الاستفهام “لماذا – لما” أداة يراد بها طلب العلة والمبرر والمبدأ والسبب  والجدوى. قد تكون العلة فاعلة أي السبب الذي أنتج الشيء، أو علة غائية أي الغاية التي من أجلها كان الشيء.
 مثـــال (1)لماذا يعتبر العقل مضاض للأهواء(2) لِمَ الدولة
هل يتبنى السائل اطروحة؟ بخلاف السؤال المبتدئ بــ “هل” فإن طارح سؤال “لماذا”، يتبنى أطروحة ضمنية  ويسألنا عن مبرر تبنيها: ففي المثال رقم (1) يفترض طارح السؤال أن العقل مضاد للأهواء، ويسأل عن علة التضاد ؛وفي رقم(2) يقر بأن الدولة قائمة ولكنه يسأل عن سبب وجودها وغياتها وأيضا هل وجودها ضروري أم يمكن الاستغناء عنها؟
جوهر المطلوب أقدم مختلف المبررات والأسباب التي تبرر علة أو غاية أو ضرورة الشيء المستفهم عنه..
كيفية إنجاز المطلوب خلال العرض( التحليل والمناقشة) يجب أولا تحليل كل مبرر، بمعنى تفسيره، تم تقديم الحجج والأمثلة الداعمة له، تم مناقشة وجاهة(قيمة) كل مبرر أو علة، ويستحسن غالبا أن استغل نقدي لتبرير أو تفسير ما للإنتقال إلى المبرر أو التفسير التالي.

وعليا تانيا أن نسائل الفرضية الضمنية للسؤال أو النتائج المترتبة عن التسليم بها، كأن أناقش ما إن كان العقل فهلا مضادا للأهواء، أو ما إذا كان وجود الدولة أمرا ضروريا لا مفر منه أم يمكن الاستغناء عنها بأشكال تنظيمية أخرى كما يقترح الفوضويون…

أداة الاستفهام “من- ما – ماذا” “من” يراد بها السؤال عن العاقل “وما” غير العاقل، ويطلب بهما التصور والتعريف والخصائص وماهية الشيء وحقيقته
 مثــال (1) من يتكلم عندما أقول أنا؟ (2)ما دولة الحق؟
هل يتبنى السائل اطروحة؟ هذا السؤال مثله مثل “هل”  بمعنى أن صاحبه لا يتبنى أي أطروحة. إنه فقط يفترض وجود شيئ ما ويسألنا عن تعريفه أو ماهيته  أو طبيعته أو خصائصه
جوهر المطلوب أفحص مختلف الأجوبة التي  تحدد تعريف الشيء وماهيته أو خصائصه مثلا في السؤال(1) أحفر عميقا في مفهوم ” الأنا”  وأجد أن المتكلم قد يكون  هو: الذات المفكرة/ اللاوعي../ الثقافة والمجتمع

 

كيفية إنجاز المطلوب خلال العرض( التحليل والمناقشة) ينبغي عرض التعريفات الممكنة وتحليلها، تقديم  الحجج والإستشهادات والأمثلة الداعمة لها، وغالبا ما يكون مسألة تعريف أول تم الإنتقال الى تعريف ثاني وهكذا دواليك.
أداة الاستفهام ” أي” أداة استفهام تطلب الاختيار بين إمكانيتين أو أكثر . أو تميز أحد المتشاركين في أمر  أو صفة أو  حال يعمهما. قال تعالى” أي الفريقين خيرا مقاما”؟  وتتشابه معاها كل أدوات الإستفهام الأخرى  إذا تضمنت الجملة حرف ” أم” 
 مثـال أيهما يحكم الأخر النظرية أم التجربة؟
هل يتبنى السائل اطروحة؟ لا يتبنى طارح هذا السؤال أي أطروحة، لكنه يطلب منا الاختيار بين احتمالين. وهما في مثالنا: النظرية تحكم التجربة/ التجربة تحكم النظرية
جوهر المطلوب نفحص كلا الاحتمالين واحد بعد الأخر لكي نخلص إلى أكثرهما إقناعا ووجاهة
كيفية إنجاز المطلوب خلال العرض( التحليل والمناقشة) نحلل كل احتمال، بمعنى تفسيره، تقديم الحجج والاستشهادات والأمثلة الداعمة له، ويستحسن غالبا أن أستغل نقد الاحتمال أو الاختيار  الأول للانتقال إلى الاحتمال أو الاختيار الثاني.

 

 

 

أداة الاستفهام “بأي معنى” أداة الإستفهام هي “أي” وقد أضيفت الباء تم كلمة “معنى ” وهي أداة لطلب التصور  وحسب السياق، قد تأتي بمعنى ” لماذا” “أو متى” “أو كيف”
 مثال بأي معنى يمكن القول أن الحقيقة مبناة وليست معطـــــــاة؟
هل يتبنى السائل اطروحة؟ يتبنى السائل هما أطروحة ضمنية هي القضية المستفهم عنها أي أن الحقيقة مبناة ، والتي نحصل عليها بحذف اداة استفهام ولواحقها (بأي معنى)
جوهر المطلوب علينا أن نتصور كما أن هذا السؤال يقول: ضمن أي شروط لماذا نعتبر الحقيقة مبناة وليست معطاة ؟أو أشرح كون الحقيقة مبناة..
كيفية إنجاز المطلوب خلال العرض( التحليل والمناقشة)  نشرح ونحلل في العرض القضية/ الأطروحة المستفهم عنها وهي “أن الحقيقة مبناة وليست معطاة”  وقد نضيف فيها فقرة نسائل فيها هذه القضية، أي نحدد الحالات التي يكون فيها لهذه العبارة معنى، بحيث يكون نقيضها (أي الموقف المعارض  الحقيقة معطاة وليست مبناة) أقرب الى المعقولية والمعنى.

 

أداة الاستفهام ” إلى أي حد” صيغة مركبة حول أداة الإستفهام” أي” وبؤرتها هو مفهوم (الحد). الذي يعني في نفس الوقت المدى والامتداد كما يعني المجال الذي يحيط ويحصر شيئا ما.( ربما كانت هذه الأداة الأقرب إلى ” بأي معنى”
 مثـــــــــــال إلى أي حد يعتبر وجود الدولة ضمانا للحرية؟
هل يتبنى السائل اطروحة؟  لا يتبنى السائل أي أطروحة، ذلك أنه اكتفى بالسؤال عن الحد أو المدى الدي تصح عنده فكرة ما .(كون وجود الدولة ضمان للحرية)
جوهر المطلوب علينا أن نتصور كما لو أن هذا السؤال يقول :” ما مدى صحة القول أو ضمن أية شروط يمكن أن نعتبر..؟ ضمن أية حدود وشروط  يصح أولا يصح القول بأن..؟
كيفية إنجاز المطلوب خلال العرض( التحليل والمناقشة) نشرح ونحلل مثلا القضية المستفهم عن صحتها وهي أن ” وجود الدولة ضمان للحرية”  ونبين الحدود والشروط التي إن تجاوزنها صار نقيضها صحيحا اي الموقف القائل بأن وجود الدولة يمثل تهديدا للحرية

1-شفيق أكريكر- محمد بوتنبات- محمد الخلوفي، منهجية الإنشاء الفلسقي ( النص- القولة- السؤال المفتوح)، أفريقيا الشرق 2014، ص180-181-182 بتصــــــــــــــــــــــــــــرف.

 

إغلاق