موضوع حول البيداغوجيا الفارقية
في هذا الموضوع نقدم عرضا لإحدى أنواع البيداغوجيات وهي البيداغوجيا الفارقية، وهو عرض مقتبس من الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي الصادر سنة 2009. وفيه تم التطرق إلى مجموعة من المحاور كتعريف البيداغوجيا الفارقية، وأنواع الفوارق بين المتعلمين، ومميزات البيداغوجيا الفارقية وأهدافها وأشكال تفعيلها…
موضوع حول البيداغوجيا الفارقية
- البيداغوجيا الفارقية
- أنواع الفوارق بين المتعلمين
- مميزات البيداغوجيا الفارقية
- أهداف البيداغوجيا الفارقية
- أشكال عمل ممكنة لتفعيل البيداغوجيا الفارقية :
البيداغوجيا الفارقية :
إن البيداغوجيا الفارقية هي بيداغوجيا السيرورات، أي إنها تستخدم إطارا مرنا تكون التعلمات ضمنه واضحة ومتنوعة بما فيه الكفاية حتى يتمكن المتعلمات والمتعلمون من التعلم وفق مساراتهم الخاصة المرتبطة بامتلاك المعارف والمهارات؛ ووفق إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين المتعلمات والمتعلمين.
فهي تقوم على التباينات بين المتعلمات والمتعلمين من حيث :
أنواع الفوارق بين المتعلمين حسب البيداغوجيا الفارقية
الفوارق الذهنية :
أي المتصلة بدرجة اكتساب المعارف المفروضة من قبل المؤسسة وفي ثراء سيروراتهم الذهنية التي تتناسق ضمنها تمثلات مراحل النمو الإجرائية؛ صور ذهنية؛ طريقة التفكير واستراتيجيات التعلم؛
الفوارق السوسيو- ثقافية :
وتتمثل في القيم؛ المعتقدات؛ ثقافة الأسرء اللغة؛ الرموزء التنشئة الاجتماعية؛ المكانة الاجتماعية؛ الثقافة… إلخ؛
الفوارق السيكولوجية :
إن لمعيش المتعلمات والمتعلمين الأثر الكبير في شخصيتهم وحافزيتهم وإرادتهم واهتمامهم
وإبداعهم وفضولهم وطاقتهم ورغبتهم وتوازنهم وإيقاعاتهم…
وتتسم البيداغوجيا الفارقية بكونها :
تفريدية تعترف بالمتعلم(ة) كفرد له تمثلاته الخاصة؛ وله تعامل خاص مع وضعية التعلم ؛
متنوعة ومتعددة لأنها تقترح مجموعة من المسارات التعليمية تراعى فيها قدرات المتعلم(ة)؛ وهي بذلك تتعارض مع التصور الذي يرى أن الجميع ينبغي أن يعمل بنفس الإيقاع؛ في نفس المدة الزمنية؛ وبنفس المسارات. فهي تقترح إجراءات متنوعة؛ ووضعيات تعليمية-تعلمية في إطار مسارات بيداغوجية مختلفة؛ وكذلك طرقا ووسائل مختلفة لإنجازهاء وفي إطار تعامل مرن مع استعمالات الزمن؛
- تعتمد توزيعا للمتعلمات والمتعلمين داخل بنيات مختلفة تمكنهم من العمل حسب مسارات متعددة؛ وتجعلهم يشتغلون على محتويات متمايزة بغرض استثمار أقصى إمكاناتهم؛ وقيادتهم نحو التفوق والنجاح…؛
- تجعل المتعلم(ة) في مركز اهتمام العملية التعليمية-التعلمية وتهتم بحاجاته وإمكانياته وقدراته؛
- تهيكل المحتوى تدرجة؛ وذلك إما حسب تدرج متشعب لمضامينه؛ أو حسب تدرج خطى لما يشتمل عليه :
ففي التدرج الخطي يحاول المتعلمات والمتعلمون القيام ببناء البرنامج الأساسي المشترك لديهم وذلك حسب وتيرة عمل كل واحد منهم؛ ثم بعد ذلك ينتقلون إلى إنجاز العمل المسطر في البرنامج الفارقي؛
أما في التدرج المتشعب فإن المتعلمات والمتعلمين يشتغلون في آلوقت نفسه بإنجاز البرنامج المشترك وكذلك بالبرنامج الفارقي؛
- ٠ تمكن من تكافؤ الفرص وتجسد الحق في الاختلاف؛
- ٠ تسمح بإبراز الفوارق المرتبطة باستعمال المتعلم(ة) لتقنياته ووسائله الخاصة في التعلم (اعتماده على حواس أكثر من أخرىء توظيفه لاستراتيجيات دون أخرى…)
مايميز البيداغوجيا الفارقية عن غيرها :
ما لا يعتبر بيداغوجيا فارقية
- تعليم يغرق كل فرد في فرديته
- جراء يركز على الشكل (تنظيم الفضاء) دون الجوهر
- بيداغوجيا الدعم (تقتصر على المتعثرين من التلاميذ)
- إجراء يمارس فقط بعد نهاية التعلم
- بيداغوجيا من اختصاص مدرس الدعم
- عملية روتينية تعتمد على شكل وحيد للعمل
ما لا يعتبر بيداغوجيا فارقية
- وسيلة لتكييف التدخل البيداغوجي تبعا لحاجات المتعلم وقدراته
- بيداغوجيا تهتم بأنشطة التعلم واستراتيجيات العمل
- بيداغوجيا تقترح أنشطة متنوعة ومحفزة لتمكين جميع التلاميذ، متفوقين ومتعثرين، من الاستثمار الأمثل لقدراتهم.
