نص جان بول سارتر الإنسان صانع التاريخ
محاور الموضوع:
- أولا: تعريف جان بول سارتر
- ثانيا: نص الإنسان صانع التاريخ
تعريف جان بول سارتر
جان بول سارتر فيلسوف وروائي وناقد وكاتب مسرحي وناشط سياسي وحقوقي فرنسي، عاش بين سنتي 1905 و 1980، وهو واحد من رواد الوجودية في الفلسفة، ومن بين المدافعين عن أطروحة الحرية الإنسانية، من مؤلفاته: الوجود والزمن، الوجودية نزعة إنسانية.
نص جان بول سارتر “الإنسان صانع التاريخ”
ينبغي علينا ، إذا أردنا أن نمنح للفكر الماركسي كل ملامحه المعقدة، أن نقول بأن الإنسان يكون، أثناء استغلاله، نتاج نتاجه الخاص، كما يكون في ذات الوقت، فاعلاً تاريخيا لا يمكن بأي وجه من الوجوه، أن يُعتبر مجرد نتاج. إن هذا التناقض ليس تناقضًا جامدًا، فعلينا أن نفهمه ضمن حركة الممارسة الإنسانية ذاتها (البراكسيس)؛ وبذلك يلقي الضوء على عبارة إنجلس التي تقول: إن البشر يصنعون تاريخهم على أساس الشروط الواقعية والمادية السابقة… إن البشر هم الذين يصنعون تاريخهم وليس الشروط السابقة، وإلا لأصبحوا مجرد وساطات حاملة لقوى لا إنسانية تنظم المجتمع وتحدده عبرهم. بالطبع إن لتلك الشروط وجودًا قائما، وهي، وحدها، التي يمكن أن تمنح للتحولات الوشيكة وجهة وحقيقة ماديّة، إلا أن حركية الممارسة الإنسانية تتجاوزها وتتخطاها عن طريق تسخيرها…
لكن، حين يفلت التاريخ من قبضتي، فليس سبب ذلك أنني لم أصنعه، وإنما السبب أن الآخر قد صنعه بدوره… وهكذا فالإنسان يصنع التاريخ؛ وهذا يعني أنه يتموضع ويتغرب فيه . . . إن الماركسية، في القرن العشرين، هي محاولة هائلة، ليس فحسب، من أجل صنع التاريخ ، ولكن، أيضا، من أجل تملكه عمليا ونظريّا، وذلك عن طريق توحيد الحركة العمالية، وتنوير عمل البروليتاريا، من خلال معرفة سيرورة الرأسمالية والواقع الموضوعي للعمال.. و حين تعي البروليتاريا فإنها تصبح ذاتا فاعلة في التاريخ، أي تجد ان من اللازم عليها أن تتعرف إلى وجودها عبر التاريخ »