نص قواعد المنهج – رونيه ديكارت
محاور الموضوع
- أولا: تعريف رونيه ديكارت
- ثانيا نص قواعد المنهج
نص قواعد المنهج للفيلسوف رونيه ديكارت
أولا: تعريف رونيه ديكارت
تعريف الفيلسوف: رونيه ديكارت (1596-1650م) فيلسوف فرنسي، من فلاسفة القرن 17م، لقب بأب الفلسفة الحديثة. وهو فيلسوف من فلاسفة ينتمي المذهب العقلاني، الذي يرى أن العقل نور فطري وأنه مصدر المعرفة. وقد عرف ديكارت بالكوجيطو: “أنا اشك إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود”. من مؤلفاته “مقال في المنهج” و”تأملات ميتافيزيقية”.
ثانيا: نص قواعد المنهج
مثل رجل يسير وحده في الظلمات، عزمت أن أسير ببطء شديد وأن أتخذ كثيرا من الحيطة في جميع الأمور. ولأني كنت لم أتقدم إلا قليل جدا، فقد صنت نفسي على الأقل من السقوط. حتى أنني لم أشأ البتة أن أبدا بنبذ أي رأي من الآراء التي انتقلت في وقت ما إلى نفسي بغير طريق العقل. إلا إذا أنفقت وقتا كافيا من إعداد خطة العمل الذي توليته في البحث عن الطريقة الصحيحة الموصلة إلى جميع الأشياء التي يقدر عليها عقلي.
لقد درست قليلا وأنا في حداثة سني، من بين أقسام الفلسفة المنطق، ومن بين أقسام الرياضيات التحليل الهندسي والجبر، وهي ثلاثة فنون أو علوم خيل لي أنها ستمدني بشيء من العون للوصول إلى مطلبي، ولكنني عندما اختبرتها تبين لي فيما يتعلق بالمنطق أن أَقيِسَتَهُ وأكثر تعاليمه الأخرى لا تنفعنا في تعلم الأمور بقدر ما تعيننا على أن نشرح لغيرنا من الناس ما نعرفه منها، أو هي كصناعة “لول” تعيننا على الكلام دون تفكير، عن الأشياء التي نجهلها ومع أن هذا العلم يشتمل في الحقيقة على كثير من القواعد الصحيحة والمفيدة، فإن فيه أيضا قواعد أخرى كثيرة ضارة وزائدة. ثم انه فيما يختص بتحليل القدماء، وبعلم الجبر عند المحدثين ففضلا عن أنهما لا يشتملان إلا على أمور مجردة جدا، وليس لهما كما يبدو أي استعمال، فإن الأول مقصور دائما على ملاحظة الأشكال، لا يستطيع أن يمرن الذهن دون أن يتعب الخيال. أما الثاني فإنه مقيد بقواعد وأرقام جعلت منه فنا مبهما وغامضا يشوش العقل، بدلا من أن يكون علما يتقنه. هذا ما حملني على التفكير في وجوب البحث عن طريقة أخرى تجمع بين مزايا هذه العلوم الثلاث، وتكون خالية من عيوبها. فرأيت أنه، بدلا من هذا العدد الكبير من القواعد التي يتألف منها المنطق، يمكنني أن أكتفي بالقواعد الأربع الآتية شريطة أن أعزم عزما صادقا وثابتا على ألا أخل مرة واحدة بمراعاتها:
الأولى: أن لا أتلقى شيئا على الإطلاق على أنه حق، ما لم أتبين بالبداهة أنه كذلك، أي أن أُعنَى بتجنب التعجل والتشبث بالأحكام السابقة، وأن لا أدخل في أحكامي إلا ما يتمثل لعقلي في وضوح وتميز لا يكون لدي معهما أي مجال لوضعه مجال الشك.
والثانية: أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي أبحثها إلى عدد من الأجزاء الممكنة واللازمة لحلها على أحسن وجه.
والثالثة: أن أرتب أفكاري فأبدأ بأبسط الأمور وأيسرها معرفة وأتدرج في الصعود شيئا فشيئا حتى أصل إلى معرفة أكثر الأمور تركيبا، بل أن أفرض ترتيبا بين الأمور التي لا يسبق بعضها بعضا بالطبع.
والأخيرة: أن أقوم في جميع الأحوال بإحصاءات كاملة ومراجعات عامة تجعلني على ثقة من أنني لم أغفل شيئا.
مرجع النص
رونيه ديكارت، مقالة في الطريقة،
ترجمة جميل صليبا،اللجنة اللبنانية لترجمة الروائع،
بيروت 1970، صفحات 98-104