معجم موجز لمفردات التركيب ترجمة عبد الوهاب البراهمي
- معجم موجز لمفردات التركيب ترجمة عبد الوهاب البراهمي
- متفقد عام للتربية اختصاص
فلسفة / تونس
العنوان الأصلي:
« Le petit lexique des termes de la complexité »
) Constitué par Serge DIEBLOT à partir des travaux de Jean-William LAPIERRE et Jean –Louis LE MOIGNE( .
– A –
- Algorithme ألغوريتم: طريقة في الحساب،أو سلسلة من البيانات تشير إلى العمليات التي بإجرائها نحصل على نتيجة معينة نبحث عنها.
- Ambivalence الازدواجية: خاصية تتمثل في توحيد قيمتين متناقضتين. كالحب والكراهية على صعيد علاقاتنا مع الآخرين( تناقض وجداني)؛ أو الخير والشر على صعيد الفعل ( سلوك متعارض)؛ استعدادات ملائمة وغير ملائمة في تصرف ما( تصرف متباين)؛ المحافظة والتدمير لنسق في استراتيجيا مزدوجة؛ وهي وصفة يؤدي القيام بها إلى الرضا و ضده( من قبيل” كن تلقائيا”).
- Anomie لانظامية أو فوضوية: عبارة يستعملها دوركايم للإشارة إلى غياب، التباس أو تناقض القواعد الاجتماعية، الناتجة عن فقدان الخلايا الفردية والجماعية لوجهتها و اختلال نظام الجماعة.
- Anthropomorphisme أنتروبومورفية : تمثل(تشبيه أو تجسيم) الآلهة والحيوانات والظواهر الطبيعية على صورة بشرية. مثلا: تمثل خلية نحل كمجتمع إنساني، فيه «ملكة”، و”عمّال”.
- Asynchronisme لاتزامنية : تباعد في الزمان، فقدان أو غياب التزامن. كل الأنساق الاجتماعية لمجتمع واحد لا تتحوّل في نفس الوقت.(انظر تزامني).
- Axiologie أكسيولوجيا( فقه أو علم أو مبحث القيم): التفكير في القيم؛ البحث في المسلّمات ، وإثبات وتبرير نسق من القيم والمعايير. ويمكن تسمية مسار موجّه نحو القيم مسارا أكسيولوجيا.
– B –
- Behaviorisme السلوكية: نظرية تقول بأنه لا يمكن أن نعرف علميا إلا السلوكات الفردية والجماعية القابلة للملاحظة الموضوعية وأنه يجب تفسيرها بما هي استجابات لمثيرات معينة (stimuli ( ناتجة عن عوامل خارجية. و يقيم هذا التفسير علاقة السبب بالنتيجة بين المثير والسلوك المدروس. و يقصي رد الفعل وبقاء النافع rétroaction و téléonomie.
– C –
- Complexité: التركيب. التعريف الاصطلاحي: ليس تعدد المكونات، ولا تنوع ما بينها من علاقات هو ما يميّز تركيب نسق: فكلما كانت هذه المكونات عمليا وبصفة شاملة قابلة للعدّ أو الإحصاء كنا إزاء نسق معقّد compliqué (أو مفرط في التعقيد)، يمكن لإحصاء مركّب أن يسمح بوصف كل سلوكاته الممكنة ( وبالتالي التوقع بسلوكه الفعلي في كل لحظة متى عرفنا القاعدة أو البرنامج الذي يحكمه): وبعبارة رياضية-إعلامية نقول إذن إننا إزاء “مشكل متعدد المخارج” polynomial problem) ).
إن عدم قابلية التوقّع الكامنة بمكوّنات هذا النسق، المرتبطة بالخصوص بالتكرارية التي تؤثّر في اشتغال مكوّناته (” تتحول في اشتغالها”)، محدثة ظواهر انبثاق بالتأكيد قابلة للتعقّل، لكنها ليست قابلة للتوقّع دائما. وتوفّر السلوكيات الملاحظة للأنساق الحية والأنساق الاجتماعية أمثلة عدّة لهذا التركيب. إن العلم الوضعي طيلة قرنين، قد اعترف على ما يبدو بالإخفاق أمام هذه الظواهر، مفضّلا السعي إلى معرفة ما هو قابل” للتوقع العلمي” أو القابل للحساب، وذلك قبل أن يذكّره جاستون باشلار بمثله الأعلى التركيبي” المتمثل في جعل العجيب قابلا للتعقّل دون تدميره. و بإدماج وليام وافرW .Weaver مفهوم” التركيب المنظم”(complexité organisée) سنة 1948 ، أعاد فتح سبل جديدة أمام “فكر التركيب” intelligence de complexité التي سبق لبول فاليري تعريفها بما هي “لا قابلية التوقع الأساسية المفهومة”. وبداية من سنة 1977 (سنة صدور كتاب ” المنهج” ج 1) وضع إدغار موران “باراديغم التركيب” الذي سيضمن لاحقا الإطار المفهومي الذي يمكن أن تتطوّر داخله محاولاتنا لنمذجة الظواهر التي نتمثّلها مركبة(“وجهة نظر”): تركيب في الآن نفسه منظَّم وبأثر تكراري منظِّم .
- Cybernétique السيبارنطيقا( علم التحكّم) : علم وتقنية الأنساق القادرة على الانتظام الذاتي المبرمج بفضل مسارات استقبال ومعالجة للمعلومة، وبفضل شبكة من المفعول الارتجاعي. فجهاز القيادة الآلية للطائرات، ومثبّت الحرارة لآلة تسخين أو الضابط في جهاز مركزي هي آلات سيبارنيتيقية.
– D –
- Décision القرار: التعريف الاصطلاحي: يفهم القرار أولا ” كنشاط للذهن ونتيجته ” (القرار على فعل شيء، أو اتخاذ القرار بعد المداولة)، وقد يفهم أحيانا كاستعداد للذهن (” أن نفعل بقرار”). ويكون القرار وصفا للنتيجة الوحيدة، على صورة تعليمة أو أمر مقرر.
لكنّ الاستعمال غالبا ما يخلط بين مسار بناء القرار وبين النتيجة النهائية، بين الاختيار والإمضاء على القرار. لذا يحرص الأنجلو- سكسوني على التمييز بين المسار ونتيجته.( لا يتحدث ه.أ. سيمون H.A.Simon إلا عن “مسار اتخاذ القرار Décision- making Process)، بينما لا تتعلق النّظريات المسماّة حساب القرار أو رياضيات القرار إلا ” بالاختيار النهائي”(نظرية الاختيار العقلاني).
- Diachronique تعاقبي: نعت يشير إلى ما يمتدّ وينمو ويتحوّل في الزمان (مقابل تزامني Diachronique).
- Dialectique جدلية أو ديالكتيك: مسار للفكر يتمثل في مكافحة بين آراء وإثباتات، أفكار أو أطروحات متضادّة أو متناقضة منطقيا، وفي بيان وجوه ارتباطها في الواقع بعلاقات تكامل ووحدة أو تماه. ويعتبر مفهوم الاستراتيجيا المزدوجة مفهوما جدليا من حيث أنه يشير إلى طريقة في التصرّف تتّجه، بحفاظها أو تطويرها لنسق، إلى تدميره في الآن نفسه.
- Dysfonctionnement اختلال عمل: اختلال عمل جهاز عضوي أو نسق اجتماعي كفّ عن استيفاء غائيته. ( انظرtéléonomie ) بموجب تعطّل بعض وظائفه أو انعدامها.
