تقديم وتأطير مجزوءة ما الإنسان؟
المجزوءة الأولى: ما الإنسان؟
وضعية للتفكير
لقد حدد الإنسان منذ القدم بكونه كائنا ناطقا أو عاقلا أو صانعا… ونظر إليه على الدوام بوصفه ذاتا متعالية. وها هي “علومه” تكشف كيف أن لغته هي لعب رموزه وإشاراته، وكيف أن فكره هو نسيج خرافاته، وكيف أن أشياءه صارت تصنعه بعدما كان يصنعها. وكيف أنه كلما توغل في البحث عن نفسه اكتشف العناصر التي يستبعدها من تعريفه لها والصفات التي ينفيها عنه والمراحل البائدة التي حسب أنه تجاوزها. علي حرب، التأويل والحقيقة، دار التنوير، بيروت 1985 |
أسئلة للتفكير في النص:
- حدد موضوع النص الأساسي..
- حدد ما يثيره الإنسان من قضايا وإشكالات..
- هل يمكن القول أن الإنسان لازال موضوعا مثيرا للتفكير الفلسفي؟
تقديم المجزوءة:
“يا أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك” سقراط
لقد شكل الإنسان منذ البدايات الأولى للتفكير الفلسفي موضوعا إشكاليا، وقضية أثيرت بخصوصها العديد من التساؤلات. وإن أٍردنا أن نبين هذا الطابع الإشكالي لقضية الإنسان، يمكن أن نعرض لعبارة مختصرة تعود للفيلسوف اليوناني سقراط، يقول: “كل ما أعرفه هو أني لا أعرف شيئا”. إن هذه العبارة تبين بشكل موجز الطابع الإشكالي لقضية الإنسان. لكن، ها هو السفسطائي بروتاجوراس يقول :”الإنسان مقياس الأشياء جميعا”، إن هذه العبارة الأخير تطرح أمامنا إحراجا فلسفيا عميقا، حيث تدفعنا إلى التساؤل: كيف يمكن للإنسان الذي لا يعرف شيئا أن يكون مقياس الأشياء جميعا. إن هذه الوضعية تدفعنا إلى طرح سؤال أعمق، سؤال فلسفي بامتياز، هو: ما الإنسان؟
غالبا ما يعرف الإنسان بانه كائن واعي. وهذا التعريف يجعل الإنسان كائنا، أي موجودا من بين الموجودات الأخرى كالأشياء الجامدة والحيوانات، لكنه يميزه عنها بالوعي. لكن هذا التحديد ليس بالبديهي، فمن جهة نجد أن الإنسان ليس هو وحده الكائن الواعي، فالعلم يكشف كيف أن الحيوانات هي الأخرى كائنات واعية، وإن بنسبة من النسب. ومن جهة أخرى فالإنسان يعيش حالات من اللاوعي. وهو ما يجعلنا نتساءل مجددا ما الإنسان؟ وبأي معنى يمكن اعتبار الوعي محددا أساسيا له؟ وما حدود هذا القول؟
إضافة إلى الوعي الذي يعتبر محددا أساسيا من محددات الذات الإنسانية، نجد محددا آخر؛ وهو الرغبة، فنقول: الإنسان كائن راغب. غير أن القول بكون الإنسان كائن راغب، يدفعا إلى البحث في مدى إمكانية جعل الرغبة محددا للذات الإنساني؛ فالرغبة من جهة دلالة على النقص والحاجة، وهي من جهة ثانية دلالة على الفعل والقوة. هذا المعطى يدفعنا إلى البحث في مدى إمكانية اعتبار الرغبة محددا للذات الإنسانية.
زيادة على ذلك، يتحدد الإنسان بكونه كائنا ثقافيا، وأبرز ما يجعله كذلك هو كونه كائنا لغويا. بهذا؛ تشكل اللغة محددا آخر أساسيا للانسان. ومنه يحق لنا أن نتساءل: بأي معنى يعتبر الإنسان كائنا لغويا؟
وفي الأخير يمكن أن نقول، إن الإنسان إضافة إلى كونه كانئنا واعيا وراغبا ولغويا فهو كائن اجتماعي، فهو لا يعيش إلا داخل الجماعة، التي تشكل مؤسسة تنظيمية لسلوكه، غير أن المجتمع يحمل وجهين، فهو أولا يعمل على تنظيم حياة الفرد، وتحقيق المتطلبات، إلا أنه في المقابل يمارس عليه سلطته وقهره. فبأي معنى إذن يكون الإنسان كائنا اجتماعي؟
هيكلة مفاهيم مجزوءة ما الإنسان؟ |
|
المفهوم الأول: مفهوم الوعي |
المفهوم الثاني: مفهوم الرغبة |
المفهوم الثالث: مفهوم اللغة |
المفهوم الرابع: مفهوم المجتمع |