مفهوم الحقيقة – تقديم وتأطير المفهوم

مجزوءة المعرفة

مفهوم الحقيقة

تسكن الحقيقة في الهاوية – شيلر

مفهوم الحقيقة – الوضعية المشكلة

تقديم مفهوم الحقيقة

تشكل الحقيقة إحدى القضايا المركزية التي بحث فيها الفكر الفلسفي منذ عصوره الأولى، ذلك لأن الحقيقة تعتبر غاية كل بحث سواء كان فلسفيا أو علميا أو دينيا، فالحقيقة غريزة على حد تعبير نيتشه.

لكن الحقيقة ليس لها مدلول واحد، ولا تعني نفس الشيء، وذلك لاختلاف مجالاتها، وتعدد أشكالها، لكن هذا التعدد لا يمنعنا من تقديم تعريف للحقيقة. تفيد الحقيقة في اللغة اليقين والحق والصواب والواقع، وهي نقيض الكذب والوهم والزيف والمجاز. وتعني الحقيقة فلسفيا، وخاصة في دلالتها الكلاسيكية، الاتساق بين الفكر وذاته، أو بينه وبين الواقع، أو بينهما معا. ويتضح من خلال هذا التعريف أن الحقيقة تعني التطابق والاتساق بين الفكر وموضوعه. غير أن الحقيقة لا تعني دائما الاتساق والتطابق، ذلك لأن الحقيقة أصبحت نسبية، كما أنها لم تعد حبيسة المجال المعرفي والعلمي، بل أصبحت مدار مجالات أخرى منها المجال السياسي والمجال الاجتماعي…

إن هذا التعدد وهذا الطابع الاشكالي لمفهوم الحقيقة، يقتضي منا الخوض في جملة من الإشكالات الفلسفية ذات الطابع الابستمولوجي، منها إشكال طبيعة العلاقة بين الرأي والحقيقة، وخاصة إن كان يمكن تأسيس الحقيقة على الرأي، أم أنI  لابد من النظر إلى الرأي باعتباره عائقا معرفيا وجب القضاء عليه والقطع معه. وأيضا إشكال معايير الحقيقة، أي المقياس والمرجع الذي يمكن أن ننطلق منه لكي نميز ما هو حقيقي عن ما هو غير حقيقي. إضافة إلى إشكال قيمة الحقيقة، ذلك لأن الحقيقة تعتبر غاية كل إنسان، وغاية كل بحث سواء كان فلسفيا أو علمية أو دينيا، وبالتالي وجب البحث في الأساس الذي يجعل الحقيقة شيئا مرغوبا فيه. وفي ارتباطنا بهذه الاشكالات الفلسفية يمكن بسط التساؤلات التالية:

• هل الحقيقة معطاة أم مبناة؟ وما طبيعة العلاقة القائمة بينها وبين الرأي، هل هي علاقة اتصال أم علاقة انفصلا وقطيعة؟
• ما معايير الحقيقة؟ بتعبير آخر، ما هو المعيار الذي يمكن من خلاله التمييز بين  الحقيقة واللاحقيقة؟
• لماذا نبحث عن الحقيقة؟ وفيم تتجلى قيمتها؟
• هل الحقيقة مطلقة أم نسبية؟

محاور ودروس مفهوم الحقيقة

• المحور الأول: محور الحقيقة والرأي 
• المحور الثاني: محور معايير الحقيقة
• المحور الثالث: محور الحقيقة بوصفها قيمة