– E –
- Effectivité /Efficacité : نجاعة أو فعالية /حقيقية أو فعلية: التعريف الاصطلاحي:
عبارة تصف ” تصرفا فعليا “، ولم يجر استعمالها تماما حتى نترجم بصواب الكلمة الانجليزية «effectiveness». وقد يبرر هذا بلا شك بأن معاجم الترجمة من الفرنسية إلى الانجليزية ترجمت، ولأمد طويل “effectiveness ” بefficacité ، ترجمة أثارت وما تزال تثير لبسا، ذلك أن كلمةefficacité ترجمة أيضا لكلمة أنجليزية ذات معنى مختلف: “efficiency ” ( وهي عبارة نترجمها أحيانا إلى اللغة الفرنسية ب”efficience “، مع التأكيد إذن أنها مرادفة لعبارة “efficacité”).
ويجدر بنا الآن أن نطلب لا من الاستعمال، بل من التحديد الايتمولوجي أو الاشتقاقي ، معالم ثابتة لتحديد هاتين الكلمتين اللتان تعبران عن بعدين مختلفين لتقييم سلوك نسق.
Effectivité- : كلمة تعبّر عن خاصيّة التّطابق بين ما فعلناه حقّا وما نريد فعله: ردّ الأثر إلى الغائية (التفسير التيلولوجي أو الغائي).
Efficacité- : تعّبر عن خاصية التطابق بين ما نفعل أو ننتج (النتيجة) وما استهلكناه أو استعملناه لإنجاز هذا الفعل (المصدر). أثر الوسيلة مردود هنا إلى سببه ( تفسير ميكانيكوي أو سببوي)، دون اعتبار غائيات النسق المراد. فالإنتاج، الإنتاجية، الفعالية، المردودية هي الطرائق المستعملة لوصف النجاعة بحسب المجالات: التصرّف، المالية والاقتصاد…
التعريفان “متعامدان”orthogonales على نحو ما: الفعاليّة تنمّي الفعل بالنسبة إلى غاياته؛ نموّ يكون غالبا كيفيّا؛ بينما تنمّي النجاعة نتيجة الفعل بالنسبة إلى اقتصاد الفعل ذاته، نموّ قد يكون عامة كمّيا.
هكذا يمكن لنا أن نظهر في الآن نفسه نجاعة كبيرة ( استهلاك السيارة 5 لترات من البنزين في 100 كلم) وفعالية رديئة( أن نجد أنفسنا في رامس Reims في حين أنّنا نودّ الذهاب إلى روانRouen). فالخطر، كما نرى في أن نعتقد أننا نطوّر نتيجة إجمالية ( فعالية) بقيس النجاعة فحسب.
Endogène – : داخلي المنشأ : نعت لوصف كل ما يأتي من الداخل، كل ما كان مصدره داخل الموضوع، داخل النظام والنسق أو المجموع الدروس. مقابل خارجي المصدر exogène.
Entité – : جوهر، كيان: ماهية( مجردة) لجنس أو صنف من الكائنات المتعينة. مثلا: فرد ، مجموعة موجودة فعلا؛ والفاعل في نسق هو جوهر. فالأساسي في التحليل هو أن الفرد أو المجموعة الفاعلة تشارك في المسارات الديناميكية للنسق.
– Entropie : قصور حراري: هو، في مجال تحولات الطاقة، التوجّه نحو حالة فوضى جزيئيّة ، حيث الطّاقة لم تعد مستعملة كشغل. وهو ما يعلنه المبدأ الثاني للدّيناميكا الحراريّة الذي وضعه كارنو و كلوسيس، في معنى تضاءل الحرارة، فقد أقرّ الأول (أي كارنو) المحافظة على كميّة الطّاقة عبر التحولات؛ وإذا ما وقع الاحتفاظ بالطاقة ( من وجهة نظر المهندس)، تضاءلت الكيفيّة إذ تتوزّع الطاقة أكثر فأكثر إلى حرارة قابلة للاستعمال. وقد استعارت البيولوجيا وعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع هذا المفهوم من الفيزياء ليأخذ معنى عام هو الميل إلى اختلال النظام.
– Epistémologie : ابسيتمولوجيا: تفكير نقدي في المعرفة ، وبخاصة في العلم، في شروط إمكانه وتطوره ومبادئه وقواعد منهجه، وفي حدوده. وقد استعملت أحيانا الكلمة الإغرقية “épistémé ” ابستيمي، التي تعني معرفة، في اللغة الفرنسية قي معنى نظام المعرفة ، أو طريقة في البحث العلمي.
–Etat de système: حالة النسق: اشتقاقيا، تعني الحالة كيفية وجود في لحظة معينة. وتتحدد حالة نسق كمجموع قيم متغيّرات الدخول، متغيرات الحالة أو الخروج في لحظة معينة من الزمن. وهي أيضا الطريقة التي تتفاعل بها الأنساق الفرعيةsous-systèmes فيما بينها في لحظة معينة. والتعريفان متصلان: فالتفاعل بين الأنساق الفرعية رهين إنتاج ما يخرج وقبول ما يدخل. ( حالة قارة. انظر stabilité استقرار).
– Ethnocentrisme: مركزية ثقافية: نزعة في تأويل وتقييم السلوكيات والعلاقات الاجتماعية الملاحظة في مجتمع مغاير، استنادا إلى قيم ومعايير المجتمع الخاص الذي ننتمي إليه، على اعتبارنا لها قيما ومعايير كونية.
–Evolution: نموّ. التعريف الاصطلاحي: تحوّل تدريجي أو تعاقب تحوّلات عبر الزمن، تتصوّر عامة كتحولات جدّ بطيئة. و يفيد هذا التعريف أن النموّ يمكن أن يعني كل أنواع الظواهر التي يمكن أن نعتبرها، غير أنه على صعيد الممارسة يتعلق النموّ غالبا بالأنساق الحية أو النشيطة القابلة للملاحظة عبر أشكالها( مورفولوجيا).
– Exogène: خارجي المنشأ: كلمة تشير إلى ما يأتي من خارج، ما كان منشأه خارج الشيء، خارج النظام، والمجموع أو النسق المدروس. مقابل (endogène) ما ينشأ من داخل.
– Extrant : ترجمة فرنسية لعبارة أنقليزية output تعني ما يخرج (غالبا كسيلان) من النسق(مرادف: متغير الخروج).
– F –
– Finalisation : تغيئة أو جعل الشيء ذي غاية: التعريف الاصطلاحي: ما تزال المعاجم المعاصرة تجهل بعد هذا الموصوف الفعلي مثلما تجهل فعل غيّء ،finaliser الذي منه اشتقّت هذه العبارة. فالمعاجم لا ترجع إلا إلى نتيجة هذا العمل: الغائية التي تعبّر عن ملائمة الوسائل لغاية. وهو تعريف لا يحدّد أي العبارتين يجب أو يمكن أن يلائم الآخر. بالرغم من أنه، في سياقات الاستعمال، يفهم ضمنيا أن الغاية معطاة وغير متحوّلة. ومع ذلك فإن المفهوم ( الغاية) له تاريخ طويل في ثقافاتنا، منذ أرسطو، الذي ” تحتلّ الغايات لديه مكانا محوريا في المنطق ” ( كما يقول ج. ديوي)، إلى كانط، الذي يؤكّد :” أن نتاجا منظّما للطبيعة هو ذاك الذي يكون به كل شيء غاية ووسيلة في آن واحد”. وسيظهر تدريجيا المفهوم، بفضل تجديد مفهوم” تيلييولوجيا”téléologie من قبل السيبرنيطيقي (ن. فينرN.Wiener1945 )، وفي عام 1974 يدخل الفيلسوف والابستيمولوجي ج. لادريارJ.Ladriere مفهوم ” التغيئة الذاتية”auto-finalisation ( “…إنها تيلييولوجيا تبنى ذاتيا. ليس هناك غاية موضوعة سلفا… مسار انتظام ذاتي..” . ومنذ نشأة مفهوم “التغيئة”( finanlisation) ( والمفاهيم المتصلة به من قبيل ” التغيئة الذاتية الايكولوجية” ) ستتطور تدريجيا، وبالخصوص في حقل النمذجة السيستيمية، المصاحبة والموضّحة لمجال التيليولوجيا التي بناها البراجماتيون والسيستيميين انطلاقا من تعريفها التأسيسي الكانطي ( العلم النقدي لمسارات “التغيئة “la finalisation) ، تمش بطيء غالبا لتفاعلات تكرارية تتحول بموجبها الغايات والوسائل:” النسق “المغيَّّؤ” (بنصب الياء) هو “المغيؤ”ّ: هذا هو التفاعل المركّب الذي يعرف عملية “التغيئة”.
