جذاذة تدبير تقديم مجزوءة الوضع البشري
الثانية بكالوريا
مادة الفلسفة
جذاذة تدبير تقديم مجزوءة الوضع البشري
ذ. محمد المغراوي
تقديم مجزوءة الوضع البشري
لقد قذف بنا في هذا الوجود على حد تعبير الفلسفة الوجودية، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الإنسان يوجد ضمن شروط ومحددات وجدت سلفا، شروط ومحددات تحدد وجوده وتحكمه. ويمكن أن نلخص تلك الشروط والمحددات في مفهوم أو قضية “الوضع البشري”.
يحيل الوضع البشري إذن على الوجود الإنساني بما هو وجود تحكمه جملة من الشروط والمحددات. والذي يدفعنا إلى البحث في قضية الوضع البشري، ومساءلتها فلسفيا، هو كون الوضع البشري وضعا معقدا، وضعا متعدد الأبعاد، وهذه الأبعاد هي البعد الذاتي والبعد العلائقي التفاعلي، والبعد التاريخي.
أما البعد الذاتي، فلأن الإنسان يشكل ذاتا متميزة ومتفردة، ذات واعية تمثل ذاتها، ومستقلة في تفكيرها وفي قراراتها. وهنا نتحدث عن مفهوم أساسي كترجمة للإنسان كذات متفردة، وهو مفهوم الشخص.
أما البعد العلائقي التفاعلي، فيحيل إلى الإنسان ليس باعتباره ذاتا فقط وإنما باعتباره آخرا، وإلى كون الإنسان مجبر على الدخول في علاقات يطبعها التفاعل والتبادل مع الغير. وهنا كان لابد من التفكير والبحث فلسفيا في مفهوم أساسي آخر هو مفهوم الغير.
أما البعد التاريخي، فيحيل إلى أن الإنسان لا يوجد وجودا لحظيا، وجود غير خاضع لعنصري الماضي والمستقبل، بل يوجد ضمن تاريخي ممتد بين ماضي يحكمه ومستقبل يطمح إلى توجيهه والتحكم فيه. ولذلك كان من الضروري التفكير في مفهوم آخر وهو مفهوم التاريخ
الوضع البشري | ||
مفهوم الشخص | مفهوم الغير | مفهوم التاريخي |
البعد الذات من حيث أن كل شخص يشكل ذاتا متفردة وجدانيا وأخلاقيا… | البعد العلائقي من حيث أن الذات تربطها مع الغير علاقات معقدة ومتعددة | البعد التاريخي من حيث أن الشخص يشكل وجودا تاريخيا |