نص الدهشة الفلسفية – آرثور شوبنهاور
محاور الموضوع
- أولا: تعريف أرتور شوبنهاور
- ثانيا: نص الدهشة الفلسفية
آرثور شوبنهاور في سطور
آرثر شوبنهاور فيلسوف ألماني، من فلاسفة القرن التاسع عشر. عاش شوبنهاور بين سنتي 1788 و 1860. وقد تتلمذ على شوبنهاور على يد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، كما عرف شوبنهاور بنظرته التشاؤمية. من مؤلفات آرثر شوبنهاور: العالم كتمثل وإرادة.
2 – نص الدهشة الفلسفية
“لا يوجد كائن يندهش من وجوده الخاص باستثناء الإنسان، فالوجود شيء طبيعي لدى جميع الكائنات إلى درجة أنه لا يثير انتباهها (…)
إن الإنسان حيوان ميتافيزيقي. و مما لا شك فيه أنه، عند بداية يقظة وعيه، يتصور فهم ذاته أمرا لا يحتاج إلى عناء، غير أن ذلك لا يدوم طويلا: فمع أول تفكير يقوم به، تتولد لديه تلك الدهشة التي كانت على نحو ما، أصل الميتافيزيقا، و بهذا المعنى قال أرسطو:“ذلك أن الدهشة هي التي دفعت الناس إلى التفلسف”. و كذلك، فإن امتلاك الروح الفلسفية يعني القدرة على الدهشة أمام الوقائع الإعتيادية و أشياء الحياة اليومية، و يعني طرح أكثر الأشياء عمومية و اعتيادية للدراسة. هذا بينما لا تحدث دهشة العالم إلا أمام ظواهر نادرة و مختارة، و بينما تنحصر كل المشكلة لديه في إرجاع كل الظواهر إلى ظواهر أخرى معروفة أكثر.
و كلما انحدرت مرتبة الإنسان من حيث العقل، كلما قلت غرابة الوجود بالنسبة إليه. فكل شيء يبدو له حينئذ حاملا في ذاته كيفية حدوثه و سببه (…) أما الدهشة الفلسفية، فهي على العكس من ذلك (…) تفترض في الفرد درجة أعلى من العقل، رغم أن ذلك ليس هو شرط الدهشة الفلسفية الوحيد: ذلك أن معرفة الأمور المتعلقة بالموت، و التفكير في الألم و في بؤس الحياة، هو، دون شك، الدافع الأقوى للتفكير الفلسفي و التفسير الميتافيزيقي للعالم. فلو كانت حياتنا أبدية و خالية من الألم، فلن يقع لأحد أن يتساءل عن سبب و جود العالم و عن سبب حمله لهذه الطبيعة الخاصة، بل ستكون كل الأشياء مفهومة من تلقاء نفسها (…)
إن الفلسفة تنشأ، في تصوري، من اندهاشنا من العالم و من وجودنا الخاص، اللذين يفرضان نفسيهما على عقلنا بوصفهما لغزا لا ينفك حله يشغل بال الإنسان“.
Schopenhauer. Le monde comme volonté et comme représentation. Tome 2. pp. 294-304