– Frontière حدّ : مبدئيا يعرّف معنى الحدّ بنهاية أوحاشية “طبيعية “، ملاحَظ في فضاء جغرافي ذي حدّ، يعني تخطّيه قرارا حراّ( “Le Rubicon) . ولكن سرعان ما تعمّم المعنى، فأضحى معنى الحدّ “طبيعي” تواضعي، مميّزا بذلك تخطّ بين مجالين(عيني ومجرّد) وقع إدراكهما مختلفين. و”يرسم” الحدّ بشكل رمزي مجال نشاط مميّز.
لقد طوّر الاستعمال تأويلين، أحدهما من نمط مجموعاتي ( مهما كان المنمذج ، فإن عنصر ما أو مكوّنا من المكونات يعتبر داخل أو خارج ” الحدّ”)، أما الآخر فمن نمط سيستيمي : الحدّ يرسمه مشروع المنمذج، فهو ( أي الحدّ) غير مفترض ” في الطبيعة” ولكن في تمثّل، حدّ عرضي ماقبليا. (والمثال الكلاسيكي هو ” حدود المؤسسة” : هل تحوي أعوانها في مجموعهم، بما فيه الحياة العائلية أو المدنية؟). وقد يكون من الصعب الحديث عن حدّ مؤقت، هو ما قبليا اعتباطي. وفي المقابل، من الأنسب غالبا الحديث عن أفق مؤقت، و كثيرا ما تقوم هذه الكلمة مقام الأخرى.
– G –
- Génome : جينوم: مجموع كروموزمات أو صبغيات وبالتالي جينات تتحكّم في النظام الوراثي لنظام عضوي أو لنوع وراثي (طراز عرقي) génotype.
- Gouverne: جهاز التحكّم، لفظ قديم للبحارة يشير إلى أداة, هو مقود التحكم وعملية استعماله. يستعمل هذا اللفظ غالبا من قبل علماء السياسة في الكيباك Québec أمثال جيرار بارجورون Bergeron. G للدلالة على ممارسة الحكم في دولة وتمييزه عن الفاعل (الحكومة).
- Graphe : رسم بياني: مجموع نقاط وخطوط ترسم موضوعات ما، لها فيما بينها من حيث هي أزواج ، علاقات ما ( موجّهة أو لا). ونظرية الرسم البياني théorie des graphes هي فرع من النظرية الرياضية للمجموعات التي تدرس الخصائص الشكلية لهذا النوع من المجموعات التي تتزاوج فيها العناصر. من هنا كان التعريف التالي: نظرية الرسم البياني هي مجال نظرية المجموعات الذي يعنى بالعلاقات الثنائية لمجموعة قابلة للعدّ. وقد عرفت نظرية الرسم البياني امتدادات، خاصة نظرية hypergraphe التي تسمح بعلاقات متعددة على صعيد واحد أو داخل مستويات متفاوتة.
– H –
– Holistique : شمولي: تعني كيفية اعتبار مجموع في كليته بدل اعتباره حاصل مجموع أجزاءه. والمسلمة هنا هي أن للكلّ خصائص لا تردّ إلى مجموع خصائص أجزاءه.
– Homéostasie: الانضباط الذاتي: كلمة من وضع والتار.ب.كانن Walter B. Cannon تعني قدرة نظام عضوي على أن يبقى في حالة استقرار بعض متغيراته الداخلية بالرغم من تغيّرات المحيط الخارجي وذلك بفضل مسارات فيزيولوجية للإنتظام. والمثال السائد لهذا حرارة الجسم الداخلية التي تتغيّر طوال اليوم غير أن تغيّراتها محدودة ببعض أعشار الدرجة فوق أو تحت 37° ” وقد تّبين لنا الدراسة المقارنة أنه يجب أن يكون لكل منظومة مركّبة انضباط تلطيفي ذاتي بهدف توقّع إمكان توّقف عمله أو اندماج سريع لأجزائه حينما يكون واقعا تحت ضغط شديد.”ّ
– I –
– Information: إعلام : قبل أن يعرّف الإعلام “كنتاج” أو” كواقعة” ، يعرّف في البداية كعمل (كفعل).
– منح أو قبول شكل ما.
– فعل شخص يحيط آخرين علما بشيء ما عن … أو يعلم بشيء أو شخصا ما.
– فعل الاستعلام، وجمع معلومات عن…
وفي معنى موسّع يصير الإعلام “مجموع عمليات الجمع والمعالجة ونشر “الأخبار”…التي نسميها
معلومات. يصير الفعل بهذا المعنى “نتاجا”، ومعارف تتصل بموضوع محدّد؛ معارف قابلة أن نتمثّلها من جديد بواسطة مواضعات (هي بدورها معارف) بغاية حفظها، أومعالجتها أو تبليغها.
يؤدي هذا التعريف المركّب، والمألوف مع ذلك، إلى وصف المعلومة في معناها الواسع برسم ثلاثي الأبعاد، بشكل ( فيزيائيphysique أو تركيبيsyntaxique) يبثّها بقصدية، على الأقل- باثّ يمنحها معنى (دلاليsémantique)، وتكون لها( أي المعلومة) قابلية تغيير تمثّل السّياق وبالتالي تهيأ متقبّلها (براجماتي).يقول ج.باتوسونG Bteson في صيغة مختصرة باتت مشهورة ” إن المعلومة اختلاف يولّد اختلافا”( علامة فيزيائية، موضوعا يغيّر، (براجماتي)، معرفة متمثلّة ،(دلالية)، النموذج الذهني للمتقبّل).
إن هذه المكوّنات الثلاث قابلة للتمييز ولكنها غير قابلة للفصل. ويمكن للمتقبّل أن يفضّل إحداها على الأخرى، غير أنه لا يستطيع استبعاد البقية. هكذا قد يعتبر الشيء ذاته المدرك كشكل ( علامة فيزيائية) (كطلب حريف مثلا) لدى هذا المدير العام “معطى ” بسيطا بلا قيمة، كمعرفة ( أو علما) ذي أهمية من قبل شريك ما، وكمعلومة حاسمة (“الصدى الإعلاموي”feed back) يستدعي عملا مباشرا لدى آخر.
لا يمكننا إذن أن نحدّد ما قبيليا بأيّ من المكونات الثلاث يجب أن ترتبط معلومة ما. وفضلا عن هذا قد سمحت نظرية س. شانون C. Shannonالرياضية للتواصل، بإبراز أن نمط نقل المعلومة (القناة) يؤثر على شكلها الفيزيائي ومن هنا قد يتعلّق بدلالتها وتأويلها: وتعتبر مقدمة ويليام وافرw weaver الذي يثمّن هذه الحجّة، مقدمة ذات أهمية قصوى الأمر الذي جعلنا منذ 1948 نشير إلى هذه النظرية باسم ” شانون و”وافر” معا.
إن الطابع التركيبي لمفهوم الإعلام صار أكثر وضوحا بفضل التطورات الراهنة لنظريات التنظيم والتركيب ( إ.موران…):” التنظيم، المطّلِع على المعلومة يضحى منتجا للمعلومة ( بعبارة أخرى مصدرا لمعلومات قد تغيّره لاحقا)؛ “المعلومة تكوّن التنظيم الذي يكوّنها”.
