نشأة مصطلح الثقافة – بيلز و هويجر
محاور الموضوع
أولا: تعريف كل من بيلز وهويجر
ثانيا نص مفهوم الثقافة لـ بيلز وهويجر
تعريف بيلز وهويجر
- رالف بيلز هو عالم إنسان أمريكي، ولد في 19 يوليو 1901، وتوفي في 24 فبراير 1985
- هاري هويجر أنتربولوجي أمريكي عاش بين سنتي 1904 و1976
نص مفهوم الثقافة لـ بيلز وهويجر
نشأ مصطلح الثقافة عن الحاجة إلى وجود مصطلح ملائم لوصف الجوانب المشتركة لبعض أنواع السلوك التي بلغت مراتب عليا من التطور عند الانسان، وان تكن موجودة بدرجة أو بأخرى عند بعض الأنواع الأخرى. فعلى حين تتميز غالبية الحيوانات –بما فيها القردة العليا- بأن النوع الواحد منها يتبع أساسا نفس أنماط السلوك ، فان الانسان يختلف عن ذلك، بل نجد على العكس من ذلك أن نوع “الانسان العاقل” يتميز بتنوع ملحوظ فعلا في أنماط السلوك على الرغم من أن أفراده يتشابهون فزيولوجيا إلى حد بعيد، ويتمتعون بأبنية جسمية متشابهة في جوهرها و بنفس الميكنزمات النفسية…
ولعلنا نستطيع أن ندلل على تنوع السلوك الإنساني في كل نشاط تقريبا من ألوان النشاط التي يؤديها الانسان. فعادات الطعام -على سبيل المثال- تتباين بشكل لا نهائي، فنجد جماعات “الأسكيمو” التي تعيش في القارة القطبية تكاد تقتصر في غذائها على اللحوم والأسماك وحدها، على خلاف كثير من الشعوب الهندية الميكسيكية، التي يقوم غذاؤها في معظمه على الحبوب والخضروات. وكذلك نجد الحليب ومشتقاته تعتبر غذاء فاخرا عند شعب “الباجندا” في شرق افريقيا، في الوقت الذي تضعها فيه شعوب غرب افريقيا في مرتبة أدنى من ذلك بكثير…
إن قائمة الفروق في السلوك الإنساني قائمة طويلة… فماهي الأسباب التي ترجع اليها تلك الفروق إذن؟ ولماذا يتباين الناس بهذا الشكل في سلوكهم ، رغم انتمائهم جميعا إلى نوع واحد؟ لعلنا نستطيع أن نجد اجابة جزئية على هذه الأسئلة، في الحقيقة التي مؤداها أن الإنسان يتعلم قدرا من سلوكه يفوق بكثير القدر الذي يتعلمه أي حيوان أخر. فالإنسان عند مولده ما يزال بعد – على خلاف أغلب الثدييات الأخرى- في مرحلة جنينية.
ويعني هذا أن بعض مظاهر النمو المورفولوجي والفزيولوجي التي تحدث عند الحيوانات الأخرى قبل الميلاد تحدث عند الانسان، أو تظل مستمرة، خلال الشهور الأولى بعد ولادته. فالرضيع العاجز يأتي إلى هذه الدنيا غير مزود بأي أساليب موروثة للسلوك تتميز بأنها متطورة فعلا. ولكنه يستطيع أن يطور لنفسه خلال فترة ما بعد الولادة، قدرة فائقة على مرونة الاستجابة للظروف المحيطة به ويتحتم عليه أن يتعلم الى حد كبير كيف يأكل، وكيف يتكلم، ويمشي.
ويتم جانب من هذا التعلم من خلال الخبرة الشخصية أو الخاصة، ولكن الجانب الأكبر من هذا التعلم يتم عن طريق تقليد الأخرين الموجودين في بيئته، أو من خلال عمليات التلقين… فمفهوم الثقافة، يدل إذن، على أساليب السلوك التي تتصف بأنها تكتسب عن طريق التعلم..
ر. بيلز و ه. هويجز، مقدمة في الأنثروبولوجيا العامة، ترجمة محمود الجوهري ومحمد الحسيني، – نهضة مصر للطباعة والنشر. القاهرة، الطبعة الثانية، 1990. صفحات 135-137.