التعريف بمفهوم الفلسفة العامة – هبا عبد الاله يونس الخشاب 

  م.م :  هبا عبد الاله يونس الخشاب:  جامعة الموصل / كلية الآداب / قسم الفلسفة

الفلسفة العامة اصطلاح أوجيست  كونت الذي اطلقه على البحث في المبادئ العامة لكل العلوم ، وذاع في فرنسا حتى عام 1907 بوصفه احد موضوعات إجازة الفلسفة ، ويتناول المسائل الفلسفية العامة التي تثيرها  دراسة العلوم الاجتماعية مثل علم النفس والمنطق والأخلاق والجمال دون أن يختص بأي من هذه العلوم وحده ، ومن هذه المسائل  طبيعة المعرفة وما يتعلق بأمور الروح والنفس والعالم والإله  وعلاقة المادة بالحياة و الشعور ،  ومسألة التقدم وكان انتشار المصطلح بسبب تفضيله على مصطلح الميتافيزيقا لغموض الأخير وإغرابه وهو غير الفلسفة العامية التي يعني مجموعة الآراء التجريبية والمادية التي تبدو كالفلسفة والتي تروج بين عامة الناس ، وكان شيشرون يطلق على كل فلسفة تبتعد عن أفلاطون وسقراط اسم فلسفة عامية (لالاند) ، الفلسفة بمعناها العام جدا ، هي ” المعرفة العقلية” (لالاند) وفعلا فمنذ العصور القديمة (منذ الفلاسفة الأيونيين) إلى حدود القرن التاسع عشر بقي لفظ الفلسفة يشير على حد عبارة أوغست كونت الى “النظام العام للتصورات الانسانية ” وهي من هذا المنظور متضمنة لمتخلف العلوم بيد أن غاية الفلسفة تختلف عن غاية العلم ، باعتبار أنها لم ترض منذ نشأتها بتعليل الظواهر الطبيعية بظواهر طبيعية أخرى بل كانت تسعى دائما إلى الارتقاء فوق كل تجربة، صعودا نحو العلل الأولى لجميع الظواهر الطبيعية إن هذا السعي الى المطلق ، الذي لا يكون الفوز به بشيء آخر غير العقل وقواه الخاصة وهو ما أطلق عليه أفلاطون اسم الجدل (الديالكتيك) وهو ما سماه أرسطو بالفلسفة الأولى ، وما سيسمى بعد بالميتافيزيقا فالفلسفة بهذا المعنى هي إذن الأساس التي تقوم عليه جميع العلوم والعنصر الموحد لها جميعا إلا أن تطور العلوم جعلها تحرز على نوع من اليقين تعذر على الميتافيزيقا أن تحرزه ، مما جعل أوغست كونت يفصل العلم عن الميتافيزيقا ويقابل بينهما ، باعتبار  أن الميتافيزيقا في نظره لا تجدي  نفعا ولا تفيد في الحصول على أي حقيقة بديهية ، بحيث تنحصر الفلسفة في ” بحث العموميات العلمية ” لا غير ، أي في دراسة روح  العلم ومناهجه بل لقد ذهب بعض أتباع أ. كونت إلى أكثر  من ذلك ، فحكموا   على الفلسفة بأنها ” ذلك الجزء من المعرفة الذي لم ينجح بعد الفوز بخصائص العلم وفي الإحراز على قيمته ” (فوباو) وهذا قد جعلهم ، منذ قرن تقريبا ، يجدون في تأسيس علوم إنسانية مستقلة عن الفلسفة ، بل كبدائل للفلسفة وهذه النزعة المتمثلة في الاعتقاد بان العلم هو وحده الكفيل بان يجد حلولا لجميع تساؤلات الإنسان ومشاكله العلمية والنظرية هي ما يطلق عليه المذهب العلمي أو العلموية .

  المصادر  :

    المعجم الفلسفي ، الدكتور عبد المنعم الحفني.

   معجم المصطلحات والشواهد  الفلسفية ، جلال الدين سعيد

إغلاق