إنها التأويلات التي تلحّ على تفضيل الإنتاج وفعل الإعلام على وضعه( والتي عرفت تعميمات مماثلة هامة في مجال البيولوجيا الوراثية).
وإلى يومنا هذا لم تستدعي الأعمال المتصلة بقيس الكم وقيمة المعلومة ( والتي هي ناتجة في أغلبها عن تأويلات ديناميكية حرارية مقترحة من قبل ك.شانونC shannon ثم ل. برييوان L Brilloin ) سوى توضيحات مجازية لا تسمح بتعيير كيفي إجرائي. وبالتأكيد في المقابل عرفنا بسرعة كيف نقيس ” وزن” المكوّن الفيزيائي ( عدد وحدة التعداد bits)، لكن هذه الإشارة،الضرورية لمعالجة مسائل تيّار البثّ وأحجام التخزين، لا تفصح عن شيء في شأن ” الكم” أو قيمة المعلومة منظورا إليها من جهة تركيبيتها .
– Input الداخل في النسق أنظر (intrant) .
– interdisciplinarité تكافل العلوم: وتعني وفق “باسراب نيكوليسي Basarab Nicolescu ” نقل مناهج مجال علمي إلى آخر…(ولكن..) على أن تبقى غائية ذلك قائمة في صلب البحث التكافلي هذا”.(من كتاب”التكافل الأفقي بين العلوم،البيان، ” ; Manifeste transdisciplinarité، ” طبعة روشي Rocher1996) والتي يجب تمييزها عن تعدد الاختصاص pluridisciplinarité و التكافل الأفقي للعلوم transdisciplinarité أو العبرمنهاجية.
–Intrant الداخل في النسق : ترجمة فرنسية لكلمة input (الانجليزية) التي تعني ما يدخل في نسق ( مرادف: متغيّر الدخول variable d’entré).
– M –
– Modèle نموذج : التعريف الإصطلاحي:
كان النموذج في البداية هو ” المرجع” الذي يحاكى أو يعاد إنتاجه، أي المثال exemple؛ ثم أصبح تدريجيا نتيجة هذه المحاكاة: بحيث نمّر من ” نموذج الفنان” إلى ” النموذج” ( أو الصورة، أو إلى التمثل re-présentation الذي وضعه الرسام… ” نموذج الرسام”. وبالرغم من أنّ استعمال هذين المعنيين ما يزال قائما إلى اليوم، فإنهما لا يتعارضان أبدا. وتدريجيا- وخلال القرن العشرين- تبنّى البحث العلمي مفهوم النموذج، من غير شكّ من خلال استعماله في “الفنون والصنائع”: نموذج مصغّر أو ما تصميم )، وغالبا ما يستعمله البحث العلمي (أي النموذج ) للتدليل على “تمثّلات ” الظواهر التي يسعى العلم إلى فهمها وتفسيرها. فالنموذج هو إذن ” نسق من الرموز”( هو بصورة مختلفة وفي آن واحد رسم، وصف، رياضي، شكل) تسمح مرونته القصوى بأن نأخذ في الاعتبار أغلب الإدراكات التي في حوزتنا حينما نرغب في وصف ظاهرة ( ملاحظة أو متخيلّة) بغية تأويلها عقليا: من أنساق الأعداد الرياضية إلى أنساق النوتات الموسيقية أو الكوريغرافية مرورا بأنساق الترقيم الموسيقي أو الكوريغرافي، عبر أنساق الكتابة الكيميائية والأنساق المختلفة للكتابة وكل منها يتمتّع بقواعد تمفصل أو قواعد يمكن معرفتها بسهولة، وتفتح ” نظرية النماذج” مجالات واسعة للبحث من قبيل البحث العلمي دون إلزام التمثّل بلغة جدّ “مغلقة”( أو نسقية). فبدلا من” البدء بتبسيط” يمكن للملاحظ اليوم أن يبدأ بالنمذجة، و هذا بطريقة ذهنية، قابلة لإعادة الإنتاج وممكن تبليغها، حالما نريد توضيح قواعد لعبة النمذجة( مبادئ النمذجة السيستيمية” أو ” قواعد النمذجة التحليلة ” على سبيل المثال)، ومن بين هذه المبادئ ، تسعى الأولى ( أي مبادئ النمذجة السيستيمية) دائما إلى كشف مشروع الملاحظ- المصّمم الذي يبني أو الذي يؤوّل النموذج المشتغل عليه. وتسمح تطوّرات مناهج البرمجة الإعلامية والانفتاح المدهش للفضاء الرمزي، بواسطة تقنية الشاشة- النافذة( écran- fenêtre) (التي حرّرتنا من المحدودية الرمزية الفقيرة للملامسclavier التقليدي)، وتفتح لمنهج النمذجة حقلا لتمثيلات ((simulations جدّ متنوعة، وتسمح بتصوّر وتقييم السلوكات الزمانية- المكانية للظواهر المنمذجة.
- Mobilité sociale : الحركية الاجتماعية : مرور شخص في السلّم الاجتماعي من مرتبة إلى أخرى، من موقع تنضيد اجتماعي إلى آخر، إلى أعلى (حركية متصاعدة) أو أسفل (حركية متنازلة). ويمكن أن نحسب إحصائيا، في مجتمع معطى، نسبة الحركية، إمّا من جيل(موقع الآباء)إلى آخر (موقع البنين والبنات) أو في الجيل نفسه ( تحوّل موقع نفس الأشخاص في مسار حياتهم).
- Modélisation : نمذجة: التعريف الاصطلاحي: عملية بموجبها نبني نموذج ظاهرة، بغاية اقتراح تمثّل، قابل للتأويل، وإعادة الإنتاج والتمثيل simulation.
- Modélisation systémique النمذجة السيستيمية. التعريف الاصطلاحي: النمذجة السيستيمية تميّز أحد أكبر مناهج النمذجة المعاصرة (“نمذجة ظاهرة وقعت ملاحظتها وتمثّلها مركبّة، عامّة على صورة وبواسطة نسق “) وهي تسهر على توضيح “وجهات النظر ” التي يطرحها الملاحظ- المصمّم ويجسّدها، وعلى التشديد على مشروعه الخاص، الذي هو اقتراح أحد أشكال الفهم العقلي للظاهرة دون الزعم “بتفسيرها”( يحدث هذا ” كما لو”، ولا على نحو “هكذا يحدث ” وفقط هكذا”). إذن فهي(أي النمذجة السيستيمية) “مؤسسة بوضوح على فرضيتين أساسيتين:
– فينومينولوجية: تبحث عن تحليل وظائف واشتغال الظاهرة : تصرف الفيزيولوجي أكثر من عالم التشريح.
– تيليولوجية، غائية: تبحث عن توضيح الغائياتfinalités( التي يمكن أن تكون من نوع غايات سببية صرف، ليكون للنسق إذن غاية هي الخضوع إلى قوانين خارجية تتحكّم فيه) التي تسند إلى الظاهرة المنمذجة، بالحرص على تمييزها بوضوح عن غائيات الملاحظ- المصمّم. فتكون إذن منتبهة إلى “التماسك”(أو التناسب) الدلالي أكثر من” الانسجام” الصوري للنسق المنمذج.(مثال كلاسيكي “النفي المزدوج”، نقيض النقيض لمعطى يمكن أن لا يكون تحديدا و فقط، هذا المعطى الأصلي).
– Morphogénèse : التشكّل التكويني. اشتقاقيا، ولادة شكل. وفي البيولوجيا هي مجموع مسارات تكوّن وتحوّل الأنسجة، والأعضاء خلال حياة نظام عضوي منذ خليّة التكاثر. وفي علم الاجتماع، هي مسار التحوّل الذاتي الذي يخلق بموجبه شكل جديد من التنظيم.