- بيداغوجيا حاضرة في جميع المراحل، قبل وأثناء وبعد عملية التعلم
- بيداغوجيا تدخل في إطار مهمة مدرس الفصل
- بيداغوجيا تجعل المتعلم ينخرط تارة في العمل الفردي وأحيانا في العمل الجماعي وطورا في العمل ضمن مجموعات صغيرة تتغير أو مجموعة كبرى… إلخ
جدول يميز البيداغوجيا الفارقية عن غيرها :
إن مظاهر الفروق الفردية انطلاقا من هذه الاعتبارات عديدة ومتنوعة : ذهنية؛ معرفية؛ وجدانية؛ فزيولوجية، حسحركية؛ اجتماعية؛ ثقافية… إلخ.
ويمكن تلخيص أهداف البيداغوجيا الفارقية فيما يلي :
- التقليص بين فوارق التعلمات المرتبطة بالانتماءات الاجتماعية؛
- الحد من ظاهرة الفشل المدرسي؛
- تحقيق تكافؤ الفرص بين جب المتعلمات والمتعلمين؛
- تمكين كل متعلم(ة) من بلوغ أقصى ما يمكن أن يصل إليه من التطور المعرفي واكتساب الكفايات؛
- اعتبار شخصية المتعلم(ة) في جميع أبعادها المعرفية والوجدانية والاجتماعية؛
- تنمية قدرة المتعلم(ة) على التكيف مع مختلف الوضعيات التي يفرضها محيطه المدرسي والاجتماعي؛
- تحسين العلاقة مدرس(ة)/متعلم(ة) ومتعلم(ة)/متعلم(ة)؛
- تلبية الرغبة في التعلم لدى المتعلم(ة)؛
- تنمبة قدر ة المتعلم(ة) على الاستقلالية و التعلم الذاتي.
أشكال عمل ممكنة لتفعيل البيداغوجيا الفارقية :
يعتبر العمل بالمجموعات من أهم أشكال العمل التي يعتمدها المدرس(ة) في إطار البيداغوجيا الفارقية. وتتشكل المجموعات وفق معايير مختلفة :
٠ مجموعات حسب المستوى (Les groupes de niveau)
يتم في إطار هذه المجموعات توزيع المتعلمات والمتعلمين حسب :
المستوى تبعا للمجالات الدراسية (مجموعة المتفوقين؛ مجموعة المتوسطين؛ مجموعة المتعثرين…)؛
إيقاع التعلم لدى مجموعة من المتعلمات والمتعلمين الذين يمتازون بسرعة التعلم أو العكس؛
القدرات وطرق واستراتيجية التعلم.
مجموعات حسب الحاجات (les groupes de besion)
تعتبر هذه التقنية وسيلة للدعم أو الإغناء (مراجعة تعلمات سابقة؛ تعلم منهجي في مادة معينة…) تفترض عدة إجراءات منها :
ه تحليل واضح للحاجات والمهام والاهداف التي قد تكون فردية أو خاصة بمجموعة معينة؛
برمجة دقيقة للتعلمات في كل مجال تعلمي؛
تجديد بيداغوجي لاقتراح أدوات وطرائق للتفريق حسب حاجات المتعلمات والمتعلمين.
٠ مجموعات حسب الاهتمامات les groupes d’intérêt
يتم في هذا الإطار توزيع المتعلمات والمتعلمين في مجموعات خلال مدة زمنية محدودة لدراسة محور أو مشروع يتم اقتراحه إما من قبل المدرس(ة) أو المتعلمات والمتعلمين (إعداد ملف حول موضوع معين؛ معرض لإنتاجات المتعلمات والمتعلمين…). وتتشكل المجموعات اختياريا حسب اهتمامات كل متعلم(ة). ويمكن أن تضم متعلمات ومتعلمين من فصول مختلفة؛ في إطار النوادي التعليمية أو المحترفات… إلخ.
المرجع: الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي 2009