–Multistabilité : الاستقرارالمتعدّد ( تعدد وجوه الاستقرار): قدرة نسق على الحفاظ على استقراره بطرق متعددة، بتعدّد تغيّر التفاعلات بين النسق الفرعي.sous-système
– N –
– Néguentropie: بمعنى حرفي قصور حراري سلبي أو سلب القصور الحراري: تطوّر نسق تحوّلات طاقة، وبالتالي نقص القصور الحراري، في مقابل المبدأ الثاني للديناميكا الحرارية، إما بنقل طاقة جديدة، أو بنقل طاقة منظًّمة. وفي الأغلب : ميل إلى التنظيم، في مقابل القصور الحراري، كميل إلى إفساد التنظيم.
–O –
–Organisation : تنظيم : فعل التنظيم أو الانتظام ونتيجته: تنبهّنا المعاجم قليلا بالثراء… و بالطابع الذهني التركيبي لهذا المفهوم الذي نحته علم الطبّ في القرن 15م لتحليل النشاط المتعدّد الوجوه لهذا “النسق من الأعضاء” الذي هو نسق حيّ. ومنذ ذلك الحين انتشر المفهوم في كل المجالات، ليستقر أحيانا، فلا يعني إلاّ ” الشيء المنظّم”( البنية، أو المجموع المهيكل لآلة أو لمؤسسة اجتماعية). ولكن سرعان ما ظهر أنّ المنظَّمorganisé،إذا ما ” اختلّ- غالبا- نظامه ذاتيا”se désorganisait حينما نغفل عنه، يكون أيضا “منظًم”organisant( منتج للنظام) وحتّى ” منتظما ذاتيا” s’organisant: ففكرة الانتظام الذاتي قائمة بعدُ في الاستعمالات الأولى للكلمة، وبالخصوص في بداية القرن 19م ، قبل أن تكلّسها- على ما يبدو- ما يعبّر عنه بنظريات “التنظيم العلمي للعمل” (ost ) في القرن 20م . غير أن تقدّم السيبارنيطيقا ثمّ السيستيمية سيعيد إلى استعمال مفهوم التنظيم عنفوانه وطابعه التركيبي الذي نعرفه عنه اليوم.
إن ما نتوفّر عليه اليوم من تعريف تأليفي الأكثر شمولا هو ذاك الذي صاغه إدغار موران في كتابه ” المنهج” : خاصية نسق قادر في الآن نفسه على أن يكون حافظا ومحتفظا بنفس الحالة، وعلى أن يصل ويصل نفسه. وهذا تعريف إجرائي وسيستيمي، يسمح بالتخلّص من أوصاف ” البنية” المفترضة غير قابلة للتحوّل والمستقلّة تماما عن نشاط النسق، الذي تفضّله التعريفات التحليلية أو التشريحية الكلاسيكية؛ وهو تعريف يلحّ على اعتبار البُنى في تكوينها المستمرّ، بالمعنى الذي يستدعيه إذن جان بياجي؛ تعريفا يسمح أيضا بتحليل ثنائية هذه ” الوراثة التنظيمية”: التنظيم متّصل “بالتمييز”(أو التفريق)(في المكونات الوظيفية المميّزة) و متصل “بالتنسيق” (أو” بالاندماج”)، مكوَّنا في هذا التنسيق” هويته- تمامه”identité-intégrité . إذن تكون التصوّرات للتنظيم دوما في “زوج ” في اللحظة” أ”، في تاريخ يمكن أن يتذكّره التنظيم : فلابد لشبكات المسارات المتمفصلة في علاقات متداخلة والتي بها نمثل عادة هذه المسارات ، أن تتفاهم في هذا ” التعاقب”.
–Output انظر extrant . الخارج من النسق.
–P –
– Paradigme: باراديغم ، نموذج إرشادي: اشتقاقيا هو مثال للمحاكاة. في النحو الفرنسي ، فعل”أحبّ”aimer هو باراديغم تصريف كل أفعال الزمرة الأولى التي تنتهي بer ، كل أفعال الزمرة الأولى لها إذن تصريف مماثل لفعل aimer . وتستعمل الابستيمولوجيا المعاصرة هذه الكلمة للدلالة على، إمّا على طريقة في تعقّل الظواهر بالمماثلة مع موضوع تقني( ساعة، وهي باراديغم التصور الميكانيكي للتفسير) أو بالأحرى مفاهيم أو بيانات نظرية منقولة بالمثل من مجال إلى آخر( الانضباط الذاتي هو باراديغم العلوم الاجتماعية منقول من مجال البيولوجيا)؛ أو مجموع مسلمات ومبادئ ترشد الفكر العلمي في مرحلة معينة في معنى نوع من وجهة النظر الذاتية انطلاقا منها يتعرّف الفرد على العالم الذي يحيط به ويعرّف به بدوره بأثر رجعي. إن الباراديغم هو في ذات الوقت محتوى وحاو، نتيجة ومسارا خلاّقا.
– Pluridisciplinarité: تعددّ الاختصاص: حسب باسارب نيكوليسوBasarab Nicolescu ” يعنى بدراسة نفس الموضوع المنتمي لمجال واحد من قبل اختصاصات متعددة في نفس الوقت”( من كتاب التكافل الأفقي بين العلوم، البيان . ط .دي روشي 1996) وهو ما وجب تمييزه عن “تكافل العلوم” interdisciplinarité ولكن أيضا عن “التكافل الأفقي بين العلوم”أو العبرمنهاجية transdisciplinarité.
– Polysémie: تعدّد المعاني: خاصية علامة أو كلمة تحتمل معاني متعدّدة.
– Potlatch : بوتلاتش: (احتفال ديني عند الهنود الحمر، تتبادل فيه الهدايا- المترجم) توزيع تفاخري لخيرات جماعة على أخرى خلال حفل؛ وتعتبر هذه العطيّة تحدّ: يعني لمن يقبلها لزوم ردّ ما يوازيها لاحقا مخافة فقدان مكانته والنزول في سلّم النفوذ. ولقد لاحظ علماء إتنوغرافيا ممارسات مماثلة في عديد المجتمعات عبر العالم: إنها شكل من التبادل مرتبط بالتنافس على الحظوة. وأثر ذلك في مجتمعاتنا هو الإلزام ” بتبادل الدّعوة”.
– Proaction : سابقيّة التأثير: عملية بواسطتها يكون ما ينبثق عن النسق رهين متغيّرات الدخول وحزمة الارتجاع، أقلّ من القدرة على توقّع ما يتلاءم مع هذا الخارج من النسق، مع البيئة ومع النسق.(مقابل الارتجاع rétroaction ).
– Problématique: إشكاليّة: مجموع تساؤلات يطرحها باحث عن موضوعات وظواهر اختار البحث فيها، وأجوبة مفترضة يمتحنها في تحقّق منهجي.
– Processus: سيرورة: متتالية séquenceأو تسلسل من الظواهر الديناميكية ( الحركات، التفاعلات الكيمائية، والنشاطات الخلويّة والعمليات التقنية، الأفعال أو السلوكات، وتفاعلات البشر)المؤدّية إلى نتائج قابلة للتحديد. وفي تحليل الأنساق: هي كلّ تغيّر للمادّة في الزمان، كل تغيّر للطاقة أو للمعلومة التي تنتج داخل النسق، بمعالجة هذه المتغيّرات للدخول والوصول بها إلى متغيّرات خروج.
– Programme: برنامج : قائمة أو متتالية تعليمات مشفّرة بواسطتها يتحكّم مستعمل في آلة كي تعالج المعلومة التي لديها قصد الوصول إلى نتيجة معيّنة . وتكون السيرورة أو النسق المبرمج محكوما ببرنامج خارجيّ المنشأ، إنه ينفّذ تعليمات لا تصدر عنه؛ فهولا يملك أيّ قرار.
– Propriété émergente: الخاصيّة المنبثقة: خاصيّة جديدة وليست مبتذلة ( أي ليست ناتجة عن سلسلة من المسلّمات معطاة ما قبليا) لنسق أكثر تركيبا بالنظر إلى أنساق أقلّ تركيب ولا تملك هذه الخاصية.
– R –
– Représentation: تمثّل: التعريف الاصطلاحي: فعل التمثّل ونتيجته. وتحتمل الكلمة لكثافتها المجازية تعريفات متعدّدة بحسب سياقات استعمالها. ولكن سنستبقي هنا الدلالة التي احتفظت بها نظرية المعرفة وعلوم العرفان، التي جعلت منها مرادفا لمفهوم النمذجة، مع تعميم أكثر: وقد ندرك هذا بتعبير لبول ريكور:” لا تكون حركة ما إرادية إلا حينما يسبق تمثّلها تنفيذها”. ولكن حتّى في هذا الإطار الخاص نسبيا تبقى الكلمة غنيّة دلاليا. من هنا اقتضى تأويلها التنبّه إلى تمييز أدرجه الفيلسوف والمنطقي جان لادريار بين ” تمثلّ دبلوماسي” ( ارتكاسي جدّ شفّاف) و”تمثل مسرحي” (فعّالactive، يعتبر فيه دور الوسيط أو دورالممثّلacteur كمحددّ لنوعية التمثّل الذي يفهم كتأويل أكثر منه نسخا أو محاكاة).
– Rétroaction : الارتجاع: ترجمة لكلمة انجليزية feed back فعل متغيّرات الخروج لنسق في متغيّرات الدخول، إمّا مباشرة (تيّار مستقل)، أو بصفة غير مباشرة بواسطة فعل متغيّرات الخروج هذه في متغيّرات دخول بعض أنساق محيطها، بشرط إضافة الإعلام بنتيجة هذا الفعل. وحلقة هذا الارتجاع هي المتتالية:
- متغيّر خروج النسق موضوع النظر
- متغيّر خروج لنسق المحيط محوّل ب 1
- متغيّر خروج هذا النسق محوّل ب2
- متغيّر دخول النسق موضوع النظر محوّل ب3 مع معلومة عن علاقة 1 ب3.
–S –
– Schizophrénie : شيزوفرانيا، انفصام الشخصية: مرض عقلي يفقد بموجبه المريض صلته بالعالم الخارجي ويحيا في عالم داخلي من خلقه منسجم تقريبا دون إحالة للواقع.
– Sémantique: علم الدلالة: فرع من الألسنية يدرس دلالة الكلمات وتطوّرها ( مقابل علم الأصوات أو الصوتيات phonétique الذي لا يدرس إلى أصواتها).
– Servomécanisme: آلية مؤازرة: مجموع ميكانيكي أو آلي خاضع لمعلومة خارجية تسمح له بإصلاح أخطاءه.
– Stabilité: استقرار: القدرة التي للنسق على عدم التنحّي عن حالة ( انظر ” حالة النسق”) عادية، أي مطابق لtéléonomie أيّ كانت تغيّرات محيطه.إن انتقاء متغيّرات دخول، مع رفض المتغيّرات التي قد تكون جدّ مخلّة ( للنسق)، هي أحد شروط الاستقرار. فالحالة المستقرّة ليست إذن حالة سكونية أو ساكنة؛ فيمكن أن تتغيّر في حدود معيّنة حول معيار( في معنى القيمة العادية).
– Stratarchie: حكم الطبقة: اشتقاقيا، تحكّم طبقة أو شريحة أو تفريع اجتماعي وسياسي. استعملت هذه الكلمة من قبل “فانسون ليميو”Vincent Lumieux للتدليل على أحد أشكال الترابط لنسق سياسي: الصّورة التي لبعض الفاعلين المرتبطين أو المتحالفين ( مثلا أغلبية برلمانية مكوّنة من عديد الأحزاب المتحالفة)، والذين لهم علاقات سلطة متبادلة، في ممارسة سلطة( في علاقة أحادية الجانب)على فاعلين آخرين( مثلا ، على أحزاب الأغلبية).
– Stratégie : استراتيجيا: مخطّط عمليات ضروريّة للوصول إلى هدف. ويمكن لهذا المعنى أن يمتدّ إلى فنّ السياسة، إلى تسيير المؤسسات وفي العموم إلى تصرّف الفاعلين في النسق الاجتماعي. إن الاستراتيجيا المزدوجة هي التي، بشكل متناقض، تكون فيها الأفعال التي نقوم بها للوصول إلى هدف تساهم أيضا في الوصول إلى هدف آخر نقيض للأول. ” تكون الاستراتيجيا مزدوجة لا لكونها تنسّق التصرّفات المتناقضة، بل لأنّها من نفس الاندفاع الاستراتيجي للإنتاج واستراتيجيا تحطيم النسق.”( إيف بارالYves Barel).
- Synchronie : تزامنية: (سنكرونية): تشير إلى الظواهر أو المسارات التي تنشأ في وقت واحد، ولا تتعاقب ( مقابل تعاقبية أو دياكرونية diachronie).
- Stratification sociale : التنضيد الاجتماعي: قياسا على الطبقات أو الطبقات الجيولوجية لأرض ، يمكن أن نتمثّل مجتمعا منقسما إلى طبقات strates أو طبقات منضّدة أو متراكبة ، بدءا بالطبقات العليا( المهيمنة ، الحاكمة، الوجيهة) إلى الطبقات السفلى( المهيمن عليها، المتحكّم فيها، المتواضعة) مرورا بالطبقات المسماة وسطى. ويحدث هذا التقسيم للمجتمع وفق معايير لا تتوافق دائما: معايير اقتصادية ( الثروة)، سياسية( السلطة)، ثقافية ( معرفة، التحكّم في الطقوس والرموز)، وحتّى بيولوجية- اجتماعية( الجنس، السنّ). إن الموقع الاجتماعي لشخص هو انتمائه لطبقة معينة. والحركية ( الاجتماعية) تتمثل في تغيير هذا الانتماء.
- Système( سيستام) نسق: التعريف الاصطلاحي: (المتعدد ضروري لأن هناك منه الكثير).
° ” بناء للفكر ينظّم قضايا، مبادئ ونتائج تشكّل جسما لمذهب، أو هو بناء نظري لمجموع متّسع من الظواهر”
° ” مجموعة من المفاهيم تعرض على شكل متناسق وفق قواعد”.
° ” طريقة في التصنيف مبنية على عدد محدود من المعايير”.
° ” مجموع مناهج وأجهزة منظّمة وممارسات وأساليب، تسمح بضمان وظائف محددة(بقصد نتائج)”.
إن حضور مفهوم المجموع الرياضي منذ نصف قرن قاد عادة الاستعمال الحديث إلى “اختزال” مفهوم النسق في مفهوم المجموع(” النسق هو مجموع منظّم من العناصر المجرّدة…)، وهو غالبا ما أصاب التطوّرات المعاصرة لنظرية، ثم علم الأنساق عمليا بالعقم: فإذا ” كان النسق مجموع، فلسنا في حاجة بالمرّة لنظرية أنساق : فنظرية المجموعات مبنية بالفعل وهي كافية وتغنينا عن ازدحام مرادفات زائدة). وقد يتّضح أن العودة إلى مصادر التعريفات الاصطلاحية ( موسوعة “ديدرو، دالمبار” تخصّ ذلك بمقال مطوّل ب40 صفحة) أمر محبذ، خاصّة إذا كنّا نأمل في الأخذ بعين الاعتبار تطوّرات الحديثة لعلوم التركيب(تكرارية récursivité ، انبثاقémergence، تنظيم ذاتي auto-organisation، تطوّرية évolutivité، توقّعية imprévisibilité، الخ).
- Système général : النسق العام: التعريف الاصطلاحي :مفهوم تأسيسي للسيستيمية التي ظهرت في القرن 18م( موسوعة ديدرو دالمبار) يشيرإلى ” الأنساق الرمزية للترقيم الموسيقي”). وبداية من 1950 استعيدت الكلمة وانتشرت بفضل البييولوجي المنظّر ل.فون بارتالنفي Von Bertalanffy الذي أراد أن يحلل”- في اللغة ذاتها – أنساق اصطناعية (أو ميكانيكية، مغلقة على حدّ قوله) وأنساق طبيعية ( بيولوجية أو مفتوحة). وشيئا فشيئا أدركنا أن هذا المفهوم هو بصفة مباشرة وريث لفنّ الخطابة القديمة، علم الحجاج، وبالتحديد هو وريث مكوّنها الأساسي” L’invention “الاكتشاف . ونقدّمها بسهولة في شكلها التقنيني: تمثّل ظاهرة مركّبة يكون بطرح أربعة أسئلة غير قابلة للفصل:
– ماذا يصنع؟
– في ماذا؟
– من أجل ماذا؟
– أمام ماذا؟
وبعبارة أخرى بمساءلة العلاقات المترابطة التي تكوّنها:
|
|
|
|
تعريف “ساقاس”SAGACE
يستعيد “ساقاس” هذا الشكل التقنيني لتوجيه ممارسة ” السيستيموغرافيا”
- Système quasi- décomposable: نسق شبه قابل للتحليل : لا يكون النسق المركّب قابلا مباشرة للتحليل مخافة تحطيم معقوليته. إنه شبه قابل للتحليل، حينما يمكن أن نعيّن فيه أنساقا فرعية أو جزئية شبه معزولة مترابطة فيما بينها ومع المحيط. فهو إذن محدّد ب:
° شبكة العلاقات البينية للأنساق الفرعية، والعلاقات دخول-خروج لكلّ نسق فرعي.
° العلاقات التي تربط المداخل- المخارج للنسق بعلاقات الأنساق الفرعية بالمحيط.
ويمكن أن تكون العلاقات البينية للأنساق الفرعية ماديّة، طاقاتية أو إعلاموية. ليست العلاقات التي تبدّل موضعها قابلة أن تعيّن في أنساق فرعية خاصّة وتعني مجموع النسق.
يمكن التمييز بين نمطين من الخصائص :
° ميكروسكوبي أو مجهري: تخصّ كلّ نسق من الأنساق الفرعية.
° مَكروسكوبي : مُحدّد في المستوى الشامل للنسق؛ وناتج عن ارتباط الخصائص الميكروسكوبية و خصائص الشبكة.
تبيّن سيمون Simon (في كتاب” علم الأنساق”،1974) أن أغلبية الأنساق الطبيعية أو الاصطناعية هي شبه قابلة للتحليل، أي أنّ السلوك قصير المدى لجزء، مستقل عن سلوك بقية الأجزاء. ويكمن السبب الأساسي في ظهور وبقاء هذا النوع من الأنساق في قدرتها على الاستقرار والتكيفّ.
- Système quasi-isolé – نسق شبه معزول: تعريف “ساقاس” SAGACE:
نسق يتأثّر سلوكه بمحيطه عبر علاقات تفاعل وتزاوج. ويملك نسق كهذا الخصائص التالية:
° يتعامل مع المحيط، ولكن ليس فقط وفق بعض مسارات نسمّيها مداخل (أو مثيرات أو تداعيات أو قبول)، ومخارج( أو استجابات أو مؤثرات أو بثّ)
° يلحق بالمداخل تغيّرات داخلية( تغيّرات كيفية أو كميّة، تبديل، خزن أو نقل) قصد إنتاج المخارج.
إذا ما توفّرت هذه الشروط، ينفصل النسق بوضوح عن محيطه ويمكن دراسة سلوكه.
–Systémique : السيستيمية: (تعريف جان لوي لومانيو) : (كلمة ظهرت عام 1977 وظهرت أولى الجماعات العلمية الحاملة لهذا الاسم بداية من عام 1979) وأصبحت ” السيستيمية” الاسم الاصطلاحي “لعلم الأنساق”sciences des systèmes ( system science” ou “general system
science” ). وتعرّف، انطلاقا من التجربة النمذجية المزدوجة للسيبارنيطيقا وعلوم الإنسان والجماعة “البنائية”constructiviste(جان بياجي 1968)- بما هي ” العلم الذي يتمثّل مشروعه في إعداد وتطوير مناهج لنمذجة الظواهر التي ندركها أو نتمثّلها مركّبة، على العموم، مثل أو من خلال نسق “: وقد أوجز الاستعمال إراديا كلمة”النمذجة السيستيمية” في ” السيستيمية”، استعمالا يعيقه أحيانا بقاء النصّ ذي الأصل الأنجلوسكسوني “systems approch” (Approche système , analyse système المقاربة النسق، التحليل النسق)، الذي أحدث كثيرا من الالتباس ولم يضف أي دقّة في الصياغة( مما ساهم في تأخير حضور السيستيمية في المؤسسات الأكاديمية التي، بحقّ، تخشى كثيرا من المشعوذين.
إن هذا العلم، من حيث هو علم مناهج النمذجة السيستيمية لن يسعى إلى “حلّ” ،على نحو آخر أو بشكل أفضل، المشكلات التي يقال أنها تستعصي على النمذجة التحليلة: إنها ستسعى إلى صياغتها صياغة مختلفة. إن مشروعها الابستيمي ليس التفسير ولا التنظيم بل الوصف بذكاء ( وفق عبارة بول فاليري، الذي كان بالتأكيد أحد الروّاد المؤسيسين للسيستيمية ، و”كراساته” التي أصبحت في المتناول اليوم تشهد بذلك).
وقد تميّزت السيتيمية بسهولة ، بتطوّرها، عن ” السيستيماتيكي”systématique la “علم التصنيف”، علم تصنيف الأنواع الطبيعية، الذي أصبح علم قوانين التصنيف taxonomie في القرن20؛بعد ذلك أثارت السيستيمية تفكيرا واسعا في أسسها البراديغمية الخاصّة (” براديغم التركيب، إ.موران) والابستيمولوجية( ” الابستيمولوجيا البنائية”)، الذي يتواصل إلى اليوم بالاستفادة بالتجارب المتعدّدة لنمذجة الأنساق المركّبة التي تتراكم في كل مجالات المعرفة: علوم الأنظمة البيئية، علوم الهندسة، علوم العرفان و التواصل والتربية الخ…
- Systémique: سيستيمي ( تعريف جان لوي لابيار): نعت يشير إلى كلّ ما يتّصل بتحليل الأنساق، أو أحيانا، إسم يدل” على هذا التحليل نفسه( السيستيمية). وهو ما علينا تمييزه عن “السيستيماتيكي” أو النسقي الذي يعني كل ما هو منظّم منهجيا، خاصّة في خطاب ، في عرض لفلسفة ، وحتى في سلوك. ووفق السيستيمية يحوي تنظيم نسق، النظام ولكن أيضا الفوضى: في هذا المعنى ليس النسق بالضرورة نسقيا systématique .
- Systémographie : السيستيموغرافيا : تعريف ج.ل. لومانيو: إجراء تصوّر- بناء نماذج الظواهر التي تدرك مركّبة، المنمذجة مثل و”بنسق عام” فعّال ومتغيّر في محيط بالنسبة إلى بعض الغائيات.
–T –
- Tactique : تكتيك : خطّة: حركات بها نجدّ في تنفيذ استراتيجيا. الحياد عن هدف لتفادي عائق يمكن أن يكون حركة تكتيكية لتحقيق استراتيجيا معينة.
- Téléologie : تيليولوجيا: فقه الغايات – الغائية(دراسة الغايات): بالرغم من أن التيليولوجيا أو الغائية قد فهمت كفرع من العلم منذ 1728 ( ” المقال” ل ش. وولف،Le traité- CH. Wolff)، والذي شرّفه كانط بمنزلة مرموقة بما هو” علم نقدي” ( وهو ما لا يجب الخلط بينه واللاهوت) في كتاب” نقد ملكة الحكم”،1797( المخصّص بالأساس لدراسة هذا النمط من “المعرفة التأملية” التي هي ” الحكم الغائي”)، فقد كان لها (أي الغائية)، ولمدّة طويلة، سمعة سيئة في الثقافات العلمية والفلسفية: فقد أرادت الوضعية والعلموية تجاهل هذا العلم الذي، وبفعل وجوده فقط، يضع أركان عقيدتها التأسيسية موضع سؤال، مبدأ الحتمية السببية الفعّالة الذي يميّز كلّ قوانين الطبيعة، وبالتالي، يضيف بعدُ ديكارت،” كل الأشياء التي يمكن أن تقع تحت طائلة معرفة البشر“. وما تزال المعاجم الفرنسية مقتضبة أو حذرة، مقتصرة بالأساس على تعريف اشتقاقي ساذج: “Télos” الكلمة الاغريقية تُترجم بfin “غاية” ، فتكون التيليولوجيا “دراسة الغايات”… وقد تكون الإشارة المختصرة إلى نظرية أرسطو في ” العلل الغائية” بمثابة ضامن لهذه الهجمة التي توشك أن تذكّر القارئ بالخطب الدجلية عن الغائية.
ولم تظهر الغائية من جديد في الخطاب إلا مع ميلاد” علوم الإعلام والأنساق الجديدة“، ثّم شيئا فشيئا ظهرت في الثقافة العلمية المعاصرة.
وبتأسيس صريح للسيبارنيطيقا وإنشائها على مفهوم ” الغائية”(التيليولوجيا) (في مقال مشهور 194 مشترك بين روزنبلوث Rosenbluet وم.جيغوليوM.Gigelow )التحق ن.فينرN.Wiener(ودون أن يعلم على مايبدو) بأعظم براجماتي أمريكيا الشمالية (ج.ديوي ثم ن.ريشرN.Rescher…)، ليوقظ تيارا من الاهتمام نستفيد منه اليوم. فقد أدرك ذوي الخبرة والباحثون بيسر أنهم قادرون على التصرّف في مبحث معرفي ما يزال في غطائه الدلالي، مبحثا اختبروا شرعيته، وأنهم يجتهدون في إزالة – تدريجيا – ما علق به أحيانا من لبس وثرثرة. ومن حسن حظهم ، فإن الأسس التي وضعها كانط ( بعد أرسطو)كانت متينة (…” كلّ شيء في الطبيعة غاية و وهو بالمقابل وسيلة “)، ثمّ إن تطوّرات علوم العرفان كما تطوّرات علوم التصوّر، تتقدّم بنا في طريق وصفها الفيلسوف والمنطقي ج.لادريار منذ 1974 في قوله:” إنها غائية بصدد التكوّن. ليس هناك غاية موضوعة مسبقا، بل هناك ما يشبه مسار تعلّم بفضله نجح تمشّ هو في البداية متردّد، في رسم – بطريقة أكثر فأكثر دقّة، مساره الخاص.في سيرورة داخلية لإسناد ذاتي للغايةauto finalisation “.
أن نكتشف هذه الغائية أو التيليولوجيا في نصوص ل ه.أ. سيمون(المعقولية والغائية …الغاية هي النهايةRationality and téléology… the mean is the end 1983 ) أو نصوص إ.موران(“إيتيقا ذاتية auto- éthique، دون أسس، بصدد الانبثاق…1994) ، ونصوص أخرى كثيرة، فقد أضحى للغائية (التيليولوجيا) تعريفها الاصطلاحي:” علم مسارات إسناد الغاية”: كيف يمكن للأنساق، باشتغالها وبتحوّلها ذاتيا، وبتكوينها ذاتيا لتمثّلات سلوكها(تزوّد بمعلومة ومن هنا تُقدّم إعلاما informés, et par là informant) أن تُنشأ باستمرار مساراتها الخاصة في إسناد الغايات finalisation؟ يقينا يمكن لهذه الأنساق أحيانا أن تتفق في الحالة القصوى للأنساق الآلية، “المتطلّع إلى غاية” goal seeking “. ولكن، هل أن هذه الاستقلالية المطلقة للسلوك و للهدف، على اعتباره هدفا غير متغيّر، استقلالية متداولة، وهل هي ضرورية؟ نعم في حالة أنساق القيادة الآلية…ولكن ألا يأمل من تصور هذه الأنساق أن يوجد مع ذلك “قائد في الطائرة”؟ ألا يجب عليه إذن الاهتمام بالطابع الايكولوجي و المسند الذاتي للغاية auto –éco- finalisateur لهذا النسق المركّب الذي هو الطائرة وهي تُقاد piloté وتقود ذاتها في طيرانها.
- Téléonomie: تيليونومي: نظام الغايات: مجموع الغايات التي توجّه مجموع مسارات نسق ما. ولا يخلط بينها بالضرورة ولا حتّى غالبا، والأهداف المرغوب فيها عن وعي أو التي تريدها العناصر الفاعلة في النسق.
- Transdisciplinarité: التكافل الأفقي بين العلوم: هي حسب باساراب نيكولس Basarab Nicolescu يمكن أن تعرّف بكونها– وكما تدلّ عليه البادئة ” trans” – ما هو في الآن نفسه بين العلوم، عبر مختلف العلوم وما بعد كل علم.” ( ولها) كغاية فهم العالم الحاضر، والذي من بين إلزاماته وحدة المعرفة”.( التكافل الأفقي بين العلوم، البيان، طبعة روشي 1996).
–U –
– Ultra stabilité : الاستقرار المفرط: القدرة التي لنسق ، مشوش جدّا بتغيّر غير منتظر أو مبالغ فيه لمتغيرات الدخول لديه، على تحديد تغيّرات “متغيرات الخروج” لديه (حتّى تبقى مطابقة لنظام غاياته) وذلك بفضل تحوّل ذاتي لتنظيمه.
viabilité- : قابلية الحياة ( العيش): قبل أن تجدّد ” النظرية الرياضية للجدوى théorie mathématique de viabilité” استعمال الكلمة في النمذجة السيستيميّة، فإنّ قابلية الحياة لا تعرّف سوى نوعية الطريق ( “via طريق ، مسلك voie )، وتعني الكلمة الهندسة المدنية أكثر ممّا تعني الهندسة الإعلامية. ومع ذلك نجد أن هذا الاسم يستعمل لوصف سلوك ما هو ” قابل للحياة ” أو “المؤهّل للحياة” ( قابلية الحياة لجنين)، وهو تعريف مزعج بما أن ” حياة” vivre تُعرّف بـ “كوننا أحياء” و” حياة” vie ـبـ “فعل الحياة” fait de vivre” ! غير أنّ الاستعمال لا يضرّه هذا الحرج وقد أصبحت هذه الكلمات جدّ مألوفة بحيث لا نحاول حتّى التذكير بتعريفها: المماثلات التي تسمح بها لا يحصى لها عدّ… وجدّ عملية! تحيل ” النظرية الرياضية للجدوى” ( أوبان Aubin) إلى اعتبارات تتعلق بالحساب الذي سرعان ما أصبح موضوع اهتمام البحوث العرفانية، والذكاء الاصطناعي ثمّ الهندسة الصناعية: لا يمكن لنا تحديد الشروط التي تخوّل لنسق ، اصطناعي أو طبيعيّ، من أن يحيا، أي أن “يشتغل” في وسط على نحو غير صُدَفِي تماما، وبالتالي ” غائي ” : تيلولوجي” téléologique”؟ ويبدو أن استعمال كلمة ” قابلية الحياة ” اليوم يتّجه صوب معنى ” النموّ المستدام”، بوضع علم البيئة أو الإيكولوجيا مفهوم ” الإستدامة” “sustainability” نحو 1987.